"ليفل أب الغلابة".. كشك الأحلام لثلاثة أشقاء من مخيم النصيرات في غزة

17.03.2022 11:10 AM

رفح- أمل بريكة- وطن: تجمَّع الأشقاء الثلاثة (علي، محمد، سيف) على فكرة مشروعهم الصغير كحِلم يراودهم من الصغِر، فافتتحوا مشروع الكشك الذي احتاج في البداية إلى رأس مال قاموا بالحصول عليه ديّنًا، وبالفعل اختاروا إنشاءه في منطقةٍ شعبيةٍ يتردد فيها الزبائن بكثرَة.

الشاب محمد الطلالقة 23 عاما هو (أحد الأشقاء الثلاثة)، الذي كان في استقبالنا داخل الكشك المخصص لصناعة الذرة بالجبنة والمشروبات الساخنة، حيث بدأ في ساعات ما بعد الظهيرة بالتحضيرات اللازمة في المكان؛ لاستقبال الزبائن الذين يأتون من الأماكن القريبة.

حيث يقول محمد إنه بعد تفكير عميق مع أشقائه الثلاثة لاختيار مكان المشروع في المخيم على شاطئ البحر، فقد وقع الاختيار على المخيم حيث الناس البسيطة والمُحبة للحياة، وكونها لا ترغب التنقل بعيدًا إلى البحر خاصة في الفترة الأولى التي افتتح فيها المشروع في فصل الشتاء، فنادرًا ما يذهب الناس إلى البحر للتنزه وشراء الذرة التي يصنعها محمد.

وأوضح محمد أنه عاش حياة التعب والشقاء في بداية عُمره، ورغم أنه كان متفوقًا في المدرسة إلا أنه تركها في النهاية بسبب ظروف الحياة والأسرة التي اعتمدت عليه وعلى أشقاءه؛ لتوفير متطلباتهم الأساسية.

وعلى عَربة يجُرها حيوان، المعروفة في غزة بـ (الكارَّة والحمار) كان محمد وأشقاؤه يستيقظون من الساعة الخامسة فجرًا وينزلون بها إلى العمل، حيث كانوا يجمعون الحجارة التالفة ويبيعونها بأسعار رمزية.

فجلس الأشقاء معهم الأب وفكروا بعمل مشروع يُحسن من مستوى الدخل المادي للأسرة التي تعيش في منزل لا يتسع للعائلة المكونة من 8 أفراد، فجاءت فكرة هذا المشروع الذي أطلقوا عليه اسم (الليفل أب) - أي المستوى العالي - الذي يحلموا بأن يطوروه ويصبح اسمًا على مسمى.

أما علي (30 عاما)، فأكد على أنه تم توزيع المهام بين الأشقاء الثلاثة، فهناك من يتحمل مسؤولية الإدارة والآخر متخصص في صناعة الطهي، والآخر مهتم في استقبال الزبائن بابتسامة لطيفة ويقدِّم لهم الطلبات، "رغم تخوفنا في البداية من عامل نجاح وفشل المشروع إلا أننا استطعنا في وقت قصير جذب الزبائن وتكوين سمعة جيدة معهم، الأمر الذي يشجعنا على الاستمرار في مشروعنا"، يقول علي.

وعن سؤالنا عن الشقيق الثالث سيف (18 عاما) الذي لم يحضر وقت إعداد التقرير، كونه يسهر طيلة الليل بجوار الكشك خوفًا من السرقة أو الخراب، فيمنحونه وقتًا من الراحة، فقيل لنا عنه "إنه فاكهة المكان وفرفوش ويستقبل الزبائن بخفة دم ولطافة".
واختتم محمد وعلي الطلالقة حديثهم لوطن بأحلامهم البسيطة التي يدعون من الله التوفيق والثبات في العمل، حتى يكبُر مشروعهم الصغير ويوفر لهم ما يحتاجونه؛ لإسنادهم وعائلتهم.
 

تصميم وتطوير