التعاونيات الريفية.. قصص لنساء صنعن الفرق

03.11.2021 02:44 PM

وطن: إذا أردت أن تصف جودة الباذنجان، قُل إنّه بتّيري، فما بالك لو صنعت نساء بتّير منه المكدوس والمخلّل في مطبخ تراثيّ فلسطينيّ يقابل مدرّجات القرية المدرجة على لائحة التراث العالمي؟

"مطبخنا" هو اسم لمطبخ سيّدات بتّير قضاء بيت لحم، يقدّم المأكولات الفلسطينيّة، ويشكّل مصدر دخل للنساء وعائلاتهن.

وتقول مديرة جمعيّة بتّير التعاونية للإنتاج والتصنيع الغذائي، سماح أبو نعمة، لوطن، أسست ومجموعة من السيّدات عام 2015 هذا المطبخ، بعد إدراج اليونسكو بتير على قائمة التراث العالمي، وأصبحت هناك حاجة ماسة لوجود جمعية نسوية في القرية، ومشروع نسوي ينهض بالمأكولات الشعبية الفلسطينية، وتقديمها للسيّاح القادمين للمنطقة.

وتبيّن أنّ المأكولات والمنتجات التي يقدّمها المطبخ المخلّل والمكدوس من الباذنجان البتّيري، والمجدّرة، والمنسف، والمسخّن، والمفتول، وأطباق تقدّم عبر الحجز المسبق على وسائل التواصل الاجتماعي، أو الاتصال الهاتفي.

لنذهب من بتّير إلى الشيوخ قضاء الخليل، فهذه يسرى عويضات، تخبرك عن المفتول، والمعمول، وكلّ ما لذّ وطاب من مأكول.

وهذا المكان، الذي تديره وتعمل فيه برفقة مجموعة من النساء، أيضًا يوفّر فرص عمل لهن، فيساهم في تمكينهن اقتصاديًا واجتماعيًا، ويلبّي احتياجاتهن.

وتقول رئيسة جمعيّة الشيوخ التعاونية، يسرى عويضات، لوطن، أنّ الجمعية تهدف إلى مساعدة النساء المهمشات بتوفير فرص العمل، للمساعدة في توفير الدخل للمنزل، والدراسة.

وتبيّن أن النساء يصنعن وجبات وأطباق تقليدية فلسطينية، مثل المفتول، والمعمول، والدبس، والملبن، والمربى، وكل مشتقّات الألبان والعنب.

وتطمح عويضات إقامة مصنع متكامل مستقبلًا، وإقامة سوق شعبيّ لبلدة الشيوخ بواقع يومين أسبوعيًا، لترويج المنتجات النسوية المختلفة.

ويعتبر المجتمع الريفي أحد البيئات المهمشة، ويزداد التهميش في ظلّ انتشار الفقر والبطالة، وتغييب النساء من إنتاج العائد المالي النقدي. ويعمل مشروع "تعزيز بيئة مستجيبة لمنظور النوع الاجتماعي في التنمية الريفية وقطاع التعاونيات" على تشجيع إنفاذ الحقوق الاقتصادية للنساء الريفيات في المجتمع الفلسطيني، وتنفذه مؤسسة We Effect السويدية بدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي "سيدا"، وجمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، بالشراكة مع المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية الاجتماعية، واتحاد جمعيات العمل الزراعي، ومركز دراسات الأراضي، ومعهد الأبحاث التطبيقية القدس (أريج)، واتحاد الجمعيات الزراعية التعاونية الفلسطينية.

ويقول مدير البرامج في جمعية المرأة العاملة الفلسطينية، عقل أبو قرع، لوطن، إنّ الجمعية، ومنذ نحو 30 عامًا، تدعم التعاونيات بشكل مباشر، وتأسيسها في مناطق مختلفة، خصوصًا المناطق الريفية، وبناء قدرات النساء العاملات فيها، والإستراتيجيات الخاصة بها، وتوجيهها، وتقوم بتوفير الدعم غير المباشر للشركاء في إطار المشروع، الذين يقومون بدورهم بدعم هذه التعاونيات.

ويقول ممثّل لجان اتحاد العمل الزراعي، محمد عويضات، لوطن، إن مؤسسته تعمل مع التعاونيات الزراعية منذ عام 2004، وكان العمل مع مجموعة سيدات بشكل عشوائي، وعمل الاتحاد على تنظيمه من خلال تدريبات في المناطق المستهدفة.

ويشير إلى وجود 40 جمعية تعاونية حتى اليوم، مشيرًا إلى محاولة الاتحاد ترخيصها وجعلها أجسامًا قانونية لتسهيل عملها في التسويق للمنتجات أو الخدمات المختلفة.

ووفقًا لنتائج مسح السكّان والمساكن الذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2017، بلغت نسبة السكان المقيمين في الريف 14.6%، ويقترب عدد النساء من النصف في التجمعات السكانية المختلفة، وتعتمد الحياة الريفيّة على العلاقة بالأرض، فترى العمل الزراعي، والاقتصاد المنزلي، والحدائق المنزلية وتربية المواشي، ويسود هذا النمط فيما لا يقلّ عن ثلثي التجمّعات السكانية الفلسطينية.

تصميم وتطوير