بدء موسم الذهب الأحمر "السماق" في الخليل

27.09.2022 09:29 AM


مدينة الخليل- رفيدة أبو زنيد- وطن: منذ ما يزيد عن خمسة عقود والمسنة يسرى أبو راس، تعمل على جمع ثمار شجرة السماق من وسط جبال الخليل، وتعود بها إلى منزلها في قرية الطبقة جنوب مدينة الخليل، وهي مهنة ورثتها عن والدتها وحماتها "والدة زوجها".
وبعد انتهاء عملية جمع ثمار السماق من أرضها تعمل على دقه بالحجارة ومن ثم تنشيفه في منزلها، ليصبح قابلاً للاستعمال، محافظة على ثمار أشجار السماق، في نهاية شهر آب من كل عام، ويقصد الزبائن منزل الحاجة أبو راس من عدة مدن فلسطينية لشرائه.
وتشير الحاجة أبو راس إلى أنها تجد سعادة غامرة أثناء قطف ثمار السماق، وتنتظره موسمه في كل عام ليبداً عملها، عازفة الأنغام على غربال يزيد عمره عن 60 عاما، يفصل الثمار الكبيرة عن الصغيرة، ويغربل الشوائب من السماق.

ويستعمل السماق، في أكلات المشاوي والسمك والباذنجان واللفت والزعتر وغيرها من الأكلات، كونه يضيف نكهة جميلة إلى الطعام.
ويقول عادل حريبات ابن المسنة يسرى أنه شاهد على توارث مهنة السماق عن أجداده، ويتذكر جيدا موسمه كيف كان في تسعينات القرن الماضي، إذ كانت والدته تنتظر الموسم للاستفادة من مردوده المالي في دفع عجلة اقتصادهم المنزلي، وتجهيز أبنائها الطلبة لموسم المدارس وما يحتاجه العام الدراسي من كسوة وقرطاسية ورسوم دراسية ومصاريف أخرى.

ولفت حريبات إلى أن والدته تقوم بتوزيع ثمار السماق على أفراد العائلة، وما تبقي منه تقوم ببيعه، مؤكداً أن السماق يعني لوالدته الذهب الأحمر، وينتابها القهر في كل مرة يبني منزلاً على حساب شجرة السماق.

وبين حريبات أن عدد شجر السماق كان كبيراً، ولكن مع الامتداد العمراني على حساب الأراضي الزراعية والجبلية تراجعت أعداده، وهي شجرة قادرة على تحمل الظروف الطبيعية ومقاومة لعمليات الجفاف والتصحر.
 

تصميم وتطوير