انصحكم بترك الصحافة والالتحاق بأول دورة للمخابرات ..بقلم ناهد أبو طعيمة

17.07.2014 02:54 PM

 رام الله  : لا أريد أن أصاب بالدهشة والنشوة عند لقاء عقيد في جهاز المخابرات، ولا أريد أن أسعى بكل ما أوتيت من رغبة إلى إقامة علاقة مع ضابط في الأمن الوقائي حتى يكون "إلي ظهر" إذا وقعت في مشكلة، لا أريد أن أساهم بفساد سياسي وأمني وإداري عنوانه العلاقات الشخصية والواسطات لدى الأجهزة الأمنية، لكنّه من الواضح أن أبناء هذه الأجهزة ومن يتمتع بعلاقات معهم، قادر على انتهاك حرمات الآخرين، وتكسير منازلهم وشتمهم كما يريد، لأنه يعلم جيداً أنه محمي في كواليس العملية القانونية، وفي أي قضية جزائية أمام القانون هناك ما يسمّى بالحق الشخصي، بالإضافة إلى الحق العام وأنا هنا أكتب قصتي باحثة عن من ينصرني في حقي الشخصي، لكنني أيضاً أكتب دفاعاً عن الحق العام.

والقصة ببساطة أنه يوم الخميس الماضي والموافق 10 أيلول حيث كنت مسافرة خارج البلاد، حدث شجار أمام منزلي الذي يستأجره أصدقاء في الطيرة، وهم إعلاميون ومخرجون، فخرج المستأجرون على صوت الشجار أمام الباب محاولين تهدئة الشجار، حيث كان جاري يتشاجر مع عائلته وضمن الشجار كانوا يتدافعون ويضربون باب شقتي، حاول المستأجر تهدئة الأجواء لكنّ الجيران شتموه مما أثار ملاسنات بينهم فدخل الجيران إلى منزلي وضربوا المستأجرين لديّ، وكسّروا محتويات المنزل، وكسروا يد أحد الضيوف في البيت وفتحوا رأسه بقطعة حديدية، وانهال عليه بسلسلة شتائم نابية أصابته وأصابتني بصفتي صاحبة البيت.

وعندما سمعت بالقصة أول ما تبادر إلى ذهني، كيف يجرؤ أحد بوجود سلطة وأجهزة أمنية أن يقوم فأفعال كهذه؟ لكنني لم أكن أعلم أن هذا الشخص هو نفسه الأجهزة الأمنية وابن جهاز المخابرات، فقد قمت بالاتصال بالشرطة كما هو المتعارف عليه، وحركت شكوى ضد جاري موضحة فيها ملابسات الحادث، لكن المدهش والمؤلم والمفزع في القصة أن يوم غد هو اليوم السابع على الحادث حيث أوصلتُ فيها القصة إلى قيادات الأجهزة الأمنية المعنية وهي الشرطة، المخابرات، وإلى الآن لم يكلف أحد نفسه عناء استدعاء الجاني، وإذا صدقوا واستدعوه كما أخبروني فالمصيبة أكبر أنه تجاهل الاستدعاء ولم يحضر للتحقيق معه، فمن هو هذا الشخص؟

معلوماتي أنه مساعد في المخابرات ليس ضابطاً أو عقيداً أو رائداً، لكنّه بالتأكيد يتمتع بعلاقات جيدة في تأخير وقتل القضية في كواليس القوانين "العسكرية"، وخلاصة الحديث أنك في فلسطين إذا لم تكن ابن جهاز أمني ولم يكن لك عائلة تحميك عشائرياً، فأنت مواطن فقط في شق الواجبات ودفع الضرائب لكن أقل حقوقك وهو "الأمن" منتهك من قبل أولائك المتغطرسين، ويمكن لأي شخص أن يكسر بابك ويحطّم ممتلكاتك ويشتم عرضك ويحطّم رأسك، فهل هذا هو تعزيز صمود المواطن على أرضه، أم أن المقصودين بكلمة "المواطن" هم أشخاص آخرون؟ هذا فيما يخص الحق العام، أما فيما يخص قضيتي الشخصية فأنا أتساءل "كيف أقف أمام طلابي في الجامعة وأؤكد لهم أنهم سلطة رابعة وقضيتهم أن يدافعوا عن مفهوم المواطنة؟ بدأت أشك بواجبي تجاههم أن أنصحهم بترك الصحافة والإعلام والالتحاق بأول دورة قادمة للمخابرات.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير