انتخابات بير زيت ... فوز لحماس ولا عزاء لليسار
وطن - كتب حمدي فراج: 28% من طلبة جامعة بير زيت لم ينتخبون ، وهي نسبة كبيرة في معركة طلابية محتدمة ، ولا نظن انهم من بنية الحركتين الكبيرتين فتح و حماس ، رغم انه من الممكن ان يكون هناك من بينهم غاضبون وحانقون ومتمنعون ، ففي الانتخابات التشريعية الاخيرة قبل تسع سنوات ونيف ، قيل على لسان مسؤولين كبار في حركة فتح ان نحو 25% من الاجهزة الامنية صوتت لحركة حماس التي فازت بنحو 55% من المقاعد .
كثيرة هي المشاهد المتقاطعة ما بين اليوم والامس ، فالسياسة الفلسطينية متعثرة ويشوبها الكثير من التخبط والتناقض والتراجع ، ابرزها على الاطلاق تصوير السلبي ايجابي والضعف قوة والخطأ صواب ، وفي هذا ما لا يمكن ان ينطلي على الجميع كل الوقت ، خاصة في القطاع الطلابي في جامعة من المفترض انها منارة للعلم والتقدم وعراقة النضال النقابي والوطني ، حتى وصل الامر بفتاة ان تخرج الى الملأ حاسرة الرأس والساعدين تعلن دعمها لحركة حماس .
ومع ذلك ، فالنتائج ليست شيئا صارخا ، وفوز حماس ليس شيئا خارجا عن المألوف ولا عن النواميس ، فهي حركة كبيرة لها امتدادات شعبية طلابية ومهنية ونسوية وعمالية ، ولكن على هاتين الحركتين اخذ العبر ، الخاسرة ان تقوّم الامور من منظار وطني عام فتدرك ان ما يتقرر في المطابخ السياسية ينعكس انعكاسا مباشرا على هذه القطاعات ، خلال الاشهر القليلة الماضية ، عقد المجلس المركزي اجتماعا قرر فيه وقف التنسيق الامني مع اسرائيل ، ولم يتوقف ، وارتفع اللغط والهرج والمرج ان كان القرار ملزما ام لا . حصل شيء مشابهه في مخيم اليرموك حين اتخذ مبعوث المنظمة اليه قرارا خالفته المنظمة في اليوم التالي .
اما الحركة الفائزة ، فعليها ادراك ان المعركة الانتخابية قد انتهت ، وان مهمات المجلس الجديد تتركز في خدمة الجسم الطلابي باكمله بما في ذلك الكتل الخاسرة التي ممكن ان تشكل معارضة قوية ، كما هي حماس اصلا حركة معارضة ، نزلت مؤخرا (قبل سنة تقريبا) عن شجرتها حين وافقت على حكومة توافق وطني .
اما الخاسر الاكبر في هذه الانتخابات ، وبقية الانتخابات ، فهو فصائل اليسار التي بالكاد تستطيع تجاوز نسبة الحسم ، وكأن هذا اليسار لم يعد مقنعا الا لاعضائه الذين يتناقصون ويتآكلون ، واذا كان احد قيادي حماس قد قال عن احدى هذه الفصائل انهم لا يحملون على سيارة Pick UP ، فيخشى ان يقول بعد هذا الفوز ان كل هذا اليسار لا يحمل على مثل تلك السيارة . ما الذي دفع الفتاة ان تصوت لحماس لا لفصائل يسارية سوى غياب هذا اليسار شبه الكلي وكأنه في حالة من الموت السريري ، وهناك من يتهدد في غزة بملاحقة قصات الشعر والسراويل الساحلة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء