خالدة جرّار .. الأم الرقيقة والمناضلة الصلبة التي لا تلين ... لك منا وردة

10.10.2021 12:46 PM

رام الله - كتبت هيئة التحرير: يدق الوجع قلبها بقوة، لا يزال الحزن في روحها عظيماً بعظم إنسانيتها ونضالها. البكاء يغسل روحها، في كل مرة تذكر حروف اسم صغيرتها "سهى" تلك الشابة الجميلة التي رحلت، فودعتها من خلف القضبان بوردة، وحين عانقت ضريحها قبل أسبوعين ودعتها بأكاليل الورد وغسلتها بدموعها.

خالدة جرار الأم الرقيقة المتشحة بالأسود، لا تقيّد مشاعرها ولا تكتم حزنها، وهي تتحدث عن صغيرتها سهى وتفاصيل حياتها، لكنها أيضا المناضلة الصلبة التي لم تلين ولم تنهزم على أبواب السجون ولا في داخلها، ولم تسمح للحزن أن يكسرها .. خالدة جرار لقلبك وردة، لعزيمتك التي لا تلين وردة، لبوصلتك التي لم تتبدل وردة، لقوتك التي منحتها لنا بكلماتك ألف وردة.

خالدة جرار المناضلة الصلبة، التي لم تُنسها فجيعتها بأن تحلق فرحا لحرية أسرى أبطال نفق الحرية من سجن جلبوع، ولم تنسَ أن تربت على رأس كل أسيرة احتاجت للاهتمام والسند، ولم تٌقصّر بمساعدة أسيرة في التعليم، لك منا ألف وردة.

كان لقاء المناضلة خالدة جرار والحديث معها ذو شجون، بين حزنها العميق ودمعتها التي لا تغيب كأم فقدت ابنتها، و بوصلتها الوطنية الواضحة كحد السيف دون تغيير او تبديل، ورؤيتها الثاقبة.

شحذت همتها وتحدثت بصبر رغم دموعها ودموع المحيطين بها. بدا الواقع أصعب في حياتها بعد أن ثكلها فقدان ابنتها الشابة في عشرينياتها، تحمل في روحها جراح السجن ووجع الأسيرات وجرح موت سهى الذي لا يندمل. 

لم تستسلم أمام جراحاتها، تحيي كل من صادفها بابتسامة دافئة وعذبة، تحتضن أصدقائها بكل محبة، تشرب قهوتها وتمارس يومها بشكل اعتيادي في محاولة للتغلب على غياب سهى. 

أنت امرأة قوية يا خالدة جرّار، قوية من عالم آخر خاص بالفلسطينيين المثخنين بالجراح الذي يعيشون الحياة في بُعد آخر "غير عادي"، قوية بانسانيتك التي هزمت الطغيان، قوية بدموعك السخية، بمشاعرك النبيلة، قوية بوطنيتك، فلك منا وردة والف شكر .

تصميم وتطوير