قيادات لـوطن: العالم يتجاهل عنصرية الليكود في ضم الضفة

01.01.2018 02:58 PM

وطن- إبراهيم عنقاوي: بعد تصويت حزب الليكود بالإجماع أمس على ضم الضفة الغربية إلى ما يسمى السيادة الإسرائيلية، أكدت قيادات فلسطينية لـوطن على ضرورة أن يكون هناك موقف دولي واضح يرفض هذا القرار.

وقال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية نبيل شعث لـوطن، إن "النفاق العالمي للأسف الشديد والى جانبه بعض الضعف العربي في مواجهة هذا النفاق، تعودنا عليه للأسف الشديد، لذلك علينا أن نناضل ونقاتل دائما ونجمع كل القوى الممكنة إلى جانبنا في مواجهة هذا العدو الصهيوني الاستيطاني الاستعمار "إسرائيل".

وأضاف شعث: سيقولون أن هذا قرار حزب وليس قرار حكومة. وتابع: لكن هذا الحزب هو الذي يقود الحكومة الاسرئيلية وما يخرج عنه من خطط يحظى بالموافقة الكاملة من قبل اليمين الإسرائيلي الذي يشكل الائتلاف الحاكم بقيادة الليكود في "اسرائيل".

ورأى شعث أن قرار الليكود تبرأ من اي التزام للإسرائيليين في عملية السلام ومخالفة فادحة وفاضحة للقانون الدولي، وتحدياً للأسرة الدولية التي صوتت بكل وضوح بـ129 عضو منها في الجمعية العامة في وجه قرار ترامب، وتأكيداً على فلسطينية القدس والأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967.

"الديمقراطية": اليمين الإسرائيلي يسابق الزمن في تمرير قوانينه الاستيطانية

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، رمزي رباح إن "هذا القانون من أخطر القوانين التي تطرح تجاه مستقبل الضفة، وهي محاولة لتمريره للكنيست خاصة في ظل التنافس بين اليمين الإسرائيلي، لذلك هذا التنافس قد يدفع الأمور للتعاطي مع هذا المشروع لفرض أمر واقع استيطاني وقانوني يدعم السيطرة الاسرائيلية على الضفة".

وأضاف رباح لـوطن: اذا طبق هذا القرار سيكون هناك قوانين عنصرية ستسري على الفلسطينيين، بمعنى احقاق فكرة ضم الضفة على اساس الدولة الواحدة بنظام "ابرتهايد".

وأوضح أن اليمين في "إسرائيل" يريد أن يسابق الزمن في ظل ظروف إدارة ترامب التي أعطت الضوء الأخضر بعد قرارها بشأن القدس للاستمرار في سياسة الاستيطان، وفي ظل وضع عربي واقليمي مضطرب ويجنح نحو التطبيع ويعتبر أن العدو هو ايران وليست "اسرائيل"، إضافة إلى الانقسام الفلسطيني. مضيفاً: لذلك يحاول الاسرائيليون الاستفادة من هذا الوضع، بمسابقة الزمن في اصدار القوانين التي تشرعن الاحتلال والاستيطان على المستوى الإسرائيلي على الأقل.

وقال رباح: هذا يتطلب تسريع ترميم الوضع الداخلي الفلسطيني وإعداد خطة شاملة للمواجهة بما يجري على الأرض، وفتح المعركة السياسية والدبلوماسية والانضمام لمحكمة الجنايات والاعتراف بدولة فلسطين بالعضوية الكاملة.

وحول مواقف الدول الأوروبية، قال رباح "الأوروبيون اعلنوا موقفين مهمين، الأول ضد اعلان ترامب بشأن القدس، والثاني أن كل ما تقوم به اسرائيل في القدس والأراضي الفلسطينية من إجراءات هي باطلة ولاغية وغير قانونية ويجب أن تزال".

وأضاف: هذا الموقف يمكن ان يبنى عليه في تطوير الموقف الأوروبي، لأنهم ليسوا جاهزين في قيادة موقف دولي لتطبيق قرارات الأمم المتحدة.

وأعرب عن اعتقاده أن الجهد الفلسطيني مع روسيا والصين والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يمكن أن يحاصر الموقف الأمريكي ويعطي دور أكبر لهذه الدول والأمم المتحدة من أجل أعداد وضع دولي جديد يتعاطى مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الصالحي: نخشى أن تكون القرارات الاستيطانية تنفيذ عملية لـ"صفقة القرن"

من جانبه، أعرب أمين عام حزب الشعب بسام الصالحي عن خشيته من أن يكون قرار الليكود وغيره من القرارت الاحتلال والاستيطان، تنفيذ عملي لما يسمى صفقة القرن بشكل مشترك "امريكي اسرائيلي" لفرض امر واقع يقوم على اساس القرار الامريكي بشأن القدس والقرار الاسرائيلي بضم الضفة.

وقال الصالحي لـوطن إن "الرد الفعلي على ذلك بالاعلان صراحة أن حكومة اسرائيل قد دمرت اتفاق أوسلو وأن الواقع القائم هو واقع دولة تحت الاحتلال، والعلاقة بين اسرائيل والفلسطينيين هي أن اسرائيل دولة احتلال والفلسطينيين هم شعب تحت الاحتلال".

وبشأن اجتماع المجلس المركزي الطارئ المقرر عقده خلال الأيام القادمة، أوضح الصالحي أن المحور الرئيسي لاجتماع المركزي هو انهاء المرحلة الانتقالية باعتبار أن اوسلو لم يعد قائما، وان الواقع أصبح دولة محتلة تناضل من أجل انهاء الاحتلال.

وردا على قرار الليكود، أكد الصالحي على ضرورة الإعلان بشكل واضح وصريح أن منظمة التحرير لا تعترف بمناطق "ا ب ج" في الضفة وهي اراضي كلها محتلة في دولة فلسطين، وانهاء اي تفاهمات ما يسمى تبادل الكتل الاستيطانية بالاراضي.

يجب أن يواجه قرار الليكود برفض دولي واضح، وأن لا يستمر اي معايير مزدوجة مع الوضع الفلسطيني الاسرائيلي، وفق الصالحي.

البرغوثي: يجب إحالة مجرمي الحرب الإسرائيليين لمحكمة الجنايات الدولية

وقال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن قرار الليكود الذي اتخذ بالاجماع بفرض القانون الاسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية  انهى اتفاق اوسلو و كرس نظام الابارتهايد العنصري الاسرائيلي و هو يمثل قرارا بالضم الفعلي لاجزاء واسعة من الضفة الغربية لاسرائيل خاصة انه ملزم لنتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي بصفته رئيسا لحزب الليكود.

و قال البرغوثي في تصريح صحفي، ان نتنياهو مشارك في هذا القرار المشين و أن الرد الفعلي و الفوري على هذا القرار يجب أن يكون احالة مجرمي الاستيطان الاسرائيليين وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو الى محكمة الجنايات الدولية التي اعتبرت الاستيطان جريمة حرب.

و أضا ف البرغوثي أن النضال الفلسطيني دخل مرحلة جديدة تتطلب استراتيجية و طنية بديلة لما فشل وقائمة على ادراك اننا لسنا في مرحلة حل بل في مرحلة نضال وكفاح تتطلب التخلص نهائيا من اوهام أوسلو و المراهنة على المفاوضات الفاشلة، و تركز على هدف تغيير ميزان القوى عبر تعميق و توسيع المقاومة الشعبية و حركة المقاطعة و تحقيق الوحدة الوطنية و دعم صمود وبقاء الفلسطينيين في فلسطين.

و قال د. مصطفى البرغوثي أن قرارات ادارة ترامب شجعت حكام اسرائيل على الامعان في جرائم الاستيطان و الضم و محاولات تصفية القضية الفلسطينية برمتها، ولكن التاريخ سيثبت أن الغطرسة الاسرائيلية لن تؤثر في عزيمة الشعب الفلسطيني بل ستعمق أزمة "المشروع الصهيوني" وعزلته الدولية ما دمنا صامدين في وجه الاحتلال و نقاوم مخططاته.

فتح: هذه الخطوة هي بمثابة نسف لكل الاتفاقات الموقعة

وقالت فتح في بيان لها، مساء الأحد: "هذه الخطوة هي بمثابة نسف لكل الاتفاقات الموقعة، واستفزاز لا يمكن السكوت عنه، كما أنه يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، التي كان آخرها القرار رقم ( 2334)، الذي أكد أن الضفة الغربية بما فيها القدس هي أراض محتلة.

وأضاف البيان: "إسرائيل بهذا القرار أنهت ومن جانب واحد، كل ما يمكن تسميته ببقايا عملية السلام"..  "إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا القرار الخطير والمرفوض، وعلى المجتمع الدولي التحرك الفوري لكبح جماح هذا الاستهتار بل الجنون الإسرائيلي".

الشعبية: يجب سحب الاعتراف بإسرائيل

أما الجبهة الشعبية فقد دعت في تصريحٍ صحفي، الى مُجابهة قرار حزب الليكود بسياسة حازمة، تبدأ بإعلان الانسحاب من اتفاق أوسلو والالتزامات التي ترتبت عليه وعلى أي اتفاقيات لاحقه، وسحب الاعتراف بـ"اسرائيل"، وإعادة الاعتبار للصراع الشامل مع "إسرائيل" بالاستناد إلى استراتيجية وطنية تحرريه.

ودعت الجبهة الشعبية المجلس المركزي الذي سيجتمع بعد أيام إلى تحمل مسؤولياته في إقرار هذه السياسة، وفِي إنجاز المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية، واتخاذ الإجراءات الملزمة في إعادة بناء المؤسسات الوطنية وفِي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية بالاستناد للاتفاقيات الوطنية الموقعة.

حماس: هذا سيجعلنا أكثر تمسكًا بحقوق شعبنا وبخيار المقاومة

وقالت حركة حماس، إن قرار حزب الليكود "الإسرائيلي"؛ بضم الضفة والقدس لـ "الكيان الإسرائيلي" إمعان في سياسة الاعتداء على الحق الفلسطيني استغلالًا للمواقف الأمريكية وإعلان ترمب الخطير.

وشدد الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، في تصريح صحفي له اليوم الأحد، بأن القرار "تأكيد على صوابية مواقف الحركة من أوسلو ومشاريع التسوية التي منحت الاحتلال فرصة كبيرة لتنفيذ سياسته العنصرية المتطرفة".

وأضاف برهوم: "هذا سيجعلنا أكثر تمسكًا بحقوق شعبنا وبخيار المقاومة لمواجهة هذه المشاريع وإفشالها وحماية حقوقنا والدفاع عنها مهما بلغت التضحيات"، وفق قوله.

يشار إلى أن قرار "الليكود" القرار، وهو الأول من نوعه بعد انسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة صيف 2005، ينص على السماح بالبناء الحر وتطبيق قوانين "إسرائيل" وسيادتها على مجمل المجال الاستيطاني في الضفة والقدس.

وينص مشروع القرار على دعوة اللجنة المركزية لليكود، قيادات الليكود المنتخبة للعمل من أجل السماح بالبناء الحر، وتطبيق قوانين "إسرائيل" وسيادتها على مجمل المجال الاستيطاني.

تصميم وتطوير