رياض سيف يكتب لوطن.. طريق التحرير وقواعد الاشتباك المرعبة للعدو

04.07.2023 01:44 PM

 في كل اعتداء من قبل الاحتلال الصهيوني على مدن وقرى ومخيمات الوطن الفلسطيني المحتل بهدف اعتقال أو تصفية المقاومين الفلسطينيين، يسقط العديد من الشهداء والجرحى وأكثرهم من المدنيين.

كما تتضرر العديد من المنازل، وتشل الحركة تماما في منطقة الصراع، وتمتد الى مدن اخرى ومواقع أخرى في الوطن لتشل الحركة على الطرقات عبر حواجز قاسية القصد منها اذلال الشعب الفلسطيني ومحاربته في لقمة عيشه مما يوقف الحالة الاقتصادية ويؤثر سلباً على مجمل الحياة بأكملها ويزيد من معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش في الاصل في ظل اقتصاد هش ومؤلم بفعل الاحتلال واجراءاته التعسفيه بحق كل فلسطيني يمشي على الارض الفلسطينية.

ناهيك عن ممارسة قطعان المستوطنين وتغولهم على كل ماهو بشر وحجر وشجر بحماية جنود الاحتلال، بل وبتحريض من الطغمة الاحتلالية الحاكمة.

وهو عقاب جماعي لا أخلاقي تمارسه طغمة الاحتلال في كل ساعة وكل يوم يكون المدنيين فيه هم وقود الدم ودافعي الثمن الكبير في هذا الصراع الدامي والمستمر.

والسؤال الكبير: كيف لنا أن نتجنب هذا الشر المحدق بنا من كل الاتجاهات، أو كيف لنا أن نقلل من الخسائر المدنية بالحد الذي يضمن لنا استمرار الحياة وعدم التعرض ما أمكن الى اطفالنا ونسائنا وشيوخنا وممتلكاتنا؟

أهو بالاستسلام للعدو والرضوخ الى شروطه واتباع اوامره ونواهييه!!. أم بالرجوع الى طرق كنا قد نسيناها او تناسيناها كأساس لحرب التحريروالتي اثبتت جدواها في كل معارك التحرير في العالم والتي كنا اول من ابتدعها في مقاومتنا للانتداب البريطاني عبر روادنا الاوائل الذين اقضوا مواجع المستعمر وكبدوه خسائر فادحة في كل ميادين القتال على مدى ارض فلسطين . والسر في ذلك انهم اتخذوا الجبال والوديان مقراً لهم وبالقليل من السلاح استطاعوا أن يهاجموا قوافل الانتداب عند مفترق كل طريق ويختفون بين الحقول والجبال بلمح البصر ، فما استطاعت مدرعات الغزاة مجاراتهم ، ولا استطاعت طائراته النيل من حصونهم ومغائرهم التى تعج بها فلسطين . والاهم لم يتركوا للمخترقين أن يندسوا بين صفوفهم ويوقعوا فيهم كما هو الحال فيما لو تواجدوا بين جدران بيوتهم في مدنهم وقراهم ومخيماتهم.

وحتى في بداية الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية، عمد بعض المقاومين الى الجبال وكانت النتيجه أن فرداً منهم أو مجموعة صغيره، استلزمت من العدو الوية مدججة للوصول إليهم، وما استطاعوا بكل ما يمتلكون من دبابات ومدرعات وطائرات أن يكسروا جذوة النضال فيهم الا بعد مشقة كلفت الاحتلال مالم تكلفه حروب العرب مع دولة صهيون.

عبد الرحيم جابر، وباجس أبو عطوان وغيرهم ممن أمنوا بالفكرة كانوا الكابوس والارق الذي هدد الاحتلال، وكاد أن يطيح بعرشه.

وفي زمن اصبح فيه العالم يدير ظهره لكل ما يرتكبه العدوان الصهيوني من صنوف القهر ضد الشعب الفلسطيني، اصبح من الضروري أن يأخذ الشعب الفلسطيني المبادرة بيده وأن لايسمح للاحتلال وقطعانه من المستوطنين العربدة والهيمنة وأن يبدأ نضاله المشروع ضد الاحتلال وتكبيده ثمن افعاله وذلك عن طريق النضال المزدوج، نضال مسلح رادع، ونضال شعبي سلمي يلفت انظار العالم الى وحشية الاحتلال ومستوطنيه.

النضال المسلح لمن أمن بالنضال الحق الصعود الى أعالي الجبال واعتمار المغر والكهوف وفي نفس الوقت هي المقاومة الشعبية السلمية التى تزيد من اوار المقاومة وتبعث الحياة والاصرار لمن ارتقوا للنضال في أعالي الجبال.

لنتخيل زمرة من المقاومين لا يتعدون عدد اصابع اليد في كل مدينة وقرية ينتشرون في الجبال ويتخذون من الطبيعة ملجأً ومستقراً، فهل يبقى مستوطن الا ويصيبه الرعب والفزع لمجرد علمهم بالامر، وهل تستطيع كل قوة الاحتلال أن تغطي المساحات التي ينتشر فيها المقاومين، وتلبي التصدي للمقاومة السلمية لكل فئات الشعب الفلسطيني في كل ناحية وموقع.

قد يقول قائل أن ما ينطبق على ما كان في السابق لا يصلح في الحاضر، مع تقدم العدو في الاساليب القتالية وخاصة من القدرة على استعمال التكنولوجيا في ملاحقة المناضلين سواء باختراق الهواتف او في المسيرات التى لايعجزها الكشف عن مواقع المناضلين ورصد تحركاتهم 
نعم كل هذا له تأثيره وحساباته ، وفي المقابل لابد من تكتيكات وقدح الذهن لتلافي هذه المعضلة عن طريق ابتداع طرق تحبط توجهات العدو ، وتحد من امكانية فاعلية اساليبه بالتخفي ، واتباع اسلوب الذئاب المنفردة في مهاجمة مواقع العدو ومساراته على الطرق ومستوطناته تحت جنح الظلام ، ولا اشك أن عدة عمليات ومهما كانت نتائجها قليله بالنيل من عتاة الاحتلال ، الا أن مردودها سيكون رعبا وهلعا ، بل بداية لفراغ المستوطنات من مستعمريها نظراً لأن العدو بشخوصه وافراده اجبن من أن يتخيله انسان على وجه الارض ، وفعل واحد من قبل المقاومه بمثابة فعل جيش مدجج عند المواجهة المكشوفة والمعلنة .

ولا أشك بأن كل مدننا وقرانا ونجع فلسطين ستكون حاضنة لكل متطلبات رجالها من ماء وغذاء ودواء.

أعتقد جازماً أن العدو أعجز من أن يستطيع أن يجابه كل هذا الزخم حتى لو استعمل كل ترسانته العسكرية. والنتيجة أن الجيش الذي لايقهر سيعيش وضع الهزيمة ، وخاصة أن كل الساحات المحيطة جاهزة للنيل من غروره واستكباره . وعندها نؤكد مقولة نسيناها في زمن المساومات والمفاوضات العقيمه وما رافقها من اتفاقات مذلة . مقولة مفادها ( ثورة حتى النصر ) .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير