الشندي.. ميكانيكي غزي يهوى تجديد السيارات القديمة

رفح- أمل بريكة- وطن: يقضي مُنير الشندي معظم وقته في داخل ورشة لصيانة السيارات تحوي بداخلها قطع غيار للسيارات القديمة والحديثة، فتارة يُنجز عمله اليومي لزبائنه الذين يحتاجون إلى دهان وسمكرة لسياراتهم الالكترونية (الحديثة)، وتارة أخرى يتفنن في تجميع قطع السيارات القديمة وإعادة تصنيعها وكأنها صُنعت في اللحظة؛ لتأخذك إلى عالم الزمن الجميل وأن تشاهد سيارة قديمة من مرسيدس أو تويوتا تسير في الشوارع العامة والمفترقات.

وقال الشندي "ميكانيكي سيارات" من غزة، إنه كان متواجدًا في دولة الإمارات العربية المتحدة عام2014، حيث كان يعمل هناك في ورشة فنية لصيانة السيارات، ففي تلك الفترة توَّلد لديه حب شغف تجديد السيارات القديمة وإعادة تجميعها من جديد بدلاً من إتلافها ورميها في القمامة.

وتابع، "ضلت الفكرة مزروعة في راسي"، حتى عاد إلى قطاع غزة بعد قضاء نحو 12 عاما من العمل في هذا المجال؛ ليمارس هوايته المحببة له وهي إعادة تجديد السيارات القديمة بغزة، فكانت أول سيارة قام بتجديدها من نوع "مرسيدس غزال".

وأضاف، أن عملية تجديد السيارات القديمة يحتاج إلى وقت وجهد قد يستغرق ما بين سنة إلى سنتين، كونها تحتاج إلى قوة صبر وتحمل حتى لا يشعر من يقوم بتجديدها بالملل، فيُفضل تركها لفترة ومن ثم يعود للعمل بها بروح وطاقة جديدة، حيث أن أول سيارة استغرق تجديدها حوالي عامين.

حيث يشعر بالسعادة عند الانتهاء من تجديد كل سيارة، مشيرًا إلى أن تلك السعادة تتوزع على جميع المحيطين به من الأناس الداعمين له، خاصة وأن لديهم حب استطلاع الأشياء القديمة كالسيارات كون أن معظمهم من الجيل الجديد الذي لا يعِ موديلات السيارات القديمة كـ الارمسترونغ والمرسيدس وغيرها، حسب قول الشندي.

وأوضح، أن أساس عمله في تجديد السيارات القديمة هو "هواية" وليس من أجل البيع، وقال إن من أهم الصعوبات التي تقف عائقا أمام إنجازه لأية سيارة هو عدم توفر قطع الغيار لتلك السيارات كونها قديمة وقد لا تكون متوفرة في بلد المنشأ لها أيضا.

وأضاف، أن التحدي لهذا العائق هو إيجاد البديل لتلك القطعة التي قد لا تتوفر بسبب قدمها، وبالفعل يحاول قدر المستطاع أن يوفر البديل بعد تجربة أكثر من قطعة حتى تصبح صالحة وقادرة على العمل بفعالية الأصلية. 

وقال الشندي لـ وطن، إنه يطمح أن يكون لدولة فلسطين معرضا يتم من خلاله عرض السيارات القديمة، ويأتي الزوار من كل مكان يستمتعون بما يشاهدونه من سيارات قديمة.