هيرودوس ونتنياهو.. قتلة الأطفال للحفاظ على مراكزهم السياسية

القس متري الراهب لوطن: كنائسنا فلسطينية ويجب أن تكون قياداتها فلسطينية

06.01.2024 11:23 PM

 

-الكتاب المقدس يقوم على أدب المقاومة للتحرر من الظلم والاضطهاد والاحتلال

رام الله – وطن: قال القس د. متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة إن لاهوت التحرر الفلسطيني ظهر بشكل قوي مع ظهور الانتفاضة الاولى. وبالتالي فإن لاهوت التحرر الفلسطيني نراه كجزء من حركة التحرر الوطني.

وتابع خلال موجة وطن المفتوحة بعنوان "غزة الصامدة غزة الأمل": الكتاب المقدس لم يكتب في امريكا ولا في افريقيا ولا في امريكا الجنوبية او استراليا وانما كتب في فلسطين. ومن يقرأ الكتاب المقدس بعيون اللاهوت لابد ان يرى في الكتاب المقدس نوع من أدب المقاومة والتحرر والظلم والاضطهاد والاحتلال، لأن من ينظر الى تاريخ فلسطين يجدها تحت احتلالات متعاقبة.

وأضاف: ومن الأمثلة على أدب المقاومة ما يلي: نحن في فترة اعياد الميلاد وقصة الميلاد فلسطينية بامتياز، ليس لها دخل بتاتا لا بالشجرة ولا بسانتا كلوز، وكل هذه المظاهر التجارية للأسف، وتدور القصة حول عائلة من الناصرة شمال فلسطين، تضطر بسبب قرار تعسفي من الامبراطورية الرومانية الى الانتقال الى بيت لحم للتسجيل بسبب الضرائب. وبالتالي العائلة تنزح قسرا من شمال فلسطين الناصرة الى بيت لحم، لذلك يولد يسوع المسيح في بيت لحم.

وتابع: هذا ما نعيشه اليوم في قطاع غزة، من نزوح وتشرد، كما أن من ينظر الى العذراء مريم الحامل في هذه الرحلة من الشمال الى الجنوب يستطيع ان يتصور الخمسين الف امرأة حامل في قطاع غزة ونزوحهم من شمال قطاع غزة الى منطقة الجنوب.

وأضاف: المسيح ولد في مذود ولم يكن له موضع في منزل، وهو ما تعيشه العائلات في غزة اليوم، ثم نسمع في قصة الميلاد عن هيرودوس الملك الطاغية. الذي خاف على نفسه من الطفل يسوع، فأمر بقتل جميع الأطفال في بيت لحم، تماما كما يحدث في قطاع غزة من استشهاد قرابة 8 آلاف طفل فلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي. 

وتابع: وكأنك تقرأ قصة نتنياهو اليوم.. كي يبقى في الحكم يحاول أن يقتل المزيد والمزيد من الاطفال، ولكن قصة الميلاد هي قصة صمود وتحدي وانتصار، لأن هيرودوس لم ينجح في مساعيه لأن طفل الميلاد يسوع قد عاش وبشر بالعدالة. 

وأكد أنه حتى عندما بشر الملائكة "المجد لله في العالي وعلى الارض السلام" كما جاء في الكتاب المقدس، هو نوع من أدب المقاومة لانه المجد ليس في القوة العسكري وانما لله وإرادته، وثانيا فإن السلام على الارض هو معاكس تماما لفكرة سلام الرومان في تلك الفترة، لأن سلام الإمبراطورية الرومانية كان قائما على بطش الشعوب المختلفة واخضاعها، وهو فكر إسرائيلي ايضا، وبالتالي السلام في الكتاب المقدس قائم على العدل وعلى الكرامة الإنسانية.

وردا على سؤال هل وجد لاهوت التحرير الفلسطيني صدى لدى بعض الكنائس الغربية التي ما زالت تنحاز للرواية الصهيونية لغاية يومنا هذا؟ رد قائلا: لاهوت التحرر الفلسطيني يدرس اليوم في الكثير من دول العالم، في اسيا وافريقيا وامريكا، وسأقدم مجموعة من المحاضرات حول العالم حول هذا الموضوع الهام.

وأضاف: لاهوت التحرر الفلسطيني مهم لكل فلسطيني، كما أنه مهم للكنيسة المسيحية في فلسطين لأننا وعلى مدار سنوات طويلة اعتشنا على اللاهوت الغربي الذي لا يمت صلة لا لفلسطين ولا للكتاب المقدس، وانما هو لاهوت غربي وغريب.

وحول قضية الكنائس ومساندتها للقضية الفلسطينية، قال القس متري الراهب: في الواقع الكنائس منقسمة على نفسها.. هناك كنائس مساندة للشعب الفلسطيني بشكل كبير وسحبت كل استثماراتها من دولة الاحتلال على اعتبار أنها دولة فصل عنصري، ولكن هناك الصهيونية المسيحية التي تتواجد في الولايات المتحدة بشكل أساس تنحاز للرواية الصهيونية. 

وتابع: ولكن هناك تغيير كبير لصالح القضية الفلسطينية، لأن الكنائس تقرأ الكتاب المقدس على انه كتاب يدعو للتحرر وللعدالة وليس للاضطهاد والاستعمار، وهذا نتيجة عمل فلسطيني مسيحي على مدى الخمس عقود الاخيرة. مردفا: عمل فلسطيني مسيحي جاد لتغيير الصور النمطية.

وشدد أن كايروس فلسطين وقفة حق كان لها صدى كبير في العالم وانطلقت عام الفين وتسعة حيث شعرنا آنذاك ان العالم بدأ ينسى القضية الفلسطينية، واردنا اعادة تسليط الضوء على القضية، وفيها تم اعتبار الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية خطيئة بحق البشرية مشيرا أن الوثيقة ترجمت الى اكثر من سبعة وعشرين لغة وانتشرت على أوسع نطاق في العالم أسره.

فلسطنة الكنيسة

وردا على سؤال: هناك انطباع لدى الكثير من الشباب المسيحي الفلسطيني بان رئاسته الدينية في القدس تحديدا في واد والشباب المسيحي في واد اخر. خصوصا بعد اللقاء والصورة التي جمعت رؤساء الكنائس مع رئيس دولة الاحتلال مؤخرا. علما انه رؤساء الكنائس قالوا انهم وقعوا في فخ اسرائيلي انذاك. ولكن بعيدا عن هذا الموضوع. هل باعتقادك يتوجب على السلطة الكنسية رسميا ولدى جميع الطوائف ان تتجه نحو فلسطنة الكنائس وتعريبها لانها في النهاية كنائس فلسطينية وطنية مشرقية، وبالتالي ترفض التبعية لدول تنحازلآلة القتل الاسرائيلية تاريخيا.

ورد القس قائلا: طبعا هذا موضوع مهم وله عدة ابعاد، اولا  المسيحية هي فلسطينية بحتة. يعني المسيحية لم تنشأ لا بالفاتيكان ولا في بريطانيا ولا ألمانيا أو في الولايات المتحدة.. المسيحية ظهرت في فلسطين وبالتالي اصلها فلسطيني.

وتابع: للاسف في القرون الأربعة الاخيرة خسرنا القيادة المسيحية المحلية واستبدلت بقيادات اجنبية، مضيفا: موضوع تعريب الكنيسة بدأ في القرن العشرين.. 5 مؤتمرات أرثوذكسية على سبيل المثال للتعريب كان أولها عام في عام الف وتسعمئة وتلاثة وعشرين وآخرها قبل عدة سنوات، أي أنها انشغلت في الموضوع على مدار مئة عام، مشيرا أن الانطلاقة الكبرى نحو التعريب كانت في الكنيسة الكاثوليكية في الثمانينيات لحظة تعيين البطريرك ميشيل صباح بطريركا للقدس، باعتباره اول مسيحي عربي فلسطيني يعين في هذا المنصب بعد شهر بعد الانتفاضة، كما أن الكنائس البروتستنتية عملت على التعريب في الثلاثينات من القرن الماضي، حيث عين أول مطران عربي في الكنيسة الاسقفية سنة 1958.

وقال: نأمل من جميع الكنائس أن تنتخب وتختار قيادة لها من أبناء المجتمع الفلسطيني كونها كنائس فلسطينية ويجب أن تبقى كذلك

تصميم وتطوير