بمناسبة اليوم العالمي لمحو الامية.. هل ننجح في القضاء على الامية في بلادنا؟

11.09.2014 08:58 AM

وطنبقلم: عقل أبو قرع

يصادف الثامن من ايلول من كل عام ما يعرف ب" اليوم العالمي لمحو الامية"،  حيث يتم الاحتفال بة بناء على قرار من "المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو"، وهذا  العام يتم الاحتفال تحت شعار "محو الأمية والتنمية المستدامة"، ويهدف إلى ترسيخ فكرة أن القراءة والكتابة هي احدى العناصر الأساسية اللازمة لتعزيز التنمية المستدامة، وحسب اليونسكو فأن عدد الأميين في العالم يقدر بحوالي 800 مليون شخص.

وحسب تقارير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) فأن عدد الأميين في العالم العربي في العام 2013 كان اكثر من 97 مليون شخص، او حوالي 28% من مجموع السكان، وتبلغ  نسبة النساء من الأميين العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما حوالي 60 %، وهذه الأرقام لاشك تشكل واحدا من أكبر الأخطار التي تعترض التنمية البشرية والاقتصادية والإنسانية في الوطن العربي، اما في بلادنا فالوضع مختلف وبالمفهوم الايجابي،  حيث تشير المعطيات الفلسطينية الى ان نسبة الامية في فلسطين للاشخاص الذين اعمارهم فوق ال 15 عاما  تبلغ حوالي 5%، مقارنة مع نسبة ال 28% من الامية في العالم العربي، وهذا بحد ذاتة فرق كبير، رغم عدم اهمية او جدوى المقارنة، وذلك لاسباب عديدة.

ولكن واذا ما تمت ترجمت نسبة ال 5% الى ارقام، فهذا يعني ان اكثر من مائة الف فلسطيني الذين اعمارهم تزيد عن ال 15 عاما،  هم اميون حسب الاحصاءات الفلسطينية، اي لا يعرفون قرأة او كتابة جملة بسيطة، وذلك حسب التعريف المتدوال او المتعارف علية لمن هو امي، وهذا رقم كبير لمجتمع تفاخر وما زال يتفاخر بالتعليم والعلم والمعرفة، وكذلك رقم كبير لبلد يزخر بالعديد من مؤسسات المجتمع المدني التي لها علاقة ما بالتعليم والتعلم وتعليم الكبار، ومعروف كذلك ان هناك جامعات فلسطينية تحوي مراكز لمحو الامية ولتعليم الكبار، ومن المفترض ان يكون كذلك دور لوزارة التربية والتعليم في هذا المجال، وهناك هيئات محلية واطر ونوادي، وبالتالي اواذا كان التعريف للشخص غير الامي هو قرأءة و كتابة جملة بسيطة،  فليس بالامر الصعب تخفيض هذا الرقم وبصورة كبيرة، لو تم تكريس جزء بسيط من وقت وطاقات هذه المؤسسات والهيئات.

ومن المفترض ان يكون الهدف الابعد من محو الامية او من تعليم الكبار، هو المساهمة ولو بجزء بسيط في عملية التنمية، وذلك من خلال تنمية الشخص نفسة، ومن ثم المجتمع الذي يحيا فية، وبالتالي، من المفترض ان لا يكون الهدف هو القرأة او الكتابة، بل التطلع للمساهمة اكثر ومن خلال ذلك، على صعيد الفرد والاسرة والبلد والمجتمع، وتزداد هذه الاهمية في واقع مثل واقعنا، سواء في اطار عملية بناء مؤسسات الدولة، او من خلال زيادة الانتاج وبأنواعة.

وعلى ذكر واقعنا، ومعدلات الامية، فقد يتبادر الى الذهن الى ان نسبة النساء من الامية هي الاعلى من النسبة الكلية في بلادنا، وبالتالي  ينعكس ذلك على مدى مساهمتها  في عملية البناء والتنمية، وهذا ربما غير دقيق، ومعروف حاليا ان نسبة النساء في العديد من الجامعات الفلسطينية تتعدى نسبة الرجال، او حتى تصل الى الثلثين، وهذا من المفترض ان ينعكس على نسبة الامية وخاصة للاجيال الشابة، وينعكس على مدى مساهمة المرأة في تنمية المجتمع.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير