نبيل المصري يكتب لوطن: ثقافة العنصرية والموت

03.03.2024 09:40 PM

یدعي العالم أن العصر الحدیث یحمل في طیاتھ الأمان والسلام، ویرفع بالإنسانیة إلى عصر یسوده الرفاھیة والدیمقراطیة، وھي شعارات یشدق بھا الغرب بعیدا عن الواقع.

إذ تتحدى الصھیونیة العالم ومؤسساتھ، وتنتقد مقررات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتصل إلى المحكمة الدولیة والجنائیة الدولیة. حین یصرح رئیس حزب الیمین المتطرف )نتنیاھو( أنھ لن یقبل التسویات التي تفرض علیھم في ظل حرب الإبادة والتھجیر المستمرة ضد الفلسطینیین، مدعوماً بالفیتو الأمریكي، والعالم یظل صامتاً. إنھا ثقافة العنصریة والموت وحكام المال، الذین یسیطرون على قرارات الحرب، ویتباكون على مصطلح معادة السامیة والإرھاب.

السؤال الذي یطرح نفسھ: من اخترع ھذا المفھوم؟ یُشیر إلى أن الیھود الأوروبیین لیسوا من السامیین، بینما یستخدم المصطلح للتعبیر عن العداء لأولئك الذین ینتمون للیھودیة. یُشیر أی ًضا إلى أن ھذه الفكرة نشأت في أوروبا، ولاحقًا انتقلت إلى بقیة دول العالم. من خلال تاریخ العداء للسامیة، یظھر كیف تم تطویر ھذه الأفكار والترویج لھا، مما أدى إلى ظھور حركات معاداة للیھود في أوروبا والعالم. ویُشیر إلى دعم بروتوكولات حكماء صھیون بعد الحرب العالمیة الأولى لدعم التوجھ المعادي للسامیة.

یُعزى العداء للیھود أی ًضا إلى الدعم الأمریكي والأوروبي لإسرائیل، بما في ذلك توفیر الدعم العسكري والمالي. مع العلم انھم لا ینتمون الى السامیة لان السامیون ھم الشعوب التي تنساب الى سام بن نوحوح علیھ السلام والتي تقطن بالعربیة والھلال الخصیب، وبذلك یكون سكان المنطقة جمیعھم سامیون بینما استخدم المصطلح كراھیة الیھود بشكل عام العداء الى اشخاص یدینون بالیھودیة ان ھذا المصطلح ونظریة معادات السامیة في العصر الحدیث التمییز بین عرقین الاري والعرق السامي وقد نشات جماعة او جمعیة معادات السامیة بعدما تمكنت من جمع 255 الف توقیع حیث كسب الحزب 15 مقعدا في الرایخ عام)1893( وظھرت الكتابات المعادیة للیھود في المانیا مثل كتابات )یوغین دورنغ( ضد السیادة الیھودیة على الحیاة الالمانیة ودعمھا المستشار الالماني )بسمارك( وامتدت الى باقي الدول الاوروبیة، انھا عدوى تجددت في روسیا وتكونت جماعة في فیننا والنمسا والمجر الى فرنسا وانجلترا وایطالیا والولایات المتحدة انھا فكرة وصناعة اوروبیة، یقال في علم النفس )انھم یضعون فكرة وتأسرھم ویعبدونھا( وفي اول مؤتر لمعاداة السامیة طالبوا بتطبیق قیود متعصبة ضد الیھود عندما اعطى )ھوستون ستیوارت تشامبرلان( قاعدة فلسفیة لھذا المفھوم ووضع الالمان على قمة البشریة ووضع الیھود في ادنى سلم البشریة ومما لا شك فیھ ان نشر بروتوكولات حكماء صھیون بعد الحرب العالمیة الاولى الى دعم الاتجاه المعادي للسامیة بعدما اظھرت البروتوكولات طمع وجشع الیھود بالسیطرة على العالم ودعم )ھنري فورد( الحركة المعادیة للیھود مالیا ومعنویا كما قامت ثورة بالمجر في)1920( وكذلك ھتلر جعل معاداة السامیة احد المبادئ الاساسیة لبرنامج الحزب النازي لیس الیھود وحدھم بل كافة الامم ان الیھود الاوروبیون من اخترع معاداة السامیة وھم لا ینتمون للسامیة والانتماء ولم یعرفھا الشرق فھل كانت تعذیب الضمیر واسقاط المشكلة على العرب والمسلمین بشكل عام وعلى الفلسطینین بشكل خاص ان المقدمة للمشكلة الیھودیة مؤسس الصھیونیة ومرشدھا الروحي )ھرتزل( حیث لا یعتبرھا مشكلة اجتماعیة او دینیة حتى ولو اخذت ھذا الطابع حیث یعتبرھا مشكلة قومیة من وجھة نظره وعمل لتثبیتھا كمسألة سیاسیة دولیة ویجب ان تعالجھا دول العالم صنعوا المشكلة والبسھا ثوب القومیة علما بان الثورة الصناعیة وتشكیل القومیات وضعت المقومات الاساسیة للقومیة وھي: 1- وحدة الجغرافیا البقعة الجغرافیة الواحدة 2- وحدة اللغة 3- وحدة الثقافة والعادات 4- وحدة التكوین النفسي والحضاري، وبعض العلماء اضاف الدین، الا ان ھرتزل اعتمد على مقوم الدین وحده في ادعائھ واثبات قومیة الیھود )صناعة قومیة ( بعیداً عن المقومات الرئیسیة وبذلك یتحمل المجتمع الدولي ومؤسساتھ في ترسیخ العنصریة من خلال اقامة دولة عنصریة على حساب اصحاب الأرض الحقیقین لیس ھذا وحده بل المساھم في سفك دماء الابریاء من الشعب الفلسطیني وسلب ونھب ممتلكاتھم عملت امریكیا واوروبا على اجھاض كافة القرارات الدولیة منذ عام 1947 ابتداءاً من القرار )181( الى القرار )242( كما استعملت 80 مرة حق النقد الفیتو لإجھاض اي مشروع قرار لإدانة اسرائیل كما زودتھا بكافة انواع الاسلحة الحدیثة بالاضافة ومن الجدیر بالذكر بأن الانفاق العسكري الامریكي 597,5 بلیون دولارا كما قدمت لتایوان 10 ملیارات دولارا وقدمت للصھیونیة في فلسطین 260 ملیار ناھیك عن الدعم الاقتصادي الى حد المشاركة بالعدوان بالافراد ولیس من قبیل الصدفة العدوان الثلاثي على مصر وغزة في عام 1956 واحتلال غزة بالاضافة الى ارسال حاملات الطائرات وفتح جسر جوي للامداد الحربي في عام 1973 وانزال قوات المارینز الى بیروت وكان اخرھا افشال المشروع الجزائري اقاف العدوان على غزة الاضطھاد والابادة الجماعیة ضد الشعب الفلسطیني، انھا وسمة عار في جبین العالم الغربي والامة العربیة والامة الاسلامیة. فكل ذلك یجسد واقع الأطفال والنساء والشیوخ في غزة الذین یموتون تحت الحصار، وقطع الكھرباء، والنساء الحوامل اللاتي یصرخن في وجھ الجوع والأمراض. ینتقد بشدة تسلط دولة الاحتلال وتأثیرھا على المجتمع الدولي ومؤسساتھ في تعزیز التمییز وإقامة دولة عنصریة على حساب الشعب الفلسطیني

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير