صور عملية القتل البارد في الخليل تتحدث من تلقاء ذاتها

26.03.2016 03:52 PM

وطن: كتب  يوسي يهوشع

شريط قصير من بضع ثوان يمكنه ان يغير وجه المعركة ضد موجة الارهاب الحالية، ليس اقل. فليس صدفة أن خرج عن طورهما رئيس الاركان ووزير الدفاع لشجب الحدث. ففضلا عن الوجه القيمي، فان هذا الشريط هو مادة متفجرة حقيقية، وثمة تخوف من أن يشعل الميدان الذي هدأ قليلا بالذات في الاونة الاخيرة.

لقد القى رئيس الاركان آيزنكوت في الشهر الماضي خطابا نال لقب “خطاب المقص”. فقد سارع سياسيون من اليمين لجعله مقتلع اسرائيل ومسود وجه جنوده على الملأ. أحد لم يأخذ بالحسبان ان يكون رئيس الاركان ربما يعرف شيئا ما آخر من التحقيقات التي اجريت في الجيش بل وربما في ذات المنطقة التي قتل فيها مقاتل من كتيبة شمشون امس فلسطينيا جريحا دون أن يعرض هذا حياته للخطر.

حاول وزراء في المجلس الوزاري جعل خازوق لايزنكوت في الجلسة التي عقدت بعد بضعة ايام من الخطاب. ولكن رئيس الاركان لم يتشوش. اذا كنتم تريدون تغيير تعليمات فتح النار فيتعين عليكم أن تزيحوني من منصبي، قال لهم. وشرح آيزنكوت بانه لو كان يسمح باطلاق النار على كل من يحمل سكينا او مقصا لكان مئات آخرون من القتلى الفلسطينيين. وعندما سُئل هذا الاسبوع في مداولات مغلقة، قبل الحدث في الخليل أمس، اذا كان نادما على الخطاب، أوضح بانه ليس نادما على الاطلاق. فتعليمات فتح النار، قال، لا يمكن أن يغيرها الا النائب العسكري الرئيس والمستشار القانوني للحكومة.

لقد بدت حادثة أمس كحادثة هي الاخطر ليس فقط في موجة الارهاب الحالية، حين يكون لا يزال الجيش يصر على عدم تسميتها انتفاضة، بل في السنوات الاخيرة على الاطلاق. فهذه الحادثة لا تشبه الحدث الذي خرج فيه قائد لواء بنيامين، العقيد اسرائيل شومير من سيارته وأطلق النار نحو رش راشقي الحجارة أو المقدم شالوم آيزنر الذي هاجم متظاهرين بسلاحه الشخصي، وهي حوادث يمكن ربما تعليلها بفقدان السيطرة تحت الضغط أو النشاط العملياتي. فالصور هذه المرة تتحدث من تلقاء ذاتها. وهي باعثة على القلق ليس فقط بسبب اطلاق النار، بل بسبب السلوك غير المبالي لباقي الجنود والقادة الذين كانوا في الموقع.

هكذا تتصرف ايضا قوى الاخلاء المدنية. أحد منهم لم يبلغ عن الحدث. وشريط بتسيلم فقط هو الذي رفع القصة الى علم القادمة العسكريين وتحقيق الشرطة العسكرية. حين يقول مقربو الجندي انه “اطلق النار لانه خاف ان يكون المخرب مع حزام ناسف”، فانهم يقدمون رواية اشكالية: اذا كان هكذا فكر، فلماذا لم يطلق النار فورا بل استغرقه ست دقائق لعمل ذلك؟ وماذا عن باقي المقاتلين، أولم يلاحظوا الحزام؟ يكن التقدير بان الجندي سيكون صعبا عليه أن يخرج من التحقيق دون لائحة اتهام بالقتل غير المتعمد وربما المتعمد وسيمكث في المعتقل الى ان يتخذ الادعاء العسكري العام قرارا في الموضوع.

مع كل الانتقاد الخطير على سلوك الجندي، تستحق الثناء معالجة قيادة الجيش الاسرائيلي، والتي كانت صحيحة وفورية. فالحدث يعلمنا ايضا بان لوجود ونشاط منظمات مثل بتسيلم أهمية كبيرة، وخير يفعل الجيش اذا ما شدد التعاون معها، إذ وحده لا يمكنه أن يقضي على حالات خطيرة كهذه.

وكلمة عن لواء كفير الذي ينتمي له الجندي مطلق النار. فهذا اللواء المرقط يوجد في قلب الاحتكاك في المناطق، وهي مهامة غير سهلة. وخلافا لالوية اخرى تخرج للانتعاش في جبهات اخرى، فان مقاتلي كفير يتواجدون بشكل دائم في القرى، في الحواجز وفي الاعتقالات. وفي السنة الاخيرة، مع تسلم قائد جديد للواء هو العميد غي حزوت، جرى عمل جذري لاقتلاع ظواهر مرفوضة وبالاساس للتربية. يبدو أنه رغم الانخفاض في حجم الحالات الخطيرة، لا يزال لقائد اللواء المزيد من العمل ليقوم به.

يديعوت   25/3/2016

تصميم وتطوير