"أهلاً فلسطين".. مبادرة لتوثيق الطبيعة الفلسطينية في صور
وطن- مي زيادة: شغف المغامرة وحب الطبيعة دفع بالمدونتين الصديقتين بيسان الحاج حسن وملاك حسن للانطلاق نحو الطبيعة الفلسطينية في جولات يومية يلتقطن خلالها الصور العفوية ويروجن للسياحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقلن للعالم "أهلا فلسطين".
فمع بداية جائحة كورونا والحجر الصحي، استغلت الصديقتان بيسان وملاك هذه الفترة، وبدأتا باكتشاف المواقع الأثرية والسياحية الفلسطينية المهجورة، ونشر صورها عبر الإنترنت، ضمن مبادرة شبابية أسمتاها "أهلاً فلسطين".
فكانت البداية بصور وفيديوهات عفوية ولهجة عامية، وهذا ما جعلهن قريبتان جدا من المشاهدين والمتابعين.
الصحفية ملاك حسن (31 عاما) تحدثت لها وطن، عن مبادرتها هي وصديقتها المحامية بيسان الحج حسن (32 عاما)، وقالت: "كنا نخرج أنا وبيسان سابقا، ونشارك في مسارات عديدة ومتنوعة، ولكن مع بدء جائحة كورونا وما تبعها من قيود وحجر، توجهنا نحو الطبيعة والبرية، لنلتقط الصور وننشرها على "الانستغرام"، مرفقة بمعلومات تفصيلية عن الأماكن التي نذهب إليها، وهنا وجدنا إقبالا كبيراً من الناس على تلقي المعلومة والمعرفة والتجربة".
ولفتت إلى أنهما، بهذه الطريقة وجدتا فرصتهما لجذب اهتمام الناس لفلسطين وأماكنها ومواقعها التي لا يعلم أحد بما فيها من جبال خضراء ومنازل أثرية تاريخية وعيون مياه عذبة، فقررتا الخروج بشكل ممنهج والعمل على توثيق الأماكن بصور وشرح بشكل تفصيلي، ودعوة الناس للذهاب اليها، ليتعرفوا على بلادهم أكثر.
وأضافت: في شهر أيار/مايو 2020 بدأنا بمدونة على الانترنت وعلى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بنشر مغامراتنا.
وكان هدف بيسان وملاك من البداية محاولة تذكير الناس بأن بلادنا بها شيء جميل ويستحق، ولتغيير فكرة أن الاحتلال سلبنا كل شيء وجزء جميل منا، وهذه الفكرة هي التي جعلت الناس يتركون الأماكن والمواقع فارغة، ما ساعد المستوطنين للاستيلاء عليها، وهذا ظاهر بشكل كبير في مناطق الأغوار.
ودعت ملاك وزراة السياحة لاهتمام أكثر بهذه المواقع وتعريف الناس بها، وطالبت كل من يخرج في مسارات أن يوثّق بشكل صحيح ويعيد الاهتمام لهذه الأماكن، لحفظها من الضياع.
وقالت: في كل مرة كنا ندعو الناس للخروج على شكل مجموعات، وهذا أمر يخشاه المستوطنون، فلا نريد من الناس التقوقع في منازلهم.
وتحدثت عمن يخرج في مسارات ويقصد هذه المواقع والمناطق، ويحتفظ بالمعلومة سرية لديه ليحافظ على عمله، لذا تؤكد أن من حق كل فلسطيني في أرضه أن يعرف هذه المعلومات.
وتشير ملاك الى أن مبادرتهن تغطي مناطق الضفة من شمالها لجنوبها من قرى ومدن ومخيمات، في محاولة للتركيز على مناطق (C) لأنها عرضة للمصادرة والسيطرة من الاحتلال.
وتؤكد ملاك أنهما مستمرات في جولاتهن وترحالهن، لأنه ما زال لديهن أماكن كثيرة لم يزرنها، "لأننا ما زلنا نؤمن بأن الفكرة الأصلية هي توفير المعلومة، وسنحاول في الفترة القادمة أن نعمل مع مؤسسات تعمل في مجال السياحة لنبني على فكرتنا".