"نفتقد للاستراتيجية الاعلامية الواضحة القائمة على الثقافة والبعد الوطني التحرري"

الاعلامي اللبناني عماد خليل لوطن: المعركة الاعلامية اليوم في مواجهة التطبيع والمروجين له والمدافعين عنه لا تقل أهمية عن المعركة السياسية

08.09.2021 02:24 PM

* الاعلام الحر اليوم يشكل هاجسا حقيقيا للأنظمة المتخاذلة ويعتبرونه خطرا عليهم وعلى خططهم، لذلك فهم يحاربونه بكل ما أوتوا من قوة

* هناك بصيص أمل كبير وارهاصات لحركة تحرر كبرى، وعلينا في اعلامنا الحر أن نصنع الانسان العربي القوي المؤمن بقضيته وثوابته

* اللجان الاعلامية العربية المناهضة للتطبيع تلعب ايضا دورا بالغ الأهمية في تنقية الجسم الصحفي العربي من الشوائب التي لحقت به

 

وطن: قال ضيف برنامج "أصوات عربية حرة" الاعلامي في إذاعة "صوت الشعب" من لبنان عماد خليل، إن المعركة الاعلامية اليوم في مواجهة التطبيع والمروجين له والمدافعين عنه، لا تقل أهمية عن المعركة السياسية لتثبيت الحقوق الفلسطينية، ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي بكافة السبل.

وأكد الاعلامي عماد خليل، في حلقة جديدة من البرنامج الذي يقدمه الصحفي سامر خويرة، ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية، أن الدول التي طبعت لا تدرك خطورة ما أقدمت عليه. مشيرا الى "أن التطبيع قائم منذ مدة طويلة، وأكبر دليل على ذلك استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".

وحول الأداء الاعلامي العربي، قال خليل "نحن نفتقد الاستراتيجية الاعلامية الواضحة، لأننا نفتقد للاستراتيجات الوطنية الكبرى. لم نشكل خارطة ومنهاج قائم على الثقافة والبعد الوطني التحرري، حتى ننهض بالانسان العربي.. لم نعمل على رفع مستوى الوعي الثقافي عند المواطن العربي، بل تركناه فريسة للاعلام الأخرس عن أفعال وممارسات الأنظمة العربية".

وشدد على أن المنظومات العربية المتخاذلة عملت على إشغال المواطن العربي وسلطت عليه الاعلام الموجه، وهنا نسأل لماذا كل هذا الصمت تجاه هذه الخطوات؟ هناك محاولات لكي الوعي وتكريس وعي اخر .. لكن المقاومة تقف سدا منيعا في وجه هذه المحاولات.

ولفت إلى أن من يراقب البرامج الاعلامية والاذاعية في كل هذا الوطن العربي يرى أنها تفتقد في معظمها للبرامج التي تتحدث عن الحضارة والثقافة والمسرح والشعراء .. وتابع "أين القضية الفلسطينية في كل برامجنا؟. لا تجد منها إلا القليل، بالمقابل هناك طفرة في البرامج الترفيهية. المسألة عميقة لها تداعيات على الفكر والسياسية والثفاقة... هذه وقاحة، لكن له مردود مقصود على المواطن العربي".

وأضاف "ينبغي أن نعرف أن القضية الأم هي القضية الفلسطينية وكل ما يجري في المحيط سببه القضية الفلسطينية. وحال تم حلها سيسود السلام والهدوء في المنطقة. هذا ما يتعمد الاعلام المأزوم تغييبه".

وقال إن الصهيونية العالمية تسيطر منذ عقود طويلة على أقوى الوكالات الاعلامية العالمية، لادراكها أهمية وخطورة الاعلام وكيف يمكنه أن يغيب الحقائق ويفرض وقائع جديدة. 

وأكد أن الاعلام الحر اليوم يشكل هاجسا حقيقيا للأنظمة المتخاذلة ويعتبرونه خطرا عليهم وعلى خططهم. لذا فهم يحاربونه بكل ما أوتوا من قوة.

وشدد على أن "هناك بصيص أمل كبير وارهاصات وحركة تحرر كبرى للوعي العربي من هذا الضعف والهوان. علينا في اعلامنا أن نصنع الانسان العربي القوي المؤمن بقضيته وثوابته. المقاومة غير منحصرة في العمل العسكري، بل في تطوير الوعي والثقافة والرياضبة والاعلام".

وأوضح أن "السوشيال ميديا" لعبت دورا كبيرا في التحرر من الرقابة الرسمية المقيتة. لقد صنعت جيلا قادرا على تقديم الرواية الأخرى. والأهم أيضا أوجدت منصات لا تحتاج إلى كثير من التمويل، حتى تبقى حرة ومهنية تعمل على نقل الحقائق".

ورأى أن اللجان الاعلامية العربية المناهضة للتطبيع تلعب ايضا دورا بالغ الاهمية في تنقية الجسم الصحفي العربي من الشوائب التي لحقت به. واليوم حتى في مصر والأردن غير مقبول نهائيا أن يقوم أي صحفي أو اعلامي بالتطبيع أو الترويج له.

 

  

تصميم وتطوير