المسن محمود الصواف.. آخر صانعي السجاد اليدوي في غزة

06.04.2021 03:16 PM

وطن- أروى عاشور- غزة: في حي التفاح وسط مدينة غزة، يجلس المسن محمود الصواف بداخل مصنعه القديم، الذي ورثه عن أجداده، ليصنع بيديه المرتعشتين  قطعا متنوعة من السجاد  مملوءة بالزخارف والرسومات المختلفة.

يعد المسن الصواف من أقدم الحرفيين الذين عملوا  في صناعة السجاد اليدوي منذ أكثر من 60 عاما، إلا أنه في الوقت الحاضر بات من القلة الذين لا يزالون  يمارسون هذه المهنة في قطاع غزة.

عن الفرق بين صناعة السجاد في الماضي والحاضر، يقول الصواف لوطن" كنا قديما نأتي بالصوف من الخراف والماعز سواء من غزة أو من جمهورية مصر، وكانت تمر بعدة مراحل بداية من النفاشة ثم إلى الغزل، ثم يتم تكويرها، وصبغها وتنظيفها".

وأضاف الصواف إن العمل في صناعة السجاد في الوقت الحاضر، يختلف حيث تأتي الخيوط جاهزة وملونة بكافة الألوان، وتبدأ عملية صناعة وغزل البساط مباشرة.

وأشار إلى أن جودة السجاد اليدوي  تختلف عن الآلي والذي يتم فيه استخدام الخيوط المصنوعة من النايلون، كما أنه سريع التلف والتآكل، أما السجاد اليدوي ففيه تستخدم خيوط الصوف والقطن ويبقى في حالة جيدة لسنوات طويلة.

وعن أسعار السجاد اليدوي، أوضح الصواف أن ثمن السجادة يختلف حسب حجمها ونوعها، والخامة التي صنع منها، حيث يتراوح ثمن متر السجادة المصنعة يدويا من 15 شيكل، فيما قد يصل الأنواع الجيدة إلى 200 شيكل للمتر الواحد.

وتختلف أحجام السجاد المصنع يدويا، حيث يكون أقصى حجم 140 سم عرضا، ويمكن الاستمرار في الطول حسب الطلب من قبل الزبون، فلا توجد إشكالية في تصنيع بساط من أكثر من 10 أمتار على نفس العرض.

وحول الصعوبات التي ما زالت تواجه صناعة السجاد اليدوي في غزة، بين الصواف أن الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة أثر بشكل سلبي، ومنع دخول السياح إلى اليها، إضافة إلى قطع الكهرباء لفترات طويلة والذي يعيق العمل في المصنع.

يقوم الصواف بصناعة أدوات أخرى أثرية، وما زال رواد الديكور القديم يشترونها ويزينون بها بيوتهم، فتصنع الحقائب والمساند والفراش العربي والخيم وغيرها من الأشياء التي تصنع من الصوف الصحي.

وتمنى المسن أن يعود الاقبال على مثل هذه الصناعة لمنع اندثارها، نتيجة لمنافسة السجاد الآلي لليدوي والذي كان له الأثر الكبير في تقليص حجم هذه الصناعة و ارتفاع تكاليف الانتاج المحلي.

 

تصميم وتطوير