عين الحلوة من ساحة للنضال الى ملجأ للارهابيين

24.08.2015 06:45 PM

وطن - الديار: لم يعد مخيم عين الحلوة، اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ساحة للنضال والمقاومة في سبيل قضية سكانه الفلسطينيين الذين لجأوا اليه قبل اكثر من ستة عقود، واقاموا في ازقته واطلقوا عليها اسماء القرى والمدن التي نزحوا منها في فلسطين، هربا من مجازر الاحتلال الاسرائيلي.

حين اُنشىء المخيم في العام 1948، كانت الشوادر فيه لا تتجاوز عدد اصابع اليد، ويروي الفلسطينيون من الجيل الاول للنكبة، انهم حملوا مفاتيح بيوتهم واقفلوا بياراتهم كي لا تُلوثها العصابات الصهيونية التي طاردت الفلسطينيين وطردتهم الى خارج ارضهم، فكان ان لجأوا الى قرى وبلدات لبنانية في جنوب لبنان، ومنها بنت جبيل ورميش وحانين وعيتا الشعب، وصولا الى العاصمة بيروت وصيدا وصور والنبطية.

في عصر "الربيع" الاسلامي المتسلل تحت عباءة الدين، جاء من يسعى لتجريد المخيم هويته الوطنية، التي لطالما فاخر بها اللاجئون الفلسطينيون الذين توزعوا على انتماءات كانت كلها تؤدي الى فلسطين، اما اليوم فالمخيم تغير، وبرأي اوساط فلسطينية متابعة، فان المخيم تحول الى ملجأ للهاربين من القانون اللبناني، بعد ان تورطوا في عمليات ارهابية، لبنانيون وفلسطينيون جاؤوا الى المخيم، واقاموا مربعات امنية تحولت الى غابة للسلاح المتفلت والباحث عن القتل، من دون التدقيق باسباب القتل.

في المخيم، الجميع يخشى الموجة المقبلة على الصراع المسلح، طالما كل "الحلول" تأتي مجتزأة يتم التوصل اليها عادة، مع كل اشكال أو حادث امني او اشتباك واسع يمتد من حي الى آخر، لتجعل المخيم ساحة حرب حقيقية.

تقول اوساط فلسطينية متابعة .. طالما بقيت المجموعات الارهابية تنعم بحرية الحركة، وتقيم مربعات امنية باتت اشبه بـ "الولايات الاسلامية" التي تقام في العراق وسوريا، فان المخيم لن يخرج من دائرة التوتر الامني، وان هناك مناخا داخل المخيم يوفر لهذه الجماعات ان تحظى بالقوة، وهي استقطبت كل المجموعات المسلحة التي كانت بامرة الشيخ الارهابي احمد الاسير، اضافة الى مناصرين للفار فضل شاكر، وهؤلاء فروا الى المخيم بعد معركة عبرا التي شنها الاسير ضد الجيش اللبناني، ويتمتعون بحماية امنية من الجماعات الارهابية.
ويضيف.. ان هذه الجماعات سعت الى زج المخيم في صراع مسلح مع الجيش اللبناني، وهي قامت قبل اشهر باستهداف حواجز الجيش اللبناني، علما ان فتحت النار على عناصر الجيش خلال معركة عبرا، للتحفيف من الوطأة العسكرية التي فرضها الجيش على جماعات الاسير، مشيرا الى ان المخيم بات في قبضة الارهاب، وسطوة الجماعات الارهابية اصبحت تطال معظم احياء المخيم، وباستطاعتها ساعة تفرض اجندتها الخارجية، ان تفجر الاوضاع الامنية، وتضع قواه وسكانه اسيرة للبنادق المستأجرة، بهدف ضرب الوجود الفلسطيني في لبنان، والمساهمة في تصفية قضية اللاجئين، والاخطر .. وجعل المخيمات الفلسطينية ساحة من ساحات ما يجري في المنطقة، من غزوات ارهابية.

وتكشف الاوساط، ان قياديين من عصبة الانصار الاسلامية التي تتشارك مع حركة "فتح" في متابعة الاوضاع الامنية والتنسيق مع الاجهزة الامنية اللبنانية، لتجنيب المخيم موجات التوتر الامني، ابلغوا قياديي الجماعات الارهابية العاملة باسماء "جند الشام" و"فتح الاسلام" و"الشباب المسلم"، تحذيرا بالابتعاد عن اي تورط امني ضد الجيش اللبناني، في اعقاب عملية توقيف الارهابي احمد الاسير، وارفقت العبارة تحذيرها بالتنبيه الى انه من غير المسموح توريط المخيم وسكانه في قضية لا تعنيه، كقضية الاسير، انطلاقا من ان لا دخل لاي كان في المخيم، ان «يفتح ع حسابو» ويصفي حساباته على حساب مصلحة الشعب الفلسطيني في المخيم.
وتلفت الاوساط، الى ان هذا التحذير، جاء بعد معلومات توفرت، عن استعدادات للجماعات الارهابية تزامنت مع توقيف الاسير، لاستهدافات امنية تطال الجيش اللبناني، بهدف فتح جبهة مع المخيم. وتسأل الاوساط .. ماذا تنتظر القوى والفصائل الفلسطينية لتقدم على انقاذ المخيم وسكانه من العصابات الارهابية؟، الانفجار الكبير؟.

تصميم وتطوير