مؤتمر "مسارات" الثاني يناقش مستقبل القضية الفلسطينية في ظل واقع التجزئة

17.01.2013 07:43 PM




رام الله – خاص: ناقشت الدراسات التي قدمها عدد من الباحثين والأكاديميين، في اليوم الأول من المؤتمر الثاتي للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات)، اليوم، محاور عدة تتعلق بعنوان المؤتمر الرئيس "التجمعات الفلسطينية وتمثلاتها ومستقبل القضية الفلسطينية".

وقال د. ممدوح العكر، رئيس مجلس أمناء مركز "مسارات": المؤتمر جاء حصيلة جهد مميز لنخبة من الكتاب والأكاديميين والباحثين الفلسطينيين، حيث استطاع مسارات أن يشكل حلقة وصل ما بين الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، على طريق إيجاد نوع من التشبيك العضوي بينها، لافتاً إلى أن "التصدي لواقع التجزئة بصيغها المختلفة باتجاه إيجاد طرائق للحيلولة نحو مزيد من تكريس هذا الواقع.

وأضاف العكر في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر: شددنا على أن تكون الأبحاث المشاركة ليست أكاديمية بالمفهوم النمطي للأكاديميا، على أهميتها، بل بحوثاً ودراسات تؤثر في السياسات القائمة، باتجاه الخيارات والبدائل والسيناريوهات، وصياغة رأي عام واع، وبالتالي التأثير على آلية صنع القرار، وليس على صناع القرار، خاصة أن واقع التجزئة جغرافياً، وسياسياً، واجتماعياً، يتهدد الوضع الفلسطيني، لذا لابد من استعادة وحدة التمثيل، ووحدة المشروع الوطني الجمعي، خاصة بعد كل التشظي والانقسام كنتاج مباشر لاتفاقات أوسلو وتداعياتها، والتي توازي نكبة فلسطين، وربما أكثر.

من جانبه استعرض هاني المصري، المدير العام لمركز "مسارات"، أهداف وإنجازات المركز، وأبرزها إضافة إلى المؤتمر السنوي، ونشر الكتب والدراسات والأوراق البحثية، المشاركة في عديد المشاريع الحيوية من بينها مشروع تكوين رؤية فلسطينية تتعلق بالشباب، ومشروع المصالحة الوطنية، والذي لا يتأتى في إطار الوساطة أو الحوار الرسمي، باتجاه إزالة العقبات والعراقيل أمام إنهاء الانقسام وانجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، لافتاً إلى أن المركز وصل إلى مستويات مهمة، حيث تم نقاش إعادة بناء منظمة التحرير، وإعادة بناء المشروع الوطني، وجدوى الميثاق الوطني الجديد، والاتحادات والنقابات، والقطاع الأمني، وذلك بمساعدة جهاز المخابرات المصري، وبالتنسيق مع الرئيس ومكتبه ومع المكتب السياسي لحركة حماس وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية، حتى إن المركز خرج بمشروع قانون للشرطة.

وقدم شفيق الغبرا، الكاتب وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، مداخلة تأسيسية بعنوان "التحديات أمام الهوية الفلسطينية"، أشار فيها إلى أن الهوية الفلسطينية واحدة من أكثر الهويات المثيرة للتفاعل كونها نمت عبر الضدية المباشرة مع الصهيونية، لافتاً إلى أنها تعايشت مع خطوط التماس، وولدت من فوهة التحديات على الأرض، وتعرضت لاهتزازات لم تتعرض لها غيرها من الهويات، فمنذ النكبة توزعت الهوية الفلسطينية على عدة أمكنة، حيث وجدت نفسها في أماكن، وعانت من التهميش والإقصاء في أماكن أخرى، ومرت ككل الهويات بمراحل جمود وتجدد، وسط تعرض لا متناهي للقساوة والفتك.

واستعرض خليل شاهين مدير البحوث في مركز "مسارات"، ملخصاً لورقة أعدها د. فؤاد المغربي أستاذ العلوم السياسية في جامعة تينيسي الأميركية، تحت عنوان "ملاحظات حول الهوية الفلسطينية".

ولفت شاهين إلى أن ورقة المغربي تنطلق من فرضية أساسية تقوم على ضرورة إعادة النظر إلى موضوع الهوية الفلسطينية بصورة أشمل تعيد تعريقها، وتعريف القضية، والصراع القائم على الأرض، لافتاً إلى أن "الهوية الفلسطينية لم تأت كردة فعل على تقدم المشروع الصهيوني الاستيطاني الكولنيالي بل هي هوية أصيلة، عبر عنها مجتمع نابض بالحياة ما قبل الدولة العبرية، وقدم استعراضات تاريخية لذلك، وهي لطالما عبرت عن وجود الشعب الفلسطيني، مدللاً باستمرار علاقات الترابط بين الفلسطينيين، واستمراره في الدفاع عن حقه بتجسيد حقوقه التاريخية على أرض فلسطين.

وقدم د. أباهر السقا رئيس دائرة علم الاجتماع وعلم الإنسان في جامعة بيرزيت، ورقة بعنوان "الهوية الاجتماعية الفلسطينية: تمثلاتها المتشظية وتداخلاتها المتعددة".

وقال السقا: مع تراجع شرعية المؤسسات الوطنية فى ظل ازمة "المشروع الوطنى" الذى تقودة السلطة والذى لا يتناسب مع المشروع الوطنى الفلسطينى الجمعى المتمثل بحق العودة قد يدفع بالناس للتوكيد على هويات أخرى فرعية، حيث ان الفكرة الوطنية نفسها تم اخت ا زلها فى الخطاب السياسى الرسمى فى الهوية الجغرافية مقابل الهوية التاريخية .. وعلى عكس منظمة التحرير الفلسطينية التى اعتبرت فاعلا اساسيا فى صياغة الخطاب الوطنى الهوياتى ما بعد النكبة؛ ولعبت ثقافة النضال دورها في صهر عناصر المجتمع الفلسطيني .. قامت السلطة الفلسطينية بإخراج ملايين الفلسطينيين من عملية التمثل الهوياتى، وعليه يمكن اعتبار اوسلو حدثا قطيعيا وشرخا هائلا فى الهوية الفلسطينية بين تصورات الاجيال عن فلسطين كمركز وتهميش لفلسطينى الشتات وفلسطينى 1948، لصالح بعض اجزاء من الشتات، وتحديدا مع مجموعات صغيرة جلها من رجال الاعمال، حيث ان المشاريع والوثائق المختلفة الرسمية وشبه الرسمية التي تبعت اتفاق اوسلو والتي تتصوّر عودة اللاجئين إلى أراضي السّلطة الفلسطينية، التي تود السّلطة الفلسطينيّة إقامة دولة عليها وهى الضّفة الغربية وقطاع غزّة و"القدس الشرقيّة"، واسقاط حق عودة للاجئين إلى قراهم ومدنهم الأصليّة، على اعتبار أنّها "مناطق إسرائيلية"، وأن ما يمكن تحصيله في ميزان القوى هو عودتهم إلى مناطق السّلطة الفلسطينيّة وليس إلى "إسرائيل"، لأنّ ثمة إجماع إسرائيلي برفض عودة اللاجئين.

وقدم د. عبد الرحيم الشيخ أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية والعربية في جامعة بيرزيت، ورقة بعنوان "الهوية الثقافية الفلسطينية .. المثال والتمثيل والتماثل"، خلص فيها إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية لا تزال قابلة إلى أن تكون رافعة البرنامج الوطني الثقافي، وان فشلت في أن تكون رافعته السياسية.

وقدم د. نديم روحانا، ورقة مثيرة للجدل بعنوان "ملاحظات حول الصراع مع الصهيونية: ماذا يريد الفلسطينيون؟" .. وقال: ليس صحيحاً أننا لا نختلف على الهدف، ولكن نختلف على الوسائل، بل الهدف غير واضخ، فلو كان لدينا أن نقرر كيف ندير الصراع مع الصهاينة، هل ندرك ما الذي نريده .. لا أعتقد أننا نريد دولتين، بل دولة واحدة، وهنا لا بديل عن التفكير بمصير الإسرائيليين في هذه الدولة".

وفي وقت قدمت فيه قدمت سامية بطمة، مديرة معهد دراسات التنمية في جامعة بيرزيت، ورقة بعنوان "خطاب التنمية الفلسطيني واستراتيجيات التغيير في الضفة الغربية"، و د. سمير أبو مدللة، عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة الأزهر بغزة، ورقة بعنوان "آثار الحصار والانقسام والتكوين الاقتصادي والاجتماعي لقطاع غزة على المشروع الوطني الجمعي الفلسطيني"، وحملت الورقة التي قدمها د. يوسف رفيق جبارين، أستاذ الدراسات الحضرية وتخطيط المدن في حيفا، وحملت عنوان "إنجازات التخطيط الإسرائيلي ونهاية الجغرافيات الفلسطينية"، معلومات قيمة وغاية في الخطورة، ومدعمة بالأرقام والرسومات التوضيحية، تتعلق بالسطو الإسرائيلي الممنهج على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948.
تصميم وتطوير