"نستثمر في عقول أطفالنا و نجعل التعليم متعة"

"التعليم التفاعلي".. طريقة حديثة لإشراك الأطفال مصابي التوحد بالمجتمع كعناصر فاعلة ومنتج

22.03.2021 10:23 AM

وطن- مي زيادة: يعتبر التعلم التفاعلي من الأساليب والاستراتيجيات الحديثة المستخدمة لجذب انتباه المتعلمين والعمل على تشجيعهم على الدراسة.

و عرّف الكثير من التربويين التعليم التفاعلي على أنه مجموعة كبيرة من الأنشطة والأساليب المستخدمة داخل الصف أو خارجه من أجل توضيح المعلومات للمتعلمين بأقل وقت وجهد مبذول بالإضافة لاستخدام محفزات تعليمية تعمل على زيادة نشاط المتعلمين والعمل على نقل المعلومات بجودة وإتقان.

ويحمل التعليم التفاعلي في طياته علاجا له جدوى كبيرة لمرضى التوحد ومن يعانون من صعوبة التعلم ويحتاجون لعلاج النطق والعلاج الوظيفي بشكل خاص، حيث أن المدربة والخبيرة في التعليم التفاعلي وتعديل السلوك د. معالي عبد الله ذياب، من طولكرم، استخدمته مع طفليها الأول كان يتمتع بمهارات عقلية كبيرة وموهوب جدا حيث انه يعتبر أصغر مدرب خوارزمي في كل فلسطين وحاصل على شهادة تدريب دولية، والآخر يعاني من صعوبة التعلم.

د.ذياب التي تشغل منصب رئيس مجلس الإدارة في شركة وسيلة المفكر للخدمات والوسائل التعليمية، تحدثت لوطن عن تجربتها مع التعليم التفاعلي وابتكارها لطرق وأساليب عديدة للتعامل مع مرضى التوحد خاصة.

تقول: بدأت أتعامل مع ابني الذي تم تشخيصه بأنه يصنف من ضمن حالات صعوبات التعلم ويحتاج إلى علاج نطق وعلاج وظيفي في عام 2007 ، وتم التغلب على مشكلته في النطق بشكل تام وذلك بسبب الأساليب التي اتبعتها معه في رحلة تأهيلية وظيفية، وهذه الأساليب تعتمد على أسلوب التعليم التفاعلي ليس فقط بما يتعلق بالمفاهيم الخاصة بالمنهاج أو المواد الأكاديمية بل بالمهارات الحياتية والسلوكية وحتى القدرات الفنية وكل ذلك كان بناء على أسس علمية منهجية تمت دراستها على مدى سنوات تعاملي مع أطفالي حيث أن ابني الآخر طفل موهوب جدا ويعتبر أصغر مدرب خوارزمي في كل فلسطين ويحمل شهادة تدريب دولية ولديه القدرة على أن يحسب أسرع من الآلة الحاسبة، وحيث أن احتياجات أطفالي لي واعتمادهم علي بدأ يقل مع الزمن خصوصا مع النتائج الرائعة التي حققتها معهم ، فقد بدأت بعمل دراسات على آلية عمل الدماغ وطريقة الدماغ في استقبال المعلومات، تحليلها وإعطاء النتائج أو ردود الأفعال على أطفالنا بشكل عام.

وتتابع د.ذياب، وجدنا مع فريق المختصين في شركة وسيلة المفكر للخدمات و الوسائل التعليمية أن الخيال الذي يمنحنا الله إياه بنسبة %98 منذ الولادة والمسؤول عن الإبداع  ينخفض في مرحلة رياض الأطفال إلى %8 وفي المدرسة يصل للأسف إلى %2 فقط، وبعد دراسة تواصلت لأكثر من 4 سنوات على مجموعة كبيرة من الطلبة وكل ما يخص بيئتهم التعليمية والأسرية وشملت جميع

المحافظات خرجنا بنتائج على النحو التالي:
 لا يعتمد المعلمون على أسلوب التعليم التفاعلي وهو السبب الرئيسي في تدني نسبة الخيال وبالتالي الإبداع.
 الأسلوب التقليدي في التعليم يقتل الإبداع ويؤدي إلى تخريج نسخ متشابهة روتينية من الطلبة.
 المفاهيم المتوفرة في السوق الفلسطيني عشوائية وتفتقر إلى التصنيف والتعليمات والأهداف.
 أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فئة مهمشة بشكل كبير جدا, خاصة إنتاج وسائل تعليمية تفاعلية تناسب احتياجاتهم وقدراتهم.

وتشير د.ذياب، إلى أنه واستنادا لهذه النتائج تم إجراء دراسة بالشراكة مع مؤسسة شركاء في التنمية المستدامة ضمن مشروع  "نت كتابي" على استخدام هذه الفئة لمفاهيم تتعلق بالمنهج والسلوكيات والمهارات الحياتية إلكترونيا وقدرتهم على التعامل مع هذه المفاهيم والتطور والتدرج من خلال العمل عليها وانعكاسها على حياتهم وقد تبين أن قدرتهم لم تتجاوز ال2 -5% على استخدام هذه التطبيقات وانعكاس آثارها على حياتهم، لذا قررنا بناء محتوى تعليمي شامل لكافة مناحي التعليم: الحياتية والمهاراتية بالإضافة إلى المفاهيم الأكاديمية.

وتضيف د.ذياب، اعتمدنا في تصميم المحتوى على أسلوب التعليم التفاعلي وراعينا وبشكل أساسي أن يكون المنتج مناسباً لاستخدام الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال بشكل عام.

وكانت منتجاتنا على شكل ألعاب بازل وكتب وتطبيق إلكتروني وراعينا الفروقات في القدرات العقلية والعضلية والاستيعابية بين المستخدمين فكان المفهوم الواحد مكونا من أكثر من مستوى صعوبة وبذلك لا تكون المادة المقدمة مملة، كما استهدفنا في منتجاتنا أطفال التوحد بمختلف درجاتهم.

وعن مصابي التوحد، تؤكد د.ذياب، أنه يمكن لهم الاندماج في المجتمع ولكنهم محتاجون إلى مساندة ودعم من محيطهم وخصوصا أسرتهم بالحب والتقبل، فلا يجب أن تخجل الأسرة من الظهور مع طفل مصاب بالتوحد وتقديمه للمجتمع كما أنه يجب على المجتمع أن يبدأ بتقبل طفل التوحد على أنه فرد من المجتمع  والإيمان بأن تأهيله وتأمين المواد والبرامج التعليمية المناسبة له ولعائلته ينتقل من خانة العالة على المجتمع إلى خانة الفرد المنتج كغيره من الأفراد.

وتقول د.ذياب: غالبا أطفال التوحد تكون ميولهم عملية أكثر من علمية وأكاديمية ولذلك هم محتاجون لمدارس تأهيل لتأهيلهم بالمهن كل حسب رغباته وقدراته، بعد أن يكون قد درس مراحل أكاديمية معينة بطرق وأساليب حديثة تم توضيحها في بداية التقرير.
وهذه الدراسة الأكاديمية ضرورية لبناء الثقة بينه وبين المجتمع وهي أول خطوات اندماجه في المجتمع وتقبل المجتمع له.
وتلفت د.ذياب، الى أنه ورغم وجود بعض المراكز والمعاهد ذات الكفاءة في فلسطين لتأهيلهم وتعليمهم ولكن محدودية انتشارها وعدم تواجدها في كل المناطق هي عامل معيق بالنسبة لتأهيلهم وتوفير مستوى أكاديمي ملائم لاندماجهم في المجتمع وبالتالي زيادة انتاجيتهم.

وتتابع د.ذياب، بعد تجربتي في تدريب الأخصائيين على حالات أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومن ضمنهم معلمي الظل و مشرفي حالات التوحد لا بد من القول أنهم مجتهدون لتقديم أفضل الخدمات لطلابهم ولكن هذا لا يعني أنهم ليسوا بحاجة إلى برامج تعزز قدراتهم وتجعلهم في مواكبة أي تطور في هذا المجال وقد تم تقديم مجموعة من التدريبات على آلية التعامل مع هذه الفئة و كيفية تقديم المفاهيم و المعلومات لطلابهم بأحدث أساليب التعليم من باب مسؤوليتنا المجتمعية من خلال مشروع MEDUP!  للريادة المجتمعية  لدول حوض البحر الأبيض المتوسط لصالح الإغاثة الزراعية و بتمويل من Oxfam .

كما أنني لاحظت أن معظم الأدوات المستخدمة في مراكزنا ومعاهدنا غير فلسطينية تفتقر لهويتنا ؛ تراثيا وأكاديميا ، فحاولنا من خلال مشروع MEDUP!  للريادة المجتمعية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط لصالح الإغاثة الزراعية و بتمويل من Oxfam  تزويد المراكز و المؤسسات التي تم تدريب طاقمها بمجموعة من منتجات الشركة التفاعلية ( منتجات مفكر التفاعلية ) ونفتخر أن هذه المواد التفاعلية من شركتنا (منتجات مفكر التفاعلية) فلسطينية بنسبة مئة بالمئة.

يشار إلى أن مشروع مفكر لإنتاج الوسائل التعليمية بطريقة تفاعلية قد تلقى مجموعة من الجوائز و التكريمات من مؤسسة Cherry Blair البريطانية كأفضل مشروع تعليمي في الشرق الأوسط، ومن المجلس الأعلى للإبداع و التميز كأفضل مشروع تعليمي في فلسطين في العام 2018، بالإضافة إلي تكريم من منتدى سيدات الأعمال كأفضل مشروع تمتلكه امرأة، ومبادرون فلسطينيون  Pioneers of Palestine كأفضل مشروع شبابي.

تصميم وتطوير