عدنان الصباح يكتب لوطن الحق في واقع الحال لا رواية الضلال

15.09.2023 03:43 PM

 هذه الأرض فلسطين وناسها فلسطينيين يهودا ظلوا على ديانتهم او تمسحنوا او أسلموا ولا احد سواهم يملك الحق بها الا حق الزيارة والعبادة تماما كحق المسيحي الأمريكي في بيت لحم والقدس والناصرة هو فلا حق للمسلم الفلسطيني في مكة والمدينة الا حق الزيارة والعبادة ولا شيء أكثر فهل تنزع ملكية يهودي او مسيحي او مسلم اومن أي من ديانات الأرض إذا قرر معتنقها ان ينتقل الى ديانة أخرى هل وجود المسلمين في إسبانيا لقرون يعطيهم الحق بالعودة الى هناك والامثلة تطول وتطول وهل كون مكة قبلة المسلمين يعطي الحق لكل مسلم الادعاء بان له حق بها.


على هذه الأرض اليوم محتلين جاءوا من كل بقاع الأرض تحت ستار الدين والحق الديني والإلهي والتاريخي وانجررنا معهم لنناقش روايات لا معنى لها ولا داعي لها بل ان البعض منا قد اشغل نفسه بالبحث عن روايات لهم او روايات لنا فمنا " العرب والفلسطينيين " من قال انهم من اليمن والبعض قال انهم من الاحساء وآخرين قالوا انهم من مصر ولا زال البعض يقضي العمر بحثا وتفصيلا ليجد لهم رواية تبعدهم عن فلسطين.

هنا 7 ملايين فلسطيني على أرضهم لم يأتوا إليها ولم يغادروها وسبعة ملايين فلسطيني يجوبون الأرض منفيين من وطنهم وممنوعون حتى من زيارته وهنا 7 ملايين يهودي حسب إحصاءاتهم تجمعوا فوق أرضنا وصدورنا من كل بقاع الأرض لم يأتوا ليصلوا ولم يأتوا طلبا لحماية او مسكن او مأكل بل جاءوا ليحتلوا خبزنا وبيتنا وارضنا ومعابدنا وقلة قليلة منهم هي في الأصل هنا ولها الحق كما حقنا في العيش هنا لكن ملايينهم السبعة لا زال اسم الجد الأول او الأب او حتى الشخص نفسه لم يولد هنا.

القتل اليومي وحرق المزروعات وترويع الآمنين من اهل فلسطين مسيحيين ومسلمين والاعتداء على المقدسات وتزوير التاريخ ومصادرة الأرض وإقامة مغتصبات للقادمين من كل بقاع الأرض رغما عن انف اهل الأرض وأصحابها لا بسبب قوة الرواية بل بسبب قوة السلاح وقوة الظلم وقوة الامبريالية العالمية التي تدعم اليهود وروايتهم علنا وبكل فظاظة السياسة وتستخدمهم رأس حربة للسيطرة على الشرق الأوسط كله واحيانا الى ابعد من ذلك وهي " الدول الامبريالية " لا تكترث أبدا للدم المسلم او المسيحي او اليهودي ما دام لا ينتمي لجنسياتهم ولا بأي شكل من الأشكال فالمسلم الأمريكي أفضل مليون مرة من المسيحي الفلسطيني وكذا باقي دول المنظومة الامبريالية.

لسنا بحاجة لرواية فما يجري على الأرض يوميا هو الاثبات الحقيقي ان اهل هذه الأرض هم أصلها بغض النظر عن ديانتهم وأن كل طارئ عليها ليس من أهلها ولا يحق له العيش بها بالقوة ورغما عن انف أهلها بل وبديلا عنهم وما الجنسيات التي لم تسقط عن أصحابها اليهود في كل العالم الا الإثبات على أنهم ليسوا من هنا ولم يكونوا يوما هنا.

مرة أخرى ليست مهمتنا تضاد الروايات فالطارئون المارقون المغتصبون من يصوغون روايات لهم باسم الدين او غيره وليست مهمتنا أيضا تبرئة ألمانيا النازية وأوروبا اللاسامية من جرائمها ضد اليهود بل على العكس من ذلك فان تأكيد تلك الجرائم هي التي تحمل أوروبا جميعا المسؤولية التاريخية عن ظلم اليهود وليس نحن.

أوروبا التي ترى في اليهود نموذجا في الخبث والمكر وقدرات لا يملكها غيرهم في إدارة المال والسيطرة عليها والتي عاشت لقرون تنبذهم وتسعى للتخلص منهم بكل السبل وهي التي اتهمتهم بالطاعون وأحرقت بيوتهم وهي التي صنعت لهم الغيتوات وهي التي حرقتهم " نعم حرقتهم " وبالتالي هي نفسها التي أتت بهم الى هنا بهدفين التخلص منهم أولا واستخدامهم عصا امبريالية وسخة ضد العرب مسيحيين ومسلمين فليس للدين معنى عند أصحاب رأس المال بل السطو والسيطرة على الأرض وثرواتها لا اكثر ولا اقل وفي سبيل الإبقاء على ذلك كان لا بد من زرع مسمار في عنطرة المنطقة يمنعها من ان تصحو من أزماتها يوما وتبقيها خاضعة الى ما شاء الله على قاعدة فليمت اليهودي في الشرق لا على أيدينا ما دام يحقق لنا اهدافنا حيا ونتخلص منه ميتا.

لا اوطان للدين وإلا لكانت فلسطين وطنا لكل مسيحي أيضا وكانت الحجاز وطنا لكل مسلم فالأوطان ممتلكات لا يجري تمليكها الا لصاحبها ولا تسقط ملكيتها بتبديل دين صاحبها وهي فلسطين كما هي كل بقاع الأرض وكل ممتلكات الأرض الا بإرادة الجميع من اهل الأرض ولا أحد سواهم.

لا رواية لفلسطين غير واقعها ولا حاجة للرد على رواية برواية ونسيان واقع الحال كأعظم رواية لا يمكن دحضها الا إذا قبلنا نحن أنفسنا بحرب الروايات ونسينا واقع حالنا وأرضنا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير