النفط يتجه إلى تحقيق أكبر ارتفاع شهري في سنوات بفضل اتفاقات خفض الإنتاج

29.05.2020 11:02 PM

وطن: بدا أمس الجمعة أن أسعار النفط تتجه إلى تحقيق أكبر ارتفاع شهري في سنوات بفضل اتفاقات خفض الإنتاج، رغم تراجعها صوب تسجيل أول انخفاض أسبوعي في خمسة أسابيع، بعد أن أظهرت بيانات المخزون الأمريكي طلباً فاتراً على الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم، بينما يضغط تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة والصين على الأسواق المالية العالمية.

تفاؤل بشأن تعافي الطلب

وفي التعاملات الآسيوية المتأخرة، تراجع سعر عقد خام برنت 43 سنتا، أو ما يعادل 1.2 في المئة إلى 34.86 دولار للبرميل. وبلغ سعر عقد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 33.14 دولار للبرميل منخفضا 57 سنتا أو ما يعادل 1.7 في المئة. ومع ذلك يتجه الخامان القياسيان صوب تحقيق أكبر مكسب شهري في سنوات، إذ تلقى الأسعار الدعم من تخفيضات للإنتاج وتفاؤل بشأن تعافي الطلب بقيادة الصين وفقا لما يقوله محللون.

ويمضي خام غرب تكساس الوسيط على مسار الصعود بنسبة 76 في المئة في مايو/أيار، وهو أكبر مكاسبه الشهرية على الإطلاق، بينما ربح برنت 38 في المئة وهو أقوى ارتفاع شهري منذ مارس/آذار 1999.

وقال محللون ان بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الااول أظهرت أن مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت بقوة الأسبوع الماضي، فيما ظل الطلب على الوقود فاترا حتى في الوقت الذي بدأت فيه عدة ولايات في رفع قيود على السفر فرضتها لاحتواء جائحة فيروس كورونا.

وبالنظر مستقبلا، سيركز المتعاملون على نتيجة محادثات بشأن تخفيضات الإنتاج بين منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» وحلفاء من بينهم روسيا، في المجموعة المعروفة باسم «أوبك+» في الأسبوع الثاني من يونيو/حزيران. وتدرس السعودية وبعض أعضاء «أوبك» تمديد خفض قياسي للإنتاج قدره 9.7 مليون برميل يوميا بعد يونيو/حزيران لكنهم لم ينالوا بعد تأييد روسيا.

من جهة ثانية أظهر مسح لرويترز أن إنتاج «أوبك» بلغ خلال الشهر الحالي أدنى مستوى في عقدين، إذ بدأت السعودية وأعضاء آخرون في المنظمة تنفيذ خفض قياسي للإنتاج، على الرغم من أن نيجيريا والعراق تعثرتا في تنفيذ حصتيهما من التخفيضات.

وفي المتوسط، خلُص المسح إلى أن أعضاء منظمة «أوبك» البالغ عددهم 13 قاموا بضخ 24.77 مليون برميل يوميا هذا الشهر، بانخفاض 5.91 مليون برميل يوميا مقارنة مع رقم مُعدل في أبريل/نيسان.

واتفقت «أوبك» وحلفاؤها الشهر الماضي على خفض الإنتاج بحوالي 10 ملايين برميل يومياً، لتعويض انخفاض في الطلب والأسعار ناجم عن أزمة فيروس كورونا.

وساعد تخفيف إجراءات العزل العام الحكومية وانخفاض المعروض أسعار النفط على توقع الخبراء أن ترتفع لأكثر من مثليها مقارنة مع أدنى مستوى في 21 عاما عند ما يقل عن 16 دولارا للبرميل في أبريل/نيسان. وقال دانيال غيربر، الرئيس التنفيذي لـ»بترو لوجيستيكس»، التي تُقيِّم إمدادات «أوبك» عبر تتبع شحنات الناقلات «أوبك حققت بداية قوية في مايو/أيار مع أحدث خفض لإنتاجها، بخفض الإمدادات خمسة ملايين برميل يوميا مقارنة مع أبريل/نيسان».

على صعيد آخر أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أمس الجمعة أن أسعار النفط سترتفع تدريجيا هذا العام مع تحسن الطلب وانخفاض المعروض، لكن التوتر بين الولايات المتحدة والصين يمثل مبعث قلق للسوق المتضررة بفعل فيروس كورونا.

ويتوقع المسح الذي شمل 43 محللا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 37.58 دولار للبرميل في 2020، بزيادة نحو خمسة في المئة عن متوسط توقعات أبريل/نيسان البالغ 35.84 دولار، لكنه يظل أقل من المتوسط منذ بداية العام الجاري البالغ 42.37 دولار.

ومن المتوقع أن يبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط في المتوسط 32.78 دولار للبرميل، ارتفاعا من 31.47 دولار في الشهر الماضي، بعد انخفاض تاريخي للخام لفترة وجيزة في العقود الآجلة لشهر أقرب استحقاق إلى سالب 40 دولارا في أبريل/نيسان.

وقال مارشال ستيفيز، محلل أسواق الطاقة لدى «آي.إي.جي فانتاج» للوساطة «ارتفاع الطلب ربما يكون بطيئا للغاية في الأسابيع والأشهر المقبلة، لكن من المتوقع أن يزيد تدريجيا على مدى العام».

عجز المعروض

وبلغ سعر خام القياس العالمي برنت أدنى مستوى في 21 عاما عند 15.98 دولار للبرميل الشهر الماضي مع انهيار الطلب في ظل جائحة فيروس كورونا.

لكن الالتزام القوي بتخفيضات كبيرة للإمدادات من جانب مجموعة «أوبك+» ساعد برنت على الارتفاع بنحو 39 في المئة منذ بداية مايو/أيار، ليتجه على مسار تحقيق أفضل أداء شهري منذ مارس/آذار 1999.

وقالت كارستن فريتش، المحللة لدى مصرف « كومرتس بنك» الألماني، أن «الطلب على النفط بلغ القاع وإمدادات أوبك+ وأمريكا الشمالية تنخفض بشدة. لذا فالسوق لم تعد تسجل فائضا في الإمدادات مثلما كان يُخشى»، مضيفة أنه قد يحدث عجز كبير في المعروض في النصف الثاني من 2020.

لكن تجدد التوتر بين الولايات المتحدة والصين يثير احتمال استمرار اضطراب الاقتصاد العالمي لفترة ممتدة.
ويظهر الاستطلاع أن الطلب قد ينخفض بين 6.4 وعشرة ملايين برميل يوميا خلال 2020، مقارنة مع انكماش يتراوح بين 9.2 و10.6 مليون برميل يوميا في الاستطلاع السابق.

وقال هاري تشيلينغوريان، رئيس أبحاث السلع الأولية لدى بنك «بي.إن.بي باريبا» الفرنسي «من ذروة انكماش سنوية عند 21 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من 2020، نتوقع أن ينحسر انكماش الطلب العالمي على النفط في نهاية المطاف إلى 2.1 مليون برميل يوميا في الربع الرابع».

تصميم وتطوير