أبناء الأسرى.. الغياب والفقدان لم يثنيهم عن التفوق بالثانوية العامة

03.08.2021 02:59 PM

وطن: أنصار اطميزه

ها هم أبناء الأسرى يعيشون فرحة النجاح والتفوق في الثانوية العامة منقوصة ومنغصة بسنوات من الغياب والفقدان، لا يعوضها كل من هم حول ابن أو ابنة الأسير، لكنهم ومع كل ذلك هم يتفوقون أكاديمياً بشكل يُبهج قلوب ذويهم الأسرى في سجون الاحتلال الذين ينتظرون أي خبر مفرح.

عائلة الأسير منتصر الشلبي، المتهم بتنفيذ عملية إطلاق النار على حاجز زعترة الاحتلالي أيار الماضي، تحتفل اليوم بنجاح وتفوق ابنه أحمد الذي اعتقل مدة أسبوعين خلال تقديمه للامتحانات التجريبية للثانوية العامة، ولم يكتفِ الاحتلال بذلك بل أخطر عائلة الشلبي بهدم منزلهم في أول امتحان وزاري وهدمه في آخر الامتحانات إلا أن أحمد توجه في اليوم التالي وقدم امتحانه وتفوق بمعدل 92 بالفرع الأدبي.

ومع كل هذه الكوابيس التي عاشتها عائلة الشلبي تقول زوجته سناء لوطن أن خبر نجاح وتفوق أحمد جعلهم يتجاوزون الألم والحزن وينسوه، غير ان نتيجة أحمد لم تكن متوقعة بعد كل ما عاشه فترة الامتحانات، لكن هذه الفرحة لن تكتمل إلا بحرية منتصر وكافة الأسرى، مشيرة أن هذه الفرحة يعيشها منتصر أيضاً ليرفع رأسه بابنه.

وأضافت أن الاحتلال يعقد اليوم محكمة للنظر في الحكم على منتصر، وهي فرصة ليعلمه المحامي بنتيجة ابنه بالثانوية العامة، كما أن منتصر يعيش معنويات عالية وطلب من عائلته العيش بسعادة وفرح مهما حصل وهو ما نعيشه اليوم.

على أكوام ردم وأنقاض منزل منتصر الشبلي ستقوم عائلته بالاحتفال بنتيجة ابنه وسيوزعون الحلوى والكنافة وسيغنون أغاني الفرح، في رسالة للاحتلال أن هدمهم للمنزل واعتقالهم لمنتصر لن يقفل أبواب الفرح عن هذه العائلة.

وأضافت زوجة منتصر الشلبي "سنفرح رغم كل شيء لأننا شعب صامد ومرابط ولم نهتز ولن نضعف"

في ذات الوقت فإن صفاء ابنة الأسير عبد الله البرغوثي المحكوم 67 مؤبد ومعتقل لدى الاحتلال منذ العام 2001 أرادت أن تعيش فرحة النجاح والتفوق بالقرب ممن هم أقرب لوالدها، أمه وأبيه بالأردن، لعلهم يعوضون جزء من ذلك الفراغ الذي تركه والدها الذي اختطفته قوات الاحتلال وهي ابنة الـ 35 يوماً فقط، فلسان حالها يقول "ها أنا تفوقت يا أبي بمعدل 98.3 بالفرع العلمي، وسأدرس الطب البشري أو الهندسة"، وأهدت صفاء هذا التفوق لأبيها اولاً ولكل الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ولوالدتها التي ساندتها.

وأضافت صفاء أنها عاشت صعوبات كباقي الطلبة في عامها الدراسي كعدم انتظام الدوام، وصعوبات التعلم الالكتروني إثر جائحة كورونا، لكنها أيضاً عاشت ظروفاً خاصة كأبناء الأسرى جميعاً وهو افتقاد والدها في كل مرحلة من هذا العام وصولاً ليوم اعلان نتيجتها بالثانوية العامة، فهذه الغصة، الظاهرة في صوتها، لا يمكن أن يعوضها أحد، إلا أنها تشعر بوجوده معها وفي قلبها دائماً.

"عبر أثير الإذاعات" توقعت صفاء أن يكون والدها قد علم عن نتيجتها وتفوقها في ظل انقطاع التواصل مع والدها هاتفياً، متأملة أن يكون والدها فخوراً بها.
أما الطالبة ولاء ابنة الأسير أمين شقيرات المحكوم بالمؤبد مرتين ومعتقل منذ 2004، فقد افتقدت حضن أبيها رغم كل من حضنها من أعمامها وأخوالها الذين كانوا إلى جانبها لحظة اعلان تفوقها بالثانوية العامة بمعدل 98 بالفرع العلمي، فلحظة حصادها لـ12عاماً لم تكن بتلك البساطة.

ولاء الذي اعُتقل والدها وهي ابنه العام الواحد وإن افتقدت وجود أبيها كجسد لكن قصصه وأفكاره التي كان يرويها لها خلال زيارتها له، خلف حواجز السجن، لا تزال على مسامعها، تعلمت منها التضحية وألا تتخلى عن أحلامها.

منذ عامين وولاء لم تزر والدها لأسباب تتعلق بإصدار بطاقة الهوية وأخرى متعلقة بجائحة كورونا وحرمان الاحتلال لذوي الأسرى من الزيارة، لكنه كان يقدم نصائحه لها عبر رسائل يقدم فيها دعمه وتشجيعه لها.

وبرغم الغياب والفقدان فإن ولاء شقيرات لم تيأس لهذا الواقع المفروض عليها بل ترى أن هذا الواقع مدعاة للفخر والعزة، وستكمل طريقها كما بدأتها وستدرس الطب.

 

تصميم وتطوير