"سورية" تنقل المواجهة إلى قلب فلسطين المحتلة.. هل تغيرت قواعد الاشتباك؟

22.04.2021 02:54 PM

كتب د. مازن سليم خضور

قبل ساعات من الأن، فجر اليوم، تلونت شاشات الكيان المحتل باللون الأحمر وبدأت الأخبار العاجلة بمجموعة من الأمنية ولعل أهمها أن صافرات الإنذار دوت بالقرب من مفاعل ديمونة في الأراضي المحتلة وهو ما ينذر بأن هناك حدث غير مألوف وفق وجهة نظر الكيان وهو حقا كذلك .

مجموعة من الأخبار ظهرت على إعلامهم ومنها أن سكان تجمعات بدوية قرب ديمونا أشاروا أن بيوتهم  اهتزت من حجم الإنفجار الذي حصل عقب إطلاق صافرات الإنذار و أن هناك استنفار وسط قوات الاحتياط في جيش الاحتلال و لم يعرف مصدر الإطلاق الصاروخي.

تخبط بدا واضحا وجليا حتى في إعلام الاحتلال  فصحيفة "يديعوت" التابعة للكيان أعلنت عن إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه "ديمونا" بالداخل الفلسطيني بينما مراسل القناة 13 للاحتلال بين أنه حسب معلوماته، لم تطلق صواريخ من قطاعغزة هذه الليلة أما إذاعة جيش الاحتلال أشارت أنه  لم يعرف بعد مصدر الإطلاق الصاروخي، ليتم إعلان يديعوت هشيتخ بأن الحديث يدور عن حدث غير عادي وهذا كان الصحيح  بأن هناك حدث غير عادي فأن يصل صاروخ إلى القرب من مفاعل ديمونة متجاوزا كل منظومات الباتريوت التي فشلت بإسقاطه و القبة الحديدية قاطعا عشرات الكيلومترات فهذا فعلا غير عادي علما أنه ليس الأول فقبل أيام وتحديدا في الثامن من نيسان وأثناء العدوان الإسرائيلي على المنطقة الجنوبية في سورية، أشارت مصادر إعلامية أن أحد صواريخ الدفاعات الجوية السورية لاحق طائرة حربية اسرائيلية معادية في أجواء المنطقة الحدودية وسمع دويه في أرجاء الجنوب اللبناني وبالتالي قواعد الاشتباك تغيرت وبالتحديد عندما تم إسقاط طائرة الأف ١٦ في شباط عام ٢٠١٨ الذي اجبر الكيان الصهيوني خلالها  إلى إنزال مستوطنيه إلى الملاجئ بالإضافة إلى أنه تم تأكيد تغيير قواعد الاشتباك وفق تصريحات الكيان الذي أكدته إذاعته بأن  إسقاط طائرة إف -16 الإسرائيلية هو صورة انتصار للسوريين والردع الإسرائيلي تصدع وفي الرابط التالي محاكاة لإسقاط الطائرة من خلال تقنية 3d.

ومع هذا التغيير غالبا ما يعمد الاحتلال إلى التقليل من الحدث كما فعل بالأمس من خلال التصريحات أن الصاروخ تارة تجاوز هدفه وتارة انزلق نحو الكيان فيما كان وصف طائش مستخدم ضمن مفردات رددت في الكيان للتقليل من أهمية الحدث.

لكن الشيء المؤكد أن  هناك حالة من عدم استيعاب ماحصل من خلال مجموعة من المعطيات  أولا رواية كيان الاحتلال حول ماحصل والتقليل مما حدث هو غير دقيق  وهو ما أكدته وسائل إعلام إيرانية أن الرواية الإسرائيلية بشأن الصاروخ تحتوي ثغرات واضحة ووصفه بالطائش مضحك للخبراء من جهة أخرى رواية  أن الصاروخ كان يستهدف مفاعل ديمونة فهو غير واقعي لأن الاستهداف لايكون بصاروخ فقط ولكن الحقيقة أنه كان بإمكان الصاروخ أن يتابع طريقه إلى أي هدف لكن صناعة كارثة ليس مطلوبا.

حتى رواية جيش الاحتلال أنه لم يتم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من سورية لكنه انفجر في الجو وتساقطت شظاياه في النقب  فهي رواية كذبها الاسرائيليون أنفسهم من خلال مشاهدتهم المضادات التي حاولت إسقاط الصاروخ وفشلت حتى أن العديد من المشاهد التي تداولتها وسائل إعلام الاحتلال تؤكد هذا خاصة أن صحيفة هآرتس قالت أن صاروخ أرض-جو أطلق من سوريه انفجر في منطقةديمونا ومحاولة اعتراضه فشلت؟

مراكز أبحاث ودراسات أشارت إلى أن كيان الاحتلال أشار أيضا لاستهداف البطارية التي أطلق منها الصاروخ وهي في الضمير وهنا القول بأنه في حال كان الصاروخ من النوع القديم فهذه مصيبة لكيان الاحتلال كون منظومة القبة الحديدية فشلت في اسقاطه   لاسيما اذا علمنا أنه تم فتح تحقيق من قبل الاحتلال حول فشل منظومته التي عززت حول مفاعل ديمونة وميناء إيلات المطل على البحر الأحمر، تحسبا لهجوم محتمل بصاروخ بعيد المدى أو بطائرة مسيرة، تشنه قوى تدعمها إيران حسب إعلام الاحتلال.

أما المصيبة الأعظم فهي في حال كان الصاروخ محدّث لكون المسافة التي قطعها وقدرته للوصول إلى هدفه فهو شيء مقلق للكيان!

في الختام  الرواية "الإسرائيلية" لحفظ ماء الوجه ليس إلا، وما حصل وبكل تأكيد يحمل  خلفه تفاصيل مهمة خاصة لناحية المكان والزمان والهدف وهو مايعني أن صفارات الإنذار ستسمع في أنحاء فلسطين المحتلة كاملة  ليتكرر الخبر العاجل لموقع 0404 العبري بأن صاروخ أرض جو أطلق من سورية تجاه طائرة وسقط في النقب المحتل وفشلت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.وسيتكرر الفشل بالتصدي للصواريخ المباركة.

سماؤنا لنا حرام على غيرنا فتحية لحماة الأرض والعرض بواسل الجيش العربي السوري ...حماة الديار ..عليكم سلام.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير