نحو انتفاضة قادرة على الانتصار

31.12.2022 04:16 PM

كتب: هاني المصري

 

ومضى عام آخر وكان في المحصلة أسوأ من سابقه، ويبدأ عام جديد نأمل ونعمل ليكون أفضل.

هناك من يهول من المخاطر التي يحملها خصوصا مما تخطط له حكومة نتنياهو حكومة الصهيونية الدينية، ويدعو إلى التعايش مع الأمر الواقع إلى أن تتغير الظروف وكأنها تتغير لوحدها بدون إرادة وعمل البشر.
وهناك من يهون منها على أساس أن كل الحكومات الإسرائيلية وجوه لعملة واحدة وهذا صحيح لكن هناك منها مثل الحكومة القادمة ما هو أسوأ وأخطر، وبكل أسف القليل منا يشخص المخاطر الجديدة بشكل سليم، بحيث لا يضخم فيها ولا يقلل منها ويؤمن أنها مهما كبرت يمكن مواجهتها والانتصار عليها إذا أحسنا التصرف، فقد مررنا بأوقات أصعب في النكبة وما بعدها وهزيمة حزيران وصعد مارد الثورة الفلسطينية من بين الانقاض.

وعندما ودع بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي منظمة التحرير بعد الغزو الإسرائيلي للبنان صعد طائر الفينيق الفلسطيني مرة أخرى من وسط الرماد واندلعت الانتفاضة الشعبية الأولى ثم الثانية ثم الهبات الشعبية والموجات الإنتفاضية المتلاحقة، من حرب السكاكين مرورا بمسيرات العودة وهبات القدس والأسرى وضد الاستيطان والحصار ومعركة سيف القدس ووحدة الساحات وانتهاء بكتيبة جنين وعرين الأسود وكتيبة بلاطة وتصعيد المقاومة هذا العام بشكل غير مسبوق منذ سنوات عديدة.

تلك الموجات ممكن جدا أن تمهد ل وتسبق الانتفاضة الثالثة الآتية عاجلا أم آجلا، والأفضل أن تندلع ضمن عملية وفي سياق توفير أدواتها  وبنيتها وحواملها من خلال  مراكمة الوعي والاستعداد وتوفير مستلزمات انتصارها، عبر الاستفادة من التجارب  السابقة والخبرات المستفادة.

وهذا يتطلب القيام بتغيير جوهري في الفكر والسياسة والمؤسسة والأشخاص ووضع برنامج لمواجهة التحديات الراهنة (يحدد الأهداف  وأشكال النضال )، برنامج قابل للتحقيق مستمد من الميثاق الوطني الذي بحاجة إلى إحياء وإعادة صياغة وإلى وحدة وطنية (وأساسا شعبية) في مختلف أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، وإلى مؤسسة وطنية جامعه عبر اعادة بناء مؤسسات المنظمة، وإلى قيادة واحدة وتوفر الإرادة والعزم حتى تأتي الانتفاضة بحيث تكون قادرة على تحقيق الانتصار، وليست مجرد ردة فعل أو دليل آخر على بقاء القضية حية وحيوية الشعب وصفحة مجد في التاريخ الفلسطيني الممتد، على أهمية ذلك طبعا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير