المحامي صلاح موسى يكتب لوطن ... الجهاد الاسلامي ووحدة الشهداء؟؟!!!

13.05.2023 06:55 PM

فاجأ الجهاد الاسلامي الصديق قبل العدو باصراره وامكانياته العالية في الصمود والمثابرة وان دفع الثمن من قادته الاكارم، الجهاد الاسلامي اول من رفع شعار وحدة الساحات، هذه المعركة يمكن ان نطلق عليها وحدة دماء الشهداء ما بين شهيد الكرامة الوطنية عدنان خضر موسى مع القادة الشهداء في معركة "ثأر الاحرار" في غزة والضفة ، ليجمع هذا التنظيم ما بين الكرامة الوطنية وتقديم القدوة من القيادات قبل الافراد على مذبح الحرية. سقطت هذه المرة ونعتقد للابد كذبة قديمة جديدة يستخدمها المحتل من ان قياداتكم تنعم بالفنادق وانتم تدفعون الثمن، فقيادات العمل الوطني والمقاوم تدفع الثمن قبل الافراد، بل تدفع اسرهم الثمن معهم ، وما حصل مع طارق عز الدين وغيرهم من القادة يثبت ذلك.

لا نرى فائدة من نقاش جدليات حول المعركة ومن دخل بها في الاعلام و/او من يعمل بصمت، ماهو لافت وثابت ان تنظيم الجهاد الاسلامي قد حقق نقلة نوعية في طبيعة المواجهة وصمد هذه المرة رغم الضغوطات التي تمارس على قياداته والثمن الذي يدفعه هذا التنظيم من خيرة ابناءه. اسرائيل هذه المرة تصر وبشكل مدروس  ان الهدف هو الجهاد الاسلامي وان حماس وفصائل العمل المقاوم تركوا الجهاد وحيدة في الساحة، تحاول ومن خلال ماكينتها الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي ان تؤسس الى انقسام اضافي بعد ان حسمت مسألة الانقسام الافقي والعمودي ما بين فتح وحركة حماس، تسعى "اسرائيل" الى بناء منظومة من الحقد والتحريض وبذات الوقت الشعور بالوحدة والانعزال لافراد وقيادة الجهاد من خلال هذا المشروع الاعلامي الضخم، بحيث يشعر الجهاد الاسلامي بمرارة الترك وحيدا ليرتد السهم بعد انتهاء المواجه الى صدام نفسي واجتماعي قد يقود الى صدام دموي على الارض، وهذا باعتقادنا لن ينجح لان الجهاد الاسلامي كتنظيم لا يسعى الى الحصول على تمثيل سياسي للشعب الفلسطيني ولا يرغب في ادارة حياة الناس لا في قطاع غزة ولا في الضفة ولا في اي مكان ، فالجهاد الاسلامي واضح الطريق وتصميم قياداته اكثر وضوحا في النهج المقاوم الذي لا يسعى لان يحوز الا على شرف المواجهة مع المحتل. ما يلفت الانتباه ان "اسرائيل" دوما كانت تقول ان حماس هي من تدير قطاع غزة وهي من تتحمل اطلاق الصواريخ من القطاع لذا عليها ان تدفع الثمن، وهذا ما كانت تقوله عن حزب الله في لبنان، فما الذي حصل، كي تبرأ "اسرائيل" حماس من المواجهة وتبرأ حزب الله من اطلاق الصواريخ من لبنان على "اسرائيل" قبل بضع اسابيع؟ سؤال استراتيجي برسم الاجابة ليس الان ولكن بعد انتهاء هذه المواجهه، هذا على الفرض الساقط ان اسرائيل لا تخطط و/او لا ترغب بزج حماس في المواجهة المباشرة، و/او حزب الله.

من المهم التذكير بجملة من الحقائق حول هذه المواجهة وهي:
1. "اسرائيل" قدمت اغتيال القادة الكبار من الجهاد الاسلامي وهم في منازلهم مع عائلاتهم على انه انجاز كبير ونوعي، فاي انجاز هذا وقد صوروا اغتيال الشيخ احمد ياسين المقعد على انه انجاز، واغتيال ابو علي مصطفى وهو في مكتبه انه انجاز نوعي، واغتيال الدكتور ثابت ثابت في سيارته على انه نقلة نوعية في مواجهة الانتفاضة الثانية، فاي انجاز ان تقتل دولة تملك كافة الامكانيات اسر كاملة وهم يرقدون في بيوتهم!!!!
2. وحدة الشهداء في هذه الجولة رسخت دور طليعي للجهاد الاسلامي كاحد عناصر الفعل المقاوم بل احد موازين القوى في المنطقة، مما سيدفع مصر و"اسرائيل" ودول المنطقة الى اعتبار الجهاد عنصر فعال لا بد من الاخذ بعين الاعتبار هذا الفصيل المثابر والثابت على نهج المقاومة مما سيفتح المجال امام معطيات وتحديات جديدة.
3. تمثل معركة وحدة الشهداء ودمائهم فرصة لاعادة الثقة بالمنظومة المجاهدة وان القيادات المقاتله هي من تتقدم الصفوف وتدفع الثمن الاكبر اسوة بعناصر المقاومة مما يعطي زخما جديدا في منظومة الثقة بمن يقود هذا التنظيم ويقدم نموذج غير مسبوق لباقي فصائل العمل الفلسطيني.
4. قد يكون من السابق لاوانه رسم معالم المرحلة القادمة لما بعد هذه المواجهه الا ان الحقيقة الاشد سطوعا ان الجهاد الاسلامي قد اعاد بناء مفهوم التعامل مع المحتل، فان كان ولا بد من خسارة قياداته الا انه لا يخسر مواقفه، وان اي من الوسطاء عليهم ان يفهموا ان الثمن الذي دفعه الجهاد الاسلامي وشعبنا الفلسطيني لن ينتج عنه الاستسلام لقرارات المحتل وسياسياته.
5. علينا ان نتذكر ان المحتل يملك قوة عسكرية ومعلوماتية هائلة وبالتالي لا نريد من احد ان يخدع نفسه ان المقاومة ستنتصر على المحتل، الا ان صمودها رغم قلة الامكانيات وتصميمها على الاستمرار في توجيه رشقات متتالية للمحتل يعني ان معادلة وحدة الشهداء ما زالت قابلة للحياة، وان امتلك المحتل كافة اداوات التفوق، لذا فان وافق الجهاد على اي وقف لاطلاق النار يجب ان تقف الجماهير داعمة لقرار الجهاد في كل الاحوال.
6. من الواضح ان هذه المواجهه ستؤدي الى انتشار اوسع للجهاد الاسلامي في كل الساحات وسيحظى التنظيم بدعم جماهيري اكبر وحضور وطني وقومي واسلامي اكثر من اي وقت مضى، فعلى ما يبدو ان هذا التنظيم امامه تحديات جديدة تتمثل بقدرته على انضمام اعدا كبيرة لصفوفه.
7. علينا ان نتجنب لوم اي طرف و/او جهة سواء رسمية و/او مقاومة سواء لحركة حماس و/او للسلطة الوطنية الفلسطينية، لان وقت المواجهه يجب ان تتوحد الجماهير خلف المقاومة وما المحتل عنا ببعيد حيث انهم جميعا يقفون خلف جيشهم في كل ما يفعل.
8. هذا ليس زمن التشكيك و/او اعطاء المواعظ لا للجهاد الاسلامي ولا للمقاومة، فان كان ولا بد فعلى اصحاب الرأي وصناع التغيير ان يسألوا انفسهم كيف لهم ان يساعدوا اهل غزة في محنتهم وان يكونوا على اهبة الاستعداد لتقديم يد المساعدة والعون في عدم ترك من هدمت  بيوتهم و/او مصدر أرزاقهم، اما حركة الجهاد الاسلامي فهي قد اختارت طريقها وتعرف ان اغلى ثمن ممكن ان تدفعه هو الاحب على قلوب قادتها وعناصرها وهي الشهادة .وما دونها ثبات على المواقف واصرار على المقاومة ليتجدد عهد الشهداء ووحدتهم في كل الساحات.
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير