الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب لوطن: أهمية الاحتجاجات الطلابية في أمريكا انها تحمل مطالب سياسية وفرضت القضية الفلسطينية كقضية داخلية في أمريكا

28.04.2024 01:35 PM

رام الله – وطن: تدحرجت الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الامريكية، التي تطالب بوقف العدوان على غزة، ووقف بيع الأسلحة والتعاون مع إسرائيل ككرة الثلج في الولايات المتحدة وخارجها مع انضمام عشرات الجامعات اليها.

ولفت الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب الى أهمية المطالب التي يرفعها الطلبة في الجامعات الأمريكية، كونها تساعد الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب " الإسرائيلية".

وأضاف حرب خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن لموجة " غزة الصامدة.. غزة الأمل" التي تبث عبر شبكة وطن الإعلامية، أن الجامعات التي انتفضت في الولايات المتحدة الأمريكية لها ميزتين، الأولى أنها تحمل مطالب سياسية، حيث بدت أقرب الى انتفاضة عالمية لطلاب الجامعات في ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، خاصة انها انطلقت في جامعة كولومبيا وبعض الجامعات التي تدرس فيها النخبة الاقتصادية والسياسية أو أبناء النخبة السياسية، ما يعني وجود تحول سياسي مهم قد نراه على المدى البعيد بعد سنوات.

اما الميزة الثانية حسب حرب فتتمثل بتحويل طلاب الجامعات الأمريكية القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني " الإسرائيلي" من قضية في السياسة الخارجية الأمريكية إلى قضية محلية يتم تداولها ويمكن أن تؤثر في العملية الانتخابية.

ولفت حرب أن هذا التحول هو ما تخشاه الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي نظرًا لتأثيره على حظوظ الرؤساء الأمريكيين أو المرشحين للرئاسة الأمريكية وتحديدا موقفهم تجاه الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي".

ويربط البعض بين ما تشهده الجامعات الأمريكية حاليا بما شهدته في فترة الستينات ابان الحرب على فيتنام وأثرت عى استمرارها، اذ قال حرب "إذا نظرنا إلى احتجاجات الطلاب الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1960 والتي انطلقت في الجامعات الأمريكية ضد الحرب في فيتنام فنجدها قد أحدثت تحولًا في سياسة الإدارة الأمريكية وحربها في فيتنام".


وأضاف حرب "في 1984 كانت احتجاجات الطلاب واسعة ضد نظام الفصل العنصري وقد ساهمت بتغيير سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه حكومة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا".
وتابع حرب أن الاحتجاجات الطلابية في حركة الحقوق المدنية ساهمت في عام 2014 في تغيير السياسات المتعلقة في التمييز العنصري من الأمريكيين من البشرة السوداء، لافتا أن هذه الاحتجاجات كلما اتسعت وامتدت إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية سيكون لها دور أكبر.
وتابع حرب ن التغيير الناجم عن هذه الاحتجاجات قد نلمسه على المدى البعيد عندما يصبح هؤلاء الطلاب جزءًا من القيادات العليا داخل البيت الأبيض وفي الكونغرس كمرشحين أو موظفين كبار في هذه المراكز المختلفة.

وأضاف حرب "قد نشهد تغير في موقف الإدارة الأمريكية في الفترة القادمة خاصة أن هذه القضية أصبحت قضية محلية بمعنى عندما نتحدث عن الناخب الأمريكي كان يهمه الجانب الاقتصادي وقضايا الهجرة وقضايا اجتماعية متعددة، ولم يكن الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" مأخوذ على محمل الجد لدى عامة الناخبين الأمريكيين، ولكن عندما تتحول القضية الفلسطينية كجزء من الإعلام الأمريكي وجزء من الاحتجاجات الطلابية ستتحول إلى قضية داخلية.

وتابع حرب أن الحراكات والثورة الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية قد تشجع دافع جديد لإنتاج شكل من الاحتجاج الطلابي في الجامعات الفلسطينية.

وأكد حرب ان الحركة الطلابية الفلسطينية تعاني من حالات الاعتقال الكبيرة بين صفوف الطلبة وقياداته في مختلف الجامعات، موضحا "حسب التقديرات نحتاج إلى حركة طلابية فلسطينية موحدة للتضامن ليس فقط مع فلسطين بل مع الحركة الطلابية المحتجة في الجامعات الأمريكية".

وطالب حرب أن يكون العمل موحدا ومنسقا وسلميا في الجامعات الفلسطينية وداخل حرم الجامعة لتتشكل حالة استنهاض واستقطاب للجمهور الفلسطيني.

تصميم وتطوير