فاصلة وسنعود

07.05.2024 08:43 AM

كتبت أسيل القاضي: تتعرض فلسطين منذ عقود الى هجمات شرسة وعنيفة من قبل الاحتلال الاسرائيلي الذي احتل فلسطين في عام 1948، والذي احتل معظم الاراضي الفلسطينية مع تقسيم الدولة الى اراضي محتلة ،اراضي الضفة الغريبة ،وقطاع غزة وحاول طيلة فترة احتلاله بالتضييق على الضفة الغربية وقطاع غزة .

في السابع من أكتوبر من عام 2023 اقدمت حركة المقاومة الفلسطينية حماس على حدث غير مسبوق وغير متوقع والذي سمي بطوفان الاقصى ، حيث كما وصفة نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي  ب(الانتقام الجبار)، وكان يوم مشؤوما حزينا على اسرائيل ، وكان بمقابل الحدث حربٍ عنيفة وشرسة على قطاع غزة رداً على طوفان الاقصى ،وهذه الحرب ليست كأي حربٍ سابقة شهدها التاريخ نظراً لدمويتها والإجرام لمدة 209 يوم ومازالت مستمرة على قطاع غزة ،والتي انتج عنها 34,662 شهيداً ( - 4,931 إناث - 4,356 أطفال) والعدد مازال قابل للازدياد. فالشعب الغزواي لم يكتفِ بالمعاناة  قصفاً بل يعاني ايضاً من المجاعة والفقر وانتشار الأمراض الفتاكة مثل الكبد الوبائي تحت وطأة الحصار الاسرائيلي ، كما انه يمنع من  دخول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة فهذا يعني الموت البطيء للسكان قطاع غزة . وتم تدمير اكثر من 60% من المباني في قطاع غزة التي تضم المرافق الصحية والسكنية والمرافق التعليمية ، أي تم محو معالم الحياة في قطاع غزة ،فحتى ان انتهت الحرب فلن يعود الامر كالسابق .

في ظل هذه الحرب يواجه سكان قطاع غزة سياسة التجهيل التي فرضها الاحتلال عليهم،فمنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حُرم أكثر من 625 ألف طالب وطالبة، في غزة، من التعليم، بعد أن اندلعت حرب غير مسبوقة هناك،و  قتلت آلاف الطلاب ومعلميهم، ودمرت حوالي 75% من المباني المدارسية، وحولت البقية لمراكز إيواء. وقتلت الحرب الإسرائيلية نحو 4 آلاف و327 طالباً وطالبة، بينما أصيب 7 آلاف و819 آخرون، كما قتلت 231 معلماً وإدارياً، وأصيب 756 منهم بجروح مختلفة ، حيث كانت الكوادر والمرافق التعليمية في غزة البؤرة للاستهداف الإسرائيلي المتعمد، حيث تم استهداف جامعتي الأزهر والإسلامية في غزة ، واستهداف المدنيين ذات الكفاءات والشهادات العليا ، ،ودفن احلام الطلاب والطالبات الذين حرموا من استكمال عامهم الدراسي في قطاع غزة، لان التعليم هو السلاح الابيض في نهض واستقلال الامم، فيوضح ذلك ويؤكد على طمس التعليم وجعل قطاع غزة مكان غير مأهولٍ ومفتقر تماما لاقل مقومات الحياة ،مما يدفع بنهاية المطاف لتهجير السكان خارج قطاع غزة. فاستراتيجية التجيهل التي يستخدمها العدو هي لتغييب الوعي لدى سكان قطاع غزة على المدى البعيد. إلا ان سكان غزة مدركو الأمر وما زالوا يحاولون استمرار المسيرة التعليمية  حتى لا ينقطعوا عنها، وإن كانوا في الخيام.
    ختاماً،  بعد انتهاء الحرب  ستكون غزة قادرة على احياء المعالم الحياة فيها بالرغم من  الدمار الشامل الذي حل بالبنية التحتية والصحية والتعليمية، وحتى ان  الطلاب يعيشون بضياعٍ بسبب الفاقد التعليمي الكبير الذي واجههوه في ظل هذه الحرب الدامية. والافتقاد للكوادر التعليمية ذات كفاءات عالية الذين تم استهدافهم. فإن شعب غزة  شعباً صامداً ويمتلك الارادة القوية في استمرار الحياة ، التي حتى وإن دُمرت سيعاودون انشاءها من جديد.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير