معادلة- هل اوباما يزورنا بصفتنا دولة مراقب بقلم : حمدي فراج

05.03.2013 11:03 AM
حلمت ان السلطة الفلسطينية هبت بموقف جريء تمثل في ان وجهت رسالة علنية للرئيس الامريكي باراك اوباما تسأله فيها بوضوح وهو يزور المنطقة - وهو تعبير فضفاض - بأي صفة يزورها ، فإن كان بغير انها دولة مراقب اعترف بها العالم المتمدن والمتخلف على حد سواء ، بأغلبية ساحقة ، وبمعارضة هامشية لا تتعدى عشر دول من بين حوالي مئتي دولة ، صحيح ان بلاده وتحت ادارته ورئاسته ، كانت من ضمن الدول الهامشية - عدديا - التي رفضت الاعتراف ، وهي بدون ادنى شك دولة عظمى ، لكن هناك عشرات الدول العظمى الاخرى اعترفت بهذه الدولة ، وان لا يتم التقدم والتدرج والتزحزح قبل ان تسمع السلطة الجواب الامريكي ، فإن كان شيئا آخر غير دولة مراقب غير عضو تحت الاحتلال ، فسنعلم ليس فقط انه رئيس امريكي آخر ينضم الى ثلة الرؤساء الذين عاصروا منذ عقد مؤتمر مدريد قبل حوالي ربع قرن ، والذي تتوج بتوقيع اتفاقية اوسلو في البيت الابيض ، قطعوا وعودا كاذبة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، بل انه يرفض هذا الاستقلال قولا وممارسة جسدها قبل حوالي خمسة اشهر في الامم المتحدة ، وانه وإن كان يمثل حزبا يسمي نفسه الحزب الديمقراطي ، فإنه ليس ديمقراطيا الا في اسمه ، لأنه من الناحية العملية يدير ظهره ليس لتطلعات شعب ينشد التحرر والاستقلال من براثن احتلال عسكرتاري استيطاني توراتي فحسب ، بل لقرار اممي تم التصويت عليه ومهره بنحو مئة واربعون لغة عالمية .
ان الادارة الامريكية منذ مؤتمر مدريد تدرك تمام الادراك ان عدم التوجه للامم المتحدة من قبل السلطة وقبلها من قبل المنظمة ، لزمن طويل خلى ، كان نزولا فلسطينيا عند رغبتها ، وحتى قرار محكمة لاهاي بشأن الجدار وازالته وتعويض المتضررين جراءه ، ابقي حبرا على ورق نزولا عند رغبة السلف جورج دبليو الذي وعد عرفات ان يقيم الدولة بعد خارطة الطريق عام 2004 ووعد عباس ان يقيمها قبل مغادرته البيت الابيض عام 2008 . بالمناسبة كلينتون ايضا وعد بإقامتها . وها هي فترة انتخابية جديدة انطوت للحاكم الديمقراطي الجديد اوباما ، لتبدأ مرحلته الثانية ، لكن اوباما صوت ضد الدولة الفلسطينية المراقب ، فبأي صفة يقوم الآن بزيارتها . - كانت آخر دولة حظيت بإعترافه ومباركته ومنحها العضوية الكاملة هي دولة جنوب السودان ، وكأن شعب جنوب السودان لم يكن له دولة - .
ادرك ان البعض في السلطة والقيادة سيقول : اياكم ان تفتحوا هذا الموضوع معه خوفا من أن يقصر زيارته على اسرائيل ويغض الطرف عن رام الله ، ولهذا كان الموضوع مجرد حلم ، ولا يؤاخذ المرء على أضغاث احلامه .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير