محللون: البناء الاستيطاني في E1 سيضم مليون إسرائيلي للقدس المحتلة
12.01.2013 12:47 PM
نُصبت الخيام سريعا، ولم يعوّل الناشطون على أي خطوات أو تلويحات فلسطينية رسمية بالتحرك، أو مواقف دولية داستها إسرائيل في كل مخططاتها الاستيطانية السابقة، كما قال أحد الناشطين.
ليلة باردة قضاها النشطاء داخل الخيام، يزيدها أزمة، الهجوم المتكرر والتهديدات التي أطلقتها شرطة الاحتلال بإخلاء المنطقة واعتقالهم، لكنهم صمموا على المضيّ لحماية الأراضي، فيما قاموا بخطوات تنظيمية في القرية، بانتخاب مجلس قروي يمثل القاطنين فيها.
المخطط الاستيطاني الذي أعلنت عنه إسرائيل مؤخرا يشمل البناء على المنطقة بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس، المنطقة التي ظلت ضبابية في مسألة تبادل الأراضي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في جلسات التفاوض المتعددة، التي تخطط إسرائيل أن تربط عبر البناء فيها الكتل الاستيطانية الواقعة بين مستوطنة "معاليه أدوميم" وأريحا، مع القدس، في محاولة لجعل مشروع "القدس الكبرى" واقعا على الأرض.
ويعتقد الفلسطينيون أن البناء في تلك المنطقة المتعارف عليها بمنطقة "E1" سيخفض أساسا مساحة الضفة الغربية إلى النصف، ويمكن أن يعوق أيضا الوصول من الضفة الغربية إلى القدس الشرقية.
وأدان عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير صائب عريقات، الخطة بقوله "ليست هناك فرصة لقيام دولة فلسطينية، ونظرة بسيطة إلى الخريطة والجغرافيا، تدل على أن خيار حل الدولتين لم يعد موجودًا".
لكن أخطر ما في الأمر برأي الخبير في شؤون الاستيطان علاء الريماوي أن إسرائيل "تحاول تعزيز التفوق الديموغرافي لليهود في القدس، عبر ضم وتهويد منطقة E1 وربطها مع 12 مستوطنة تمتد حتى الخان الأحمر، وإذا ما تم ذلك، سيجمع أكثر من مليون إسرائيلي ضمن حدود القدس المحتلة".
وأوضح الريماوي لـ"وطن" أن الاحتلال الإسرائيلي باشر في هذا المشروع الاستيطاني من قبل، وقام بتجهيز البنية التحتية من شق الطرق الالتفافية وبناء مركز لشرطة القدس ومعتقل "المسكوبية" في المنطقة المذكورة، ومحاولة نقل مجمع الوزارات من "تل أبيب" إليها، لكن التخوفات من كلفة هذا المشروع دفعت لتأجيله.
وقال: "المخططات الاستيطانية بحاجة لوقفة جدّية من السلطة الفلسطينية، ومن كافة فصائل العمل الفلسطيني، لحماية القدس التي يشتد الخناق عليها شيئا فشيئا".
وانتقد الريماوي "ضعف دور السلطة في دعم القدس المحتلة" مبينا أن الميزانية المخصصة لذلك لا تتجاوز 2%، فيما غابت قضية المقدسيين وهمومهم عن البرامج الاقتصادية والاجتماعية للحكومة الفلسطينية، والأمر ينطبق على الفصائل الفلسطينية مجتمعة التي لا تملك رؤية واضحة لدعم القدس، حسب قوله.
ويخشى الفلسطينيون المقيمون في البلدات المحاذية للقدس، من أن يعقّد المخطط الاستيطاني تنقلاتهم، ويضاعف الطرق الالتفافية ونقاط التفتيش الإضافية إذا تم توسيع المستوطنات.
ويقول أحد السائقين بأن توسيع "معاليه أدوميم" سيضاعف مدة الرحلة من منطقة القدس إلى الخليل لتصل خمس ساعات، وقد تبلغ يوما كاملا.
ويعتبر نتنياهو أن "النزاع" الإسرائيلي- الفلسطيني ليس على الحدود والاستيطان، إنما على الاعتراف الفلسطيني بحق الوجود للشعب اليهودي، فيما أوضح وزير خارجية الاحتلال أفيغدور ليبرمان أن "الاستيطان في القدس واجب، وبذلك تتحقق يهوديتها".