البرغوثي: اسرائيل لا تريد سلاما وتناور بالمفاوضات لكسب الوقت

29.01.2014 11:23 AM

وطنرام الله : أكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان هذا التوحش في الاستيطان يشير الى ان اسرائيل تسابق الزمن لكي تكرس وقائع استيطانية تجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية مستقلة، وانها لا تريد في الاصل تحقيق سلام او حل خلافها مع الشعب الفلسطيني وانما تناور بالمفاوضات وغيرها فقط لكسب الوقت.

وقال البرغوثي انه امر غير طبيعي ان تزيد وتيرة التوسع الاستيطاني بنسبة 130%  خلال اجراء المفاوضات وليس له تفسير سوى ان الجانب الاسرائيلي لا يريد في الاصل أي او تفاهم مع الفلسطينيين.


واشار النائب مصطفى البرغوثي الى ان الاسرائيليين يرفضون جملة وتفصيلا فكرة اقامة دولة فلسطينية او ان يكون للفلسطينيين وجود في القدس او ان يعود أي لاجيء فلسطيني الى وطنه، كما انهم يرفضون ايضا ازالة المستوطنات من الاراضي المحتلة رغم مخالفتها للقانون الدولي.

واضاف البرغوثي من هنا اعتقد ان العملية برمتها تشير الى حقيقية الحكومة الاسرائيلية، لذلك نقول انه من العبث وعدم الفطنة السياسية المراهنة على امكانية التفاوض معهم او الوصول الى نتيجة مع تركيبة مثل الموجودة حاليا في حكومة اسرائيل.

وراى النائب الدكتور مصطفى البرغوثي انه يمكن التصدي لهذه الهجمة الاستيطانية من خلال تغيير ميزان القوى، وهو ما يتأتى بتصعيد وتطوير المقاومة الشعبية الفلسطينية ومشاركة الجميع فيها، وباستنهاض حملة دولية لفرض العقوبات والمقاطعة على اسرائيل وايضا بالاسراع في توحيد الصف الوطني الفلسطيني بأن يكون للفلسطينيين قيادة وبرنامج ورؤية ونشاط واحد.

وتوقع البرغوثي الا تكلل المفاوضات الحالية مع الجانب الاسرائيلي بالنجاح، مؤكدا ان نجاحها "سيكون كارثة" لأن معناه فرض تنازلات على الفلسطينيين.
وقال النائب مصطفى البرغوثي اننا نرى ان مضمون الافكار التي يطرحها كيري خطير إذ انه يطرح اتفاق اطار أي تمديد المرحلة الانتقالية مرة اخرى مثل اتفاقية اوسلو، فهم يريدون الآن وضع اتفاق انتقالي جديد دون نهاية محددة مع تواصل الاستيطان، مما يعني اعطاء الفرصة لاستمرار الاستيطان الاسرائيلي لزمن غير محدد.

واضاف البرغوثي انه لهذه الاسباب فإن مبدأ اتفاق اطار بدلا من حل القضايا النهائية غير صحيح، فلم قد نريد وقتا اكبر او اتفاقية انتقالية جديدة بينما كان من المفترض وفقا لاتفاقية اوسلو ان يتم حل جميع قضايا الحل النهائي بحلول عام 1999 ونحن الآن في 2014، اذا كان يوجد نية بالفعل لحل قضايا الحل النهائي فلا داعي لخسارة المزيد من الوقت لكن من لا يريد ان يصل لاتفاق يبحث دائما عن ذرائع لتمديد الامور.

واوضح الدكتور مصطفى البرغوثي ان الافكار التي يطرحها كيري تعني باختصار تصفية حق الفلسطينيين في العودة، بمعنى تحويل قضية اللاجئين من شعب يريد العودة الى وطنه الى توطينهم في دول عربية واجنبية، مما يعني الغاء حق العودة وحق الفلسطينيين المنصوص عليه في القانون الدولي.

وقال البرغوثي ان الافكار الامريكية تعني ايضا الغاء حق الفلسطينيين في ان يكون لهم وجود بمدينة القدس المحتلة، فما يطرح هو ان يستبدل الفلسطينيون حقهم في عاصمة بالقدس بعاصمة اخرى في حي من الاحياء المجاورة لها مثل ابو ديس او العيزرية، مؤكدا ان هذا الامر لا يجرؤ ان يقبل به أي قيادي فلسطيني والا سيكون مدانا من جانب الشعب بأسره.

واستطرد النائب مصطفى البرغوثي قائلا ان ما يطرح في الافكار الامريكية ليس دولة وانما معازل مشابهة لنظام الفصل العنصري السابق في جنوب افريقيا، مع رغبتهم في بقاء الجيش الاسرائيلي على الحدود والمعابر ورؤوس الجبال وسيطرة اسرائيل على التجارة الداخلية والخارجية وحرمان الدولة الفلسطينية من ان يكون لها قوة تدافع عنها.

واشار البرغوثي الى ان البدائل التي يمكن اللجوء اليها عوضا عن المفاوضات هي استئناف معركة الامم المتحدة، وقال بهذا الشأن لدينا 64 اتفاقا ومعاهدة ومنظمة دولية يجب ان ننضم اليها بدءا من بعث رسالة لرئيس الاتحاد السويسري بما يضمن تطبيق اتفاقيات جنيف الخمس على فلسطين وانتهاء بانضمامنا للمحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة اسرائيل ومسؤوليها على جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني.
وحول قضية اللاجئين، قال البرغوثي اننا نتحدث عن 6 ملايين لاجيء معظمهم موجود في الدول العربية ولا يمكن ان تحل قضيتهم في كندا او استراليا، وبالنسبة لنا قضية اللاجئين ليست مجرد حق عودة بل تصحيح خطأ ومأساة ورفع الظلم والمعاناة عن كاهل الملايين وابنائهم، وبالتالي فإن حل قضية اللاجئين مسألة اساسية فقضيتنا لم تبدأ باحتلال الضفة الغربية بل بما حدث في 1948 من تهجير للشعب والنكبة التي حلت بنا.

واكد الدكتور مصطفى البرغوثي ان الاوضاع الحالية يمكن ان تتطور الى انتفاضة ثالثة، فثمة ثلاثة عناصر تؤدي الى الانفجار، اولها الاحتلال وغياب الافق السياسي، وثانيها الانقسام الداخلي بين فتح وحماس وغياب افق للمصالحة، وثالثها الضائقة الاقتصادية والمعيشية التي تتفاقم يوميا، وبالتالي يحتاج الفلسطينيون الى مخرج من هذا الوضع الذي يمكن ان ينفجر في أي لحظة.

واوضح البرغوثي ان ما نحاول ان نفعله هو ان نجعل الامر في اطار مقاومة شعبية لأن هذا اجدى واكثر تأثيرا حتى لا يكون الانفجار مضرا بنا اكثر مما هو مفيد لنا، ان المقاومة الشعبية امر اساسي للغاية لأنها شكل النضال الامثل الآن.

واشار النائب مصطفى البرغوثي الى ان المقاومة الشعبية ليست جديدة على تقاليد الشعب الفلسطيني فالانتفاضة الاولى كانت من اروع اشكال المقاومة الشعبية، اليوم نتحدث عن نموذج جديد ولد في رحم الانتفاضة الثانية بعد بدء بناء جدار الفصل العنصري والآن يتطور ويتسع ونريد ان يتعاظم اكثر، لكننا نرغب ايضا من كل القوى ان تشارك فيه لا ان تتحدث فقط، فالمشكلة ان حجم المشاركة اضعف كثيرا مما يجب.

واوضح الدكتور مصطفى البرغوثي ان اشكال المقاومة الشعبية عديدة منها مقاطعة البضائع الاسرائيلية وهو امر يسعى اليه الجانب الفلسطيني لأن اسرائيل تبيع في الاراضي المحتلة ما يعادل 4 مليار و200 مليون دولار، أي انها ثاني اكبر سوق في العالم بعد اوروبا.

واكد البرغوثي ضرورة مشاركة الجميع في مقاطعة البضائع الاسرائيلية، موضحا انه ثمة اهمية خاصة للمقاومة الشعبية فيما يتعلق بهذه المسألة لأنها تتيح فكرة التلاحم مع حركة التضامن الدولي فيما يسمى بالمقاطعة وفرض العقوبات وسحب الاستثمارات التي تحقق نجاحات كبيرة.
وحول رؤيته لثورات الربيع العربي، قال البرغوثي انه كان ينظر اليها في البداية على انها يمكن ان تعزز التضامن العربي مع فلسطين، لكن للاسف انحدرت الامور الى صراعات عنيفة داخلية وحرب اهلية في بعض الاماكن مثل سوريا، مما اضعف الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

واعرب النائب مصطفى البرغوثي عن ايمانه  بأنه لا توجد قضية تجمع عليها كل الشعوب العربية مثل قضية فلسطين ونأمل ان تمر هذه الفترة العابرة ونرى تضامنا واسعا، ونناشد الامة العربية ان تشاركنا في هذه المرحلة بشكل خاص بمقاطعة شاملة لاسرائيل.

وفيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وفلسطين، أكد البرغوثي ان مصر كانت دائما السند الاكبر لفلسطين وفي الفترة الاخيرة ظهرت بعض الشوائب التي يجب ان تزول بسرعة لأن العلاقات بين الشعبين اسمى من أي علاقة اخرى ومصر كانت الداعمة للوحدة الوطنية ونأمل ان تظل كذلك.

ومضى النائب مصطفى البرغوثي قائلا انه بدون مصر قوية لا يمكن للعالم العربي ان يكون له دور في المنطقة، نأمل ان تستعيد مصر عافيتها الاقتصادية وتكرس نظام ديمقراطي حقيقي وفعال وان يتوحد شعبها في مواجهة التحديات الهائلة التي تقف امامه في المرحلة المقبلة.

وحول قضية المصالحة الفلسطينية اكد مصطفى البرغوثي ان المدخل الذي سيؤدي الى حل الانقسام يجب ان يكون تطبيق قرارات لجنة الحريات التي تولى رئاستها وهي 11 قرارا تتضمن الافراج عن كل المعتقلين السياسيين واتاحة حرية الصحافة والعمل السياسي لكافة القوى وحرية تنقل المواطنين، مؤكدا ايضا على ضرورة تشكيل حكومة وقيادة موحدة تضم الجميع واجراء انتخابات حرة وديمقراطية.

وتعليقا على دور حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، اوضح البرغوثي انها نشأت قبل اكثر من  10 سنوات و80 بالمئة من اعضائها من الشباب واستطاعت تحقيق نجاحات خلال فترة قصيرة، موضحا ان اهم ادوار الحركة تشمل تبني المقاومة الشعبية واستنهاض حركة تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني، كما انها تلعب دورا في توحيد الشعب الفلسطيني.

واشار الى ان الحركة تسعى لثلاثة اهداف كبرى هي تحرير الفلسطينيين من الاحتلال والاضطهاد العنصري وحقهم في ان يكونوا احرارا في وطنهم وان يترسخ نظام ديمقراطي في فلسطين، وايضا العدالة الاجتماعية كمعالجة مشكلة الفقر والبطالة والهموم الصحية والتعليمية وغيرها، فهي حركة سياسية واجتماعية في آن واحد.

تصميم وتطوير