حمدي فراج يكتب لوطن.. القمة العربية .. لا داعي للموساد ان يتنصت عليها

19.05.2023 10:42 AM


   بمناسبة انعقاد القمة العربية الثانية و الثلاثين في جدة، و عودة سوريا اليها بعد منعها من الحضور 12 سنة، وتسليم مقعدها للمعارضة الدموية الإرهابية الأصولية، ما جعل البعض يطلق عليها اسم "قمة تاريخية" ، ما يجعلنا نتذكر قمة الخرطوم عام 1967 التي اطلق عليها قمة "لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات" ونسأل أنفسنا مَن مِن العرب لم يفاوض او يعترف او يتصالح ، و قمة الأردن عام 1987 التي اطلقوا عليها قمة "الوفاق والاتفاق" ، ونسال أنفسنا ، من من العرب لم يتقاتل مع أخيه العربي حد الاحتراب .  

بعد تأسيس الجامعة عام 1945 بحوالي ثلاث سنوات، قامت دولة إسرائيل على ارض فلسطين وانقاض شعبها، الذي يحيي هذه الايام ذكرى نكبته الخامسة والسبعين، ورغم عدد الدول العربية الوازن "كميا" في الأمم المتحدة ، الا انها المرة الأولى التي تقر فيها إقامة احتفالية بهذه النكبة في مقرها بنيويورك، والاقرار بالاحتفالية لا يعني بالضرورة الإقرار بحق عودة اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها، و هذا ما أكده اكثر من مفاوض فلسطيني واسرائيلي خلال توقيع اتفاقية أوسلو ، من ان العودة تكون الى حدود دولة السلطة الفلسطينية، و ليس الى صفد و حيفا و عكا.

يوسي بيلين قال ان إسرائيل لا تمانع بعودة رمزية الى حدودها، خمسة الاف لاجيء سنويا ممن بقوا على قيد الحياة ، دونالد ترامب الذي قرر حل وكالة الغوث اختزل ملايينهم الستة الى أربعين الفا فقط .

يقول محمد حسنين هيكل ان المغرب هي الدولة التي كان لها الحظ الأكبر في استضافة اعمال القمة العربية (حوالي عشر مرات) ذلك ان الموساد كان متمكنا من زرع أجهزة التنصت على اعمال تلك القمم، كان آنذاك جمال عبد الناصر والهواري بومدين اللذان ماتا صغارا ، كان صدام حسين و معمر القذافي، اللذان ماتا قتلا و شنقا ، كانت الثورة الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير رأس حربة حركات التحرر قبل ان تجنح الى السلام و توقف كفاحها المسلح مقابل الحصول على دولة ، فلا على دولة حصلت و لا على ثورة أبقت .
   بعد اتفاقيات كامب ديفد المصرية  و أوسلو الفلسطينية  ووادي عربة الأردنية ، والتي اتبعت باتفاقيات "ابراهام" الخليجية المغربية السودانية ، ناهيك عن دول أخرى تقيم علاقات مع إسرائيل من تحت الطاولة ، فإن الموساد لم يعد مضطرا لزرع أجهزة تنصت على ما يدور في القمم العربية حتى بحضور سوريا ، فاليمن محتربة منذ ثماني سنوات وتتفاوض اليوم على تبادل الاسرى ، وليبيا محتربة  منذ عشر سنوات ، و لبنان بدون رئيس يمثلها ، و تونس ما يزال البو عزيزي يصرخ في شوارعها لان الشرطية همت بمصادرة عربته التي يتكسب منها قوت يومه ، والمغرب تضع يدها على الصحراء الغربية و تتربص بالجزائر ، والسودان احتراب العسكر للتقرب من إسرائيل أكثر ، و مصر سد النهضة الاثيوبي بعد ان هدد أفغدور ليبرمان حين كان وزيرا لجيش الاحتلال بقصف السد العالي ، فقصفه من اثيوبيا . أما فلسطين ، فحدّث بلا حرج .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير