"ساعدونا.. أو بتخلونا نموت من كورونا، على الجهتين خسرانين"
"زهرة".. 10 أعوام من بيع أكلة المفتول على حافة الرصيف
رام الله – وطن: من يتجول في سوق رام الله للخضروات بشكل متكرر، يعرف المواطنة زهرة جيدا، منذ قرابة العشرة أعوام تجدها على حافة الرصيف، وأحيانا على كرسي بلاستيكي، لا يهمها برد قارص أو حر، لبيع منتوج يديها من المفتول، الأكلة الفلسطينية التي تحظى بشعبية واسعة.
تقول زهرة بدوي عايش التي تقطن رام الله لـوطن: زوجي مريض منذ سنوات، لا يقوى على الحركة، لا بشتغل ولا بعتمل، وهذا الأمر يضطرني لصناعة المفتول الأكله الأشهى على قلبي، وبيعها للمواطنين، لسد احتياجات البيت الأساسية.
وتضيف عايش: أيام زمان كنت "ست بيت"، ولكن اليوم تغير الحال، مرض زوجي ومن ثم انتشرت الكورونا، والوضع صار صعب، مردفة: مش قادرين نوفر الأكل، ولادي عندهم بسطة فلافل والساعة 7 بسكروا بسبب كورونا ويا دوب يوفروا احتياجات أسرهم.
وتابعت: قعدنا في الشارع، حتى نترزّق من المفتول، لسد دين فواتير الكهرباء والماء والاتصالات وتوفير بعض الأموال لشراء الطعام.
وتشير زهرة الى أنها تصحى يوميا مع خيوط الشمس الأولى، لصناعة 10 كيلو من حب المفتول، ما يستغرقها قرابة الثلاث ساعات، ثم تتوجه الى سوق رام الله والبيرة للخضروات، لبيع الكيلو بـ12 شيكلا، حيث قالت: تعب وجهد عالفاضي، بس بلاقي شوية مصاري أشتري فيها خضره من الحسبة وأنا مروحه على البيت.
ووجهت زهرة رسالة للحكومة، حيث قالت: ساعدوا البشر.. لا تغلقوا الأسواق وتحبسونا في البيت كي نموت من الجوع.. ساعدونا، أو بتخلونا نموت من كورونا، على الجهتين خسرانين.
ووفقا لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن نسبة الفقر في فلسطين ارتفعت الى 29%، ما يعني وجود قرابة المليون و400 ألف فلسطيني تحت خط الفقر، فيما ارتفعت نسب البطالة الى 27 في المئة.
وكان الجهاز قد أعلن أن خسائر الاقتصاد الفلسطيني للعام الماضي 2020 بلغت أكثر من 2.5 مليار دولار أميركي، مقارنة مع العام 2019، وذلك بسبب التداعيات التي خلفتها جائحة فيروس كورونا.
إعداد وتصوير: نزار حبش