مصر تستعد لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في سيناء

13.08.2011 11:47 AM

 وطن للانباء/  ذكرت شبكة "سى.إن.إن" الإخبارية الأمريكية أن مصادر أمنية مصرية قالت إنه يجرى التحضير لعملية واسعة ضد خلايا يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة تكونت مؤخراً فى سيناء، وتحديداً فى المناطق الشمالية التى شهدت الأشهر الماضية اعتداءات مسلحة على مراكز شرطة وخط تصدير الغاز لإسرائيل.

وأوضحت الشبكة حسب ما افادت به صحيفة اليوم السابع المصرية أن مسئولا أمنيا مصريا على صلة بالملف، أكد أن العملية الأمنية التى يحضر لها الجيش المصرى ضد خلايا القاعدة ستركز على المنطقة الواقعة بين مدينة العريش وبلدة رفح عند الحدود مع قطاع غزة، قائلاً إن "القاعدة موجودة بشكل كبير فى منطقة السكاسكة وعناصرها يتدربون هناك منذ شهر تقريباً، لكننا لم نتمكن من تحديد جنسياتهم بعد، لهذا أصبحت العملية الأمنية ضرورية لردع هذه الجماعات المسلحة".

من جهة ثانية كشف جابر العربى، السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء، أن العملية ستشهد مشاركة قوات مشاة من الجيش بدعم من أجهزة أمنية أخرى من بينها قوات حرس الحدود، قائلاً "نريد تنظيف هذه الجيوب الأمنية الواقعة حول منطقتى رفح والشيخ زويد".

وتناولت وسائل الإعلام المصرية قبل أيام البيان الذى وزعته جماعة أطلقت على نفسها اسم "تنظيم القاعدة فى سيناء"، وطالبت هذه الجماعة بإعلان سيناء إمارة إسلامية، وإحياء الجهاد ورفض اتفاقية السلام مع إسرائيل، مؤكدة أن أى اتفاقيات مع الكيان الصهيونى "باطلة شرعاً" من بينها إبقاء سيناء منزوعة السلاح.

وشهدت مدينة العريش فى 29 يوليو الماضى مواجهات مسلحة خلال هجوم شنته مجموعات على قسم شرطة، ما أدى إلى مقتل ضابط جيش واثنين من المدنيين، وإصابة 12 مجنداً، وذكر شهود عيان أن المهاجمين كانوا يستقلون سيارات محملة بأسلحة ثقيلة وخفيفة من نوع "آر.بى.جى" ورشاشات عيار 500 ملم، ويتحدثون بلهجة شامية، ويحملون شعارات إسلامية متشددة، وحاولوا تحطيم تمثال الرئيس السابق أنور السادات.

وكانت الاجهزة الامنية  بمحافظة شمال سيناء قد عكفت على وضع التصور النهائى للخطة "نسر" الخاصة باصطياد العناصر المتطرفة المحلية والفلسطينية التى هاجمت مؤخرا العريش، وحطمت تمثال الرئيس الراحل السادات، كما اعتدت على قسم ثان بشارع البحر، ما أسفر عن مقتل وإصابة 25 فردا بينهم ضابطا جيش وشرطة.

وبحسب مصدر أمنى فإن الخطة التى سيتم تنفيذها بالتنسيق مع القوات المسلحة ترتكز على عدة محاور منها الاستعانة بالعناصر البدوية فى وسط سيناء الرافضة للهجوم الأخير، من خلال الحصول على دعمها، وفى الوقت نفسه ضمان عدم دعمها للعناصر المتطرفة بعد الأحداث الأخيرة، خاصة أنه تم تحديد هوية قرابة 30 من المهاجمين وتحديد مناطق إقامتهم.

وفى شقها الثانى تعتمد الخطة على نشر قوات من الجيش بمدرعات مدعومة بطائرة أو أكثر تقوم بعملية استطلاع وكشف مواقع العناصر المتطرفة، خاصة أنها تملك أسلحة حديثة ومضادات أرضية وجوية وقذائف متنوعة.

ومن المنتظر أن يشارك قرابة 1000 مجند وشرطى فى العملية التى ستتواصل عدة أيام مع عمل طوق أمنى واستمرار مراقبة مداخل ومخارج سيناء، وعمل أكمنة فى المناطق المؤدية إلى العناصر المتطرفة، كما ينتظر أن تشارك قوات خاصة فى العملية التى تعد الأكبر فى سيناء بعد الثورة.

مدير أمن شمال سيناء اللواء صالح المصرى، قال لـ"اليوم السابع": بالفعل يتم وضع التصور النهائى بعد الحصول على كافة المعلومات حول العناصر المتطرفة سواء المصرية أو الفلسطينية أو العناصر الأخرى، وكلها شبكة واحدة، وبالتالى ستكون المواجهة مركزة، مشيرا إلى تعافى المصابين من أفراد الشرطة وخروجهم من المستشفيات فى الأحداث الأخيرة.

وأوضح اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء أن ما أثير مؤخرا حول قيام بعض أفراد بنسب ما حدث من هجوم لهم غير دقيق، مشيرا إلى أن هناك عناصر مضادة تحاول إفساد الثورة وزعزعة الاستقرار الأمنى بسيناء بمشاركة عدة جهات خارجية ومحلية رافضا الإفصاح عن هذه الجهات.

وقال: بالفعل تم وضع الخطة القادمة ووصل للمحافظة مساعد وزير الداخلية للأمن العام وجلسنا معه، كما وصل مساعد رئيس أركان الجيش الثانى الميدانى، وتم وضع تصورات المواجهة من خلال تدعيم القوات وزيادة عددها والدفع بقوات لمواجهة ما يحدث مع تكثيف التواجد الأمنى لمنع ما حدث ومواجهة أى هجوم من العناصر المتطرفة.

وأوضح المحافظ فى تصريح خاص اليوم، لـ"اليوم السابع": نثق فى أبناء سيناء الشرفاء من بدو وحضر فى مواجهة هذه العناصر التى تريد تخريب المحافظة لأغراض خاصة تستدعى نبذها والإبلاغ عنها.

تصميم وتطوير