غزة: عندما يستهدف الاحتلال وجبة الفلسطينيين الأكثر شعبية

06.11.2014 11:18 AM

غزة – وطن - ساجي الشوا: يقدر التاجر أبو ماهر شمالي (66 عامًا) خسائر المزارعين في قطاع غزة بمليوني دولار، مضيفًا أن "مشاهد الدمار أكبر من الحربين السابقتين في 2008-2009 وعام 2012".

أما خسائره هو نتيجة عدوان عام 2008 فبلغت 302 ألف دولار، ومنذ ذلك الوقت "لم يستلم أي تعويضات من الحكومة أو المؤسسات"، وفق قوله.

وطن سلطت الضوء على خسائر المزارعين بعد العدوان، وزارت مزرعة شمالي للدجاج اللاحم والبياض، التي دمرت فيها دبابات وجرافات الاحتلال تسعة براكسات كبيرة تضم 75 ألف دجاجة من النوع "البياض" وجرفت تسعة دونمات من أشجار الزيتون كان من المتوقع أن تنتج 500 تنكة زيت زيتون هذا الموسم، وفق ما يقول شمالي.

وكانت الثروة الحيوانية مسرحًا لعمليات القتل والتدمير من الاحتلال في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة التي استمرت 51 يومًا، كما تم تجريف مساحات شاسعة من مزارع المواطنين واستهداف الأراضي الزراعية والحدودية مع أراضي48، منها منطقة جحر الديك التي تعتبر من أكثر المناطق الزراعية الحاضنة للمشاريع الزراعية والثروة الحيوانية.

وتساءل شمالي مستنكرًا "لا أفهم ماذا تريد حكومة الاحتلال وجيش النخبة المزعوم -على حد وصفه- من الدجاج؟ فهل يقصف ويضرب الصواريخ كي تقوم قواتهم بقتل وتجريف ما نقوم ببنائه من أجل تعزيز اقتصادنا واعتمادنا على أنفسنا؟".

وعن العدوان الأخير، قال شمالي إنه صرف حتى اليوم 10 آلاف دولار لإزالة آثار الدمار والدجاج النافق دون مساعدة من وزارة الزراعة والحكم المحلي، حيث كان ردهما "لم نرصد ميزانيات لإزالة آثار العدوان في الوقت الراهن".

وناشد شمالي الرئيس محمود عباس، من أجل "التدخل لإنقاذ المزارعين وقطاع الزراعة لأنه الأكثر تهميشًا من المنح والمساعدات الدولية".

وأوضح أن مزارعه كانت تنتج قبل العدوان يوميًا 2450 كرتونة بيض وتغطي احتياجات السوق المحلي في غزة من الدجاج اللاحم والبياض بنسبة 40% وكان بالإمكان "التصدير للضفة الغربية والخارج لولا إغلاق المعابر واستمرار الحصار على غزة".

وتابع: قطاع غزة يعتمد حاليًا على البيض المستورد من الضفة، وبدأتُ في تربية أول مزرعة تضم 20 ألف دجاجة من النوع اللاحم بعد العدوان، وسأعود للإنتاج وتغطية احتياجات السوق بعد خمسة شهور من الآن.

وعدا عن خسائره التجارية، أوضح شمالي أن صواريخ الاحتلال دمرّت أربعة منازل خاصة له، كما احتجزته قوات الاحتلال خلال العدوان مع أفراد عائلته وأطفاله التسعة داخل إحدى البيوت وأرعبتهم عبر إطلاق الأعيرة النارية بجانب رؤوسهم ونسفوا البيوت، إضافة إلى تدميرها لثلاثة آبار مياه ومولدين كهربائيين ضخمين و15 ألف كرتونة بيض بمخازنه.

وإزاء كل ما تسبب به الدمار، قال شمالي "سنعيد العمل والبناء رغم أنف الاحتلال وحكومته".

وعن أبرز خسائر قطاع الثروة الحيوانية في غزة بعد العدوان، أفاد الاستشاري والطبيب البيطري سعود الشوا،  أن 30% من مزارع القطاع دُمرت خلال العدوان الأخير، بينما تضرر 70% من المزارع وانخفض إنتاجها لعدم قدرة أصحابها الوصول إليها خلال العدوان وعدم تغذية المواشي وقت القصف والانفجارات.

وأشار الشوا لـــ وطن، إلى أن حجم استهلاك اللحوم في غزة يصل مليوني "كتكوت" شهريًا، فيما تستورد ثلاثة ملايين بيضة "تفقيس" شهريًا، ما يعني أن الاستهلاك السنوي من الدجاج يصل إلى "24 مليون دجاجة من النوع اللاحم كونها الوجبة الشعبية الأولى نظرًا لسعرها المناسب للشريحة الكبرى من الفلسطينيين في غزة، إذ يتراوح سعر الكيلو الواحد منه بين 10 و12 شيقل للمستهلك في الوقت الطبيعي، لكن بعد العدوان وصل سعره (22- 25) شيقل، فيما تراوح سعر كرتونة البيض بين 15 و20 شيقل نتيجة عدم توفر الدجاج اللاحم والبياض، ما أدى لقلة العرض وازدياد الطلب.

واقترح الشوا إعداد خطة زراعية وطنية لحماية المزارعين ومزارعهم وضمان بناء وتصميم مزارع دجاج جديدة بمواصفات عالمية تمكّن الفلسطينيين من تصدير منتجاتهم الزراعية بشكل أقوى لمنافسة الأسواق العالمية بعد ضمان عودة انتعاش السوق المحلي، مضيفًا "مزارع الدجاج البياض تشمل مليون دجاجة بياضة تنتج ما يكفي الاستهلاك المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من البيض لقطاع غزة، وإذا ما فتحت المعابر بالإمكان تصدير البيض للضفة الغربية والخارج".

تصميم وتطوير