ربيع البحرين اليتيم - بقلم:د. نزار بدران

16.02.2015 10:53 AM

الرابع عشر من شباط هو الذكرى الرابعة للحراك الديمقراطي البحريني، وانتفاضة الأغلبية الصامته، والتي تطالب بملكية دستورية. ومطالبة كباقي الثورات العربية للربيع العربي الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

أغلبية سكان البحرين شيعة ،فهم يشكلون سبعين في المائة منهم، ولكن هذا لا يعني بأن الحراك هو شيعي، بل هو كباقي الثورات العربية بلا صبغة دينية بل مطالبة بالحقوق الأساسية للمواطنين، والحراك اليمني ليس سني كذلك الحراك الليبي أو السوري، بل هو حراك عربي ديمقراطي. للأسف الإعلام العربي بشكل خاص يتجاهل هذا الحراك البحريني، لشبهة قربه من إيران.

المراقب للأحداث يمكنه أن يلاحظ دون صعوبة أن إيران لم تدعم الحراك البحريني إلا على صفحات الجرائد والفضائيات ولم تُحرك ساكناً عندما قامت قوات درع الجزيرة بالهجوم على ساحة اللؤلؤه ومحاولة وأد الحراك، رُغم أن البحرين هي على مرمى حجر من السواحل الإيرانية. وفي نفس الوقت إيران تقوم بتسليح الشيعة الحوثيين الموجودين على بُعد آلاف الكيلومترات منها دون أية إشكالية؛ كي ينقضوا كالذئاب على ما حققه الشعب اليمني بكل طوائفه - بإزالة نظام استبدادي واستبداله بانتخابات حرة ورئيس مُنتخب-  اضطر مؤخراً للاستقالة واحتُل قصره. لا ننسى أن إيران في العام 2009 هي التي بدأت أول ربيع للشعوب في المنطقة والذي وُوجه بعنف مُفرط ولكن عدواه انتشرت.

نرى في هذه الحالة أن قوات ردع الجزيرة لم تتدخل لدعم (السنة) اليمنيين ضد (الشيعة) الحوثيين، مع أن السعودية لها مئات الكيلومترات من الحدود المشتركة مع اليمن.

حراك البحرين أُجهض وحراك اليمن يسير في ذات الدرب، وفي كلا الحالتين الخلاف الإيراني السعودي الظاهر يتحول إلى طواطؤ ضد إرادة الشعوب في الحرية والديمقراطية.

الشعب البحريني بشيعته وسنته يريد حكماً رشيداً ديمقراطياً وملكية دستورية، هذا بكل تأكيد لا يروق لآيات الله القابعين على قلب الشعب الإيراني بسنته وشيعته منذ أكثر من ثلاثين سنة، والحراك الديمقراطي اليمني لا يروق أيضاً لحكام الخليج وديكتاتورات العرب.

الانقسام هو بين مطالبي الحرية والوائدين لها وليس بين السنة والشيعة أو دول الخليج وإيران. وما نراه من خلافات ما هو إلا ذر للرماد بالعيون.

المحاولات البائسة لقوى الثورة المضادة والأنظمة الاستبدادية لإضفاء صبغة الإرهاب على كل عمل ديمقراطي ومُطالبة جماهيرية هو كإخفاء الشمس بأصابع اليد وستسترجع اللؤلؤة البحرانية بريقها من جديد.

طبيب عربي مقيم في فرنسا
14/2/2015

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير