عبد الرحمن التميمي يكتب لوطن .. "البحر غدار ليه" مشاريع تحلية مياه البحر مهمه ولكن

13.08.2016 11:26 AM

وطنعبد الرحمن التميمي

في ظل الأزمة المائية الخانقة التي تعاني منها دول المنطقة أو ما يعرف بدول "MENA " الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" فان المحافل الدولية تعتقد أن البحر هو الحل الأفضل لهذه الأزمة، وأن التعاون الإقليمي الذي يجمع الطاقة والمياه هو أفضل، وقد تطور الاهتمام بهذا الخيار مع ازدياد الأزمة من جهة والتطور التكنولوجي لهذه التقنية من جهة ثانية، "ولا مجال للتفصيل الفني هنا" ولكن للدلالة على الأهمية التي تعطى لهذا الموضوع فقد نشر في الفترة ما بين 1996-2006 ما يقارب 3924 ورقة علمية في هذا المجال وحسب الجمعية الأوروبية لتحلية فقد بلغ ما نشر في أوروبا ما مجموعه 2966 ورقة علمية في حين احتلت الأوراق العلمية المنشورة في السعودية المرتبة الأولى ما بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ولبيان أهمية القطاع الخاص في هذا المجال فأن هناك حوالي 4000 شركة دولية تعمل في هذا المجال حيث أن معظم دول الخليج، ومالطا، وجزر الكناري تعتمد هذه التقنية في توفير احتياجاتها من المياه.

وقد بلغ تطور هذه التقنية في العقد الأخير من 300,000 متر كعب يوميا إلى حوالي 140 مليون متر مكعب يوميا اما في الاقليم في الوقت الذي يقترح فيه خيار التحلية كأحد الحلول الاستراتيجية فان القطاع الخاص هو الذي يسيطر بنسبة 100% على هذا الخيار، فهناك مثلا في اسرائيل بنيت محطة في مدينة عسقلان بتجمع لشركات خاصة (شركة فيولا) ، IDE للتكنولوجيا (الراية للبنية التحتية) كأكبر محطة تحلية في العالم لتنتج 150 مليون متر مكعب سنويا. وتستهلك هذه المحطة 80 ميغاواط وستكون هذه المحطة المزود الرئيسي لقطاع غزة وهناك زيادة عن الحاجة في إنتاجها 4- 23% من المتوقع أن يبحث له عن سوق في الأراضي الفلسطينية، ، وتمتاز هذه المحطة بأنها ليست فقط الأكبر في العالم بل هي الأقل تكلفة، ومن المتوقع أن تكون التكلفة 76 سنت / م3 ( حسب أسعار الطاقة في 5120 )، وتخطط اسرائيل الآن لبناء 6 محطات من المتوقع أن تنتج 55 مليون متر مكعب سنويا وترى هذه المحطات في السوق الفلسطيني هو الأهم بالنسبة لها، وتتوقع إسرائيل أن يتم الحصول على 365 مليون متر مكعب سنويا من التحلية بحلول عام 2010 أي ما يعادل 56% من الثروة الطبيعية.

أما بالنسبة للأردن فان التحلية هي من الخيارات الأساسية ويعول على مشروع قناة البحرين لإنتاج المياه أما من ناحية الوضع الفلسطيني فتقتصر التجربة على الاستخدام المنزلي المحدود حيث ينتشر في قطاع غزة 450 محطة منزلية خاصة تنتج ما يقارب 1,5 مليون متر مكعب سنويا

بقي القول ان البحر قد يكون الحل لمشكلة المياه في قطاع غزه ولكن التكلفة في ظل الفقر والبطالة تحتاج الى حل خلاق كذلك القضايا المتعلقة بالبيئة والإدارة السليمة هي من الأمور التي يجب اغفالها البحر يغري ولكنه غدار أيضا وقد يضحكك ولكن في النهاية تغرق .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير