تل أبيب: أيزنكوط أصدر أمرًا بتحويل الجزء الأكبر من الميزانية للاستعداد للحرب

02.12.2015 03:38 PM

وطن - وكالات: من خلال مواكبة ومتابعة الإعلام العبريّ، المتطوع لصالح الإجماع القوميّ الصهيونيّ، لا ُيُمكن التغاضي عن الاستنتاج المؤكّد بأنّ وُجهتها في العام المُقبل هو نحو الحرب، وبحسب جميع المؤشرات والدلائل، فإنّ أركان دولة الاحتلال، سيشنون عدوانًا جديدًا على قطاع غزّة، لأنّ الجبهة الشماليّة، سوريّة ولبنان، مكتظةً جدًا، خصوصًا بعد أنْ بدأت روسيا بتقديم المُساعدة العسكريّة لحليفتها الإستراتيجيّة، سوريّة، الأمر الذي خفضّ نشوب المُواجهة القادمة مع حزب الله اللبنانيّ، وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب فإنّ الجيش الإسرائيلي يوظف جهوده في الاستعداد لخوض قتال طويل النفس، على حدّ تعبيرها.

وممّا يؤكّد أكثر هذا التوجّه هو أنّ كاتب هذه الأمور هو المُحلل الأمنيّ-العسكريّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، الذي يُعتبر من أقرب المُقرّبين للمنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، وهو بمثابة الابن المُدلل لديها وصاحب الباع الطويل داخل أجهزتها على مختلف مشاربها.

وبحسب المصادر، التي اعتمد عليها المُحلل فيشمان، فإنّه مع بدء العام القادم ستطرأ زيادة ملموسة في ما يتعلق بطول النفس لدى جيش الاحتلال الإسرائيليّ، في الذخيرة، الوقود، الغذاء، قطع الغيار وغيرها. وبناءً على ما تقدّم، شدّدّت المصادر عينها على أنّ النتيجة ستكون في غاية الأهمية، ذلك لأنّ هذه الزيادة ستسمح للجيش بالعمل من دون أنْ يكون متعلقًا بالإمدادات من مصادر خارجية، وبخوض قتال كثيف على عدة جبهات لوقت أطولٍ من أيّ مرة في الماضي.

ولفت فيشمان إلى أنّ هذا هو أحد الدروس الأساسية المستخلصة من جولات القتال في قطاع غزة في الأعوام الأخيرة، والتي استمرت ما بين 30 إلى 50 يومًا، وتركت الجيش مع مخازن خالية من الذخيرة في مجالات حساسة، وبشكلٍ خاصٍّ الذخيرة الجوية، مُوضحًا أنّ هذه الزيادة تُشكّل أيضًا جزءً من خطط القتال التي يعدها الجيش في حال نشوب مواجهة كثيفة مع حزب الله على الجبهة الشمالّية. وكشف فيشمان النقاب عن أنّه قبل عدّة أيّام نُظّمت ندوة شارك فيها كوادر من القيادة العليا، وضمت بصورة استثنائية الطاقم التنفيذيّ، أي قادة الكتائب ونظراءهم في ذراعي الجو والبحر.

وشدد رئيس الأركان غادي إيزنكوط في الندوة على أنّ نشاط الجيش في المواجهة الدائرة حاليًا ضد الـ”إرهاب” الشعبي في الضفة الغربية، لا يمس بجهوزية الوحدات المقاتلة على الجبهة المعقدة في مواجهة لبنان. وتابع قائلاً إنّه اعتمادًا على أقوال أيزنكوط، فإنّ الجيش لن يكرر الخطأ الذي ارتكبه في حرب لبنان الثانية بالعام 2006، عندما وصلت الوحدات للقتال إلى هذه الجبهة منهكة جرّاء عمليات الأمن الجاري في مواجهة الفلسطينيين في المناطق المحتلة حينها. وأوضح المُحلل أيضًا أنّه خلال الندوة المذكورة عُرضت على قيادة الجيش خطة العمل متعددة السنوات التي تحمل اسم خطة “جدعون” قبل أنْ يقرها هذا الشهر المجلس السياسي – الأمني المصغر. واللافت في أحد الأقوال التي نقلها فيشمان عن ضابطٍ إسرائيليٍّ كبيرٍ هو أنّ خطة “غدعون” ستُقصّر بشكلٍ كبيرٍ مدّة الاستعداد للحرب، ما يعني إذا كان الجيش في السابق يحتاج إلى فترة تمتد من أيام إلى أسابيع للاستعداد فإنّه سيُقلّص الفترة إلى ساعات معدودة تمتد على الأكثر ليوم واحد، حسبما أكّد.

وفي إطار هذه الخطة أصدر أيزنكوط أمرًا إلى الجيش بتحويل الجزء الأكبر من ميزانية المشتريات نحو الإعداد للحرب. أيْ بكلمات أخرى، استكمال المخزون الاحتياطي وزيادته في مجالات قطع الغيار والذخيرة والوقود، على حساب التوظيف في المشاريع الجديدة المتعلقة بوسائل القتال.

سنوياً يشتري الجيش بواسطة وزارة الدفاع عتاداً عسكرياً ويستثمر في مشاريع جديدة بمبلغ يراوح بين 8 و9 مليارات شيكل. هذه السنة سيتركز الجزء الأساسي من المشتريات في مجال المخزون الاحتياطي. وبحسب الخطط التي تمّ عرضها بالندوة، فإنّ الميزانيات التي سيتّم توفيرها جراء التقليصات في قيادات المؤخرة ستوجه نحو زيادة قدرات الوحدات بالمواد القتالية إلى أقصى حد، حسبما أكّدت المصادر ذاتها، لافتةً إلى أنّ شعبة التكنولوجيا والإمدادات العسكرية القيادة المسؤولة عن المستودعات الإستراتيجيّة، مراكز الذخيرة الكبرى، ومراكز الغذاء والوقود، وستكون مسؤولة أيضًا عن نقلها إلى الجبهات المختلفة في أوقات الطوارئ.

وكشفت المصادر العسكريّة الإسرائيليّة أيضًا النقاب، عن أنّه في العام القادم  سيستوعب الجيش سلسلة طويلة من الوسائل القتالية الجديدة، مثل الغواصة الخامسة التي ستصل إلى إسرائيل في وقتٍ قريبٍ من ألمانيا، وأولى الطائرات من طراز F35 التي ستحط في إسرائيل في كانون الأول (ديسمبر) من العام القادم، علاوة على أنّ إدارة أوباما عرضت على الجيش الإسرائيليّ  منظومات سلاح جديدة مثل طائرة في 22 – V، وهي طائرات وقود متطورة، وطائرات جديدة “شبح” ووسائل قتالية مثل صواريخ وقنابل ذكيّة، بما في ذلك قنابل خارقة للتحصينات.

جديرٌ بالذكر أنّ ميزانية جيش الاحتلال لعام 2016 بلغت 59 مليار شيقل، أيْ ما يعادل 15.5 مليار دولار، إذْ أنّ الحكومة الإسرائيليّة قررت الموافقة على زيادة ميزانية الجيش بـ3 مليارات شيقل عن العام الماضي، حيث كانت 56 مليارًا.

تصميم وتطوير