" كهرباء القدس " بين مطرقة الديون المتراكمة واجراءات الاحتلال المتصاعدة

05.12.2021 11:40 AM

كهرباء القدس": نتعاون مع المواطن والحكومة لجدولة الديون وتوفير الكهرباء

وطن للانباء : مجموع المتأخرات بحسب بيانات شركة كهرباء محافظة القدس بلغت أكثر من" 878"  مليون شيكل؛ حوالي ث" 300" في القدس، وأكثر من " 223 "مليون في رام الله، وأكثر من " 252 " مليون ببيت لحم، وأكثر من " 100 " مليون شيكل في أريحا.

وتواجه الشركة التي تغطي خدماتها أربع محافظات في الضفة الغربية " وهي القدس وبيت لحم ورام الله وأريحا، تحديات عديدة، منها ما يفرضه الاحتلال من خلال شركة كهربائه، واختلاف القوانين بين الضفة الغربية والقدس، ومراكمة الديون على بعض المشتركين غير الملتزمين.

ويقول مدير شركة كهرباء محافظة القدس فرع القدس، م. أكرم شهابي، لوطن إنّ الفرع يخدم منطقتين: داخل مدينة القدس وضواحيها، ويبلغ عدد المشتركين 105 آلاف مشترك، 70 ألف في القدس، و30 ألف ضواحي القدس.

ويبيّن أنّ الجائحة أثرت على المواطنين والشركة على حد سواء، فالمشتركين الذي كانوا يدفعون فواتيرهم بالموعد المحدد لم يستيطعوا ذلك، لأن كثير منهم يعمل في السياحة والتجارة، وأدى ذلك لتراكم الدين على "كهرباء إسرائيل"، وبالتالي تراكمت فوائد تأخير نتيجة عدم الدفع، وهذا يؤثر على خدمة واستمرارية الكهرباء.

ويضيف "رغم أن كهرباء "إسرائيل" أرسلنا لها كتابًا رسميا في موضوع تأخرنا بتسديد الديون بسبب الجائحة، قالوا لا نتدخل بل هذا شأن بين الشركة والمشتركين"، مشيرًا إلى أنّ باب الشركة مفتوح لأي شخص يريد تخليص ديونه سواء بالتقسيط أو الجدولة، مع دراسة ظروف كل شخص.

ويوضح أنّ فرع القدس التابع للشركة يخضع لقانونين؛ في القدس لقوانين سلطة الخدمات "الإسرائيلية"، وفي ضواحي القدس لقوانين مجلس تنظيم قطاع الكهرباء، وهناك اختلاف في كثير من الأمور؛ في الضريبة، وسعر التيار مثلًا، سواء في القوانين المطبقة، أو فترة السماح.

ويبيّن أنّ شركة الكهرباء على رقبتها سيفان:  فاتورة كهرباء "إسرائيل" الشهرية التي يجب أن نلتزم بدفعها في موعدها، والتأخر يعرض الشركة لانقطاع التيار الكهربائي، فينقطع عن الملتزم وغير الملتزم، فيتضرر جميع المشتركين بشكل عام، والثاني سلطة الخدمات "الإسرائيلية" التي تعطي رخصة التزويد في منطقة القدس التي تحاسبنا على التزام المشتركين المديونين، بقطع الخدمة عنهم، أو تحويلهم للقضاء، أو جدولة ديونهم، أو غيرها من الأمور التي نضطر الى التماشي معها لاستمرارية الرخصة في المدينة"، بالإضافة إلى التراخيص والإجراءات والشروط الكثيرة، التي تتجاوز 30 بندًا، "ويجب أن نتماشى معها جميعًا للحصول على رخصة".

ويقول إنّ نظام الدفع المسبق، رغم أنه متعب أحيانًا، لكنه يوفّر الراحة لكثير من الناس، ويستطيع أي مواطن تحميل تطبيق "جيدكو" على موبايله والشحن عن طريق الفيزا، ومراكز الشحن أصبحت منتشرة في كل مكان.

ويؤكد على قيام الشركة بصيانة خطوطها قبل الشتاء بشهرين إلى ثلاثة، سواء للضغط العالي أو غير ذلك من غسيل للخطوط، والمحولات، والشبكات، لتأمين التيار الكهربائي بشكل صحيح، داعيًا المواطنين إلى ترشيد استهلاك الكهرباء في "ساعات الذروة" التي بيّن أنها تكون بين الساعة الخامسة إلى الثامنة، "تستطيع استخدام البويلر بعد التاسعة أو قبل الخامسة، واستخدام وسائل تدفئة بديلة".

وتقول شركة كهرباء محافظة القدس إنها تمنح بعض التسهيلات للمواطنين حتى يتسنى لها توفير الخدمة الكهربائية دون انقطاع، من جدولة الديون، وتقسيطها، وتحاول العمل على استقرار النظام الكهربائي بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية، من خلال "القرض التجميعي" الذي أدى إلى حل مشكلة القطع المبرمج في شتاء العام الماضي.

ويبيّن مدير فرع رام الله في شركة كهرباء محافظة القدس، م. ثائر جرادات، لوطن أنّ الشركة في أكثر من مرة، وبالتعاون مع الحكومة، لجأت إلى الاقتراض من البنوك لتوفير السيولة اللازمة، آخرها القرض التجميعي الذي تمكنت الشركة من الحصول عليه من عدد من البنوك الفلسطينية بكفالة الحكومة، ولكن الشركة وصلت إلى مرحلة تجعلها غير قادرة على الاستمرار بأخذ قروض لتغطية استهلاكات المشتركين غير الملتزمين بالدفع.

ويضيف "عدم التزام بعض المواطنين لا يؤثر على شركة الكهرباء حصرًا، بل يؤثر على جاره وأخيه وابن عمه ووالديه، "عندما تنقطع الكهرباء عن الجميع لا تميز"، وبذلك يؤثر على الشعب ككل، والوطن، والصناعة والتجارة فيها.

ويوضح مدير فرع شركة كهرباء القدس في محافظة بيت لحم، م. جواد أبو زر، لوطن  إنّ الفرع يغطي خدماته منطقة جغرافية تتكون من 38 هيئة محلية، ما بين مجالس قروية ومخيمات وبلديات، من العبيدية شمالًا حتى مخيم العروب جنوبًا، "ونقدم الخدمة إلى حوالي 54 ألف مشتركًا، بما يقارب 220 ألف نسمة، والحمل الأقصى حوالي 100 ميجا واط".

ويبين تأثير جائحة  كورونا على جميع المحافظات بشكل عام، وبيت لحم بشكل خاص، "وما زالت آثار الجائحة تؤثر على المحافظة، وعلى أداء شركة محافظة القدس، فما زال الاقتصاد متضررًا، والسياحة متوقفة منذ شهور طويلة، ويؤثر ذلك على قدرة المشتركين على سداد الفواتير، وقدرة الشركة على التحصيل".

ويضيف أنّ هناك عدة طرق لتقديم الحلول للمشتركين، بحسب أوضاعهم الاقتصادية، ويوجد الكثير من البرامج التي وضعت من الإدارة العليا، لتمكين المشتركين من تسديد المتأخرات؛ عن طريق التقسيط، والجدولة، وعدادت الدفع المسبق، والكثير من البرامج التي تعالج هذه الملفات وتحافظ على السيولة النقدية لاستمرارها في تقديم خدمتها، والمقدرة للمشترك على لتسديد المتأخرات.

ويقول مدير فرع أريحا في شركة كهرباء محافظة القدس، م. مجدي الحرباوي، لوطن إنّ تراكم الديون على المواطنين قضية شائكة، "ففي محافظة أريحا والأغوار هناك ملايين الشواقل المتراكمة، وتشكل عائقًا وتحديًا كبيرًا أمام الشركة، التي بحاجة هذه الأموال لتطور من نفسها وتبني مشاريع جديدة وتطور البنية التحتية في داخل المحافظة، وتستطيع تسديد الالتزامات تجاه الموردين، سواء من خلال الشركة القُطرية أو الأردنية".

ويؤكد أنّ الشركة تعمل كل ما بوسعها لتقديم التسهيلات للمشتركين ومساعدتهم لتصويب أوضاعهم، وتسديد الديون بآليات مريحة، مثل التقسيط عن طريق الشيكات أو التحويل لعدادات الدفع المسبق، التي تساعد في تسديد الديون من خلال الشحنات الجديدة، إذ يتم اقتطاع جزءًا من الديون القديمة، التي كلّما تراكمت أصبحت عمليّة تسديدها صعبة، مشيرًا إلى أنّ الشركة تجنبت قطع الكهرباء خلال الجائحة، داعيًا إلى وقوف المواطنين غير الملتزمين بتصويب أوضاعهم والالتزام تجاه الشركة.

ويبيّن أنّ مصادر الطاقة في المحافظة تتنوع ما بين التغذية من الشركة القُطرية، والشركة الأردنية، والطاقة الشمسية، "التي تساهم في جزء لا بأس منه بتزويد الطاقة للمحافظة، ونعمل طيلة الوقت في تخطيطنا وأعمالنا ومشاريعنا في زيادة هذه الطاقة بحيث نوفر الطاقة ونحافظ على استمراريتها".
ويختلف المواطنون في ترتيب أولوياتهم فيما يتعلق بالالتزامات المالية عليهم، من فواتير للماء، والكهرباء، والإنترنت وغيرها، إذ رصدت كاميرا وطن ذلك من خلال مقابلات في الشارع.

وتذكر الشركة أنّ الديون التي تراكمت لصالح (شركة كهرباء إسرائـيل) بسبب بعض التعديات، وغير الملتزمين بدفع فواتيرهم المستحقة، كانت أسبابًا بقطع الكهرباء في الآونة الأخيرة عن مناطق عديدة، مشيرة إلى أنّ قطع شركة إسرائيل للكهرباء لم يكن عبثيًا، بل متزامنًا مع دخول فصل الشتاء والأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد، فما هو مستقبل مصادر الطاقة والكهرباء في فلسطين في ظلّ ذلك؟

تصميم وتطوير