"وطن" تتابع تداعيات عملية "نفق الحرية "

سلطات الاحتلال ستنتقم من الاسرى .. والحركة الأسيرة مقبلة على معركة حاسمة وبحاجة الى دعم واسناد شعبي لتنتصر

12.09.2021 10:47 AM

رام الله- وطن: خمس أيام قلبت "إسرائيل" رأساً على عقب، وبات السادس من سبتمبر/أيلول 2021، التاريخ الذي لن ينسى، هو التاريخ الذي كسر فيه 6 أسرى قفل "الخزنة الحديدية"، وانتزعوا حريتهم بأظافرهم وأسنانهم عبر نفق حفروه أسفل سجن جلبوع.

وخلال الايام الخمسة الماضية مارست ادارة سجون الاحتلال أبشع أساليب القمع بحق الاسرى في سجن "جلبوع"، ما دفع الحركة الاسيرة أمس السبت الى الاعلان عن الشروع بخطوات تصعيدية تبدأ بإعلان الإضراب المفتوح في كافة السجون يوم الجمعة المقبل، وتتصاعد يوميا.

وفي السياق، قال الإعلامي المتخصص في شؤون الأسرى عبد الفتاح دولة، إن الأسرى المحررين منحوا الشعب الفلسطيني أملا متجددا، وما قاموا به هو عمل بطولي بامتياز وشكل بارقة امل من ان الاسير الفلسطيني قادر على صنع حريته رغم بطش الاحتلال وجبروته.

واضاف دولة " ان ادارة مصلحة السجون وأذرع الاحتلال تريد ان تغطي على عجزها الذريع بتمكن الاسرى من التحرر بالهجوم على الأسرى داخل السجون" لافتا الى ان "الحكومات اليمنية المتعاقبة في آخر سنوات كانت تتنافس في التطرف والانقضاض على الاسرى".

وتابع دولة "بعد فشل الاحتلال في نفق الحرية، هناك هجوم مباشر على السجون، حيث مارست مصلحة سجون الاحتلال القمع على الاسرى وحاولت تفريق  أسرى الجهاد الإسلامي و توزيعهم على الغرف وهذا مخالف للتفاهمات بين الحركة الأسيرة وإدارة مصلحة السجون، التي ضيّقت على الأسرى وقلصت الفورة الى ساعة واحدة في اليوم، وشكلت لجنة جديدة لدراسة الوضع المعيشي للأسرى داخل السجون، وهي تعتقد ان هناك رفاهية داخل السجون وتريد سحب الانجازات التي حصل عليها الاسرى خلال السنوات الماضية عبر الإضرابات والمعارك داخل السجون."

وأكد دولة خلال استضافته في برنامج " شد حيلك ياوطن" الذي تقدمه ريم العمري، ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية، أن الحركة الاسيرة لا يمكن ان تفرط بإرثها النضالي، مشيرا ان "ما يزعج الاسرائيليين ان قضية الاسرى مازالت تمثل حالة وطنية نقية محافظة على النضال الفلسطيني، وهم يريدون ان يغيبوا هذه الحالة، ويريدون تدمير تماسكها."

وقال دولة ان " الاسرى سيواجهون محاولات ادارة السجون وإجراءاتها بالإضراب الذي سيبدأ يوم الجمعة، حيث ستعلن اول دفعة من الاسرى الاضراب، وبعد ايام ستعلن التنظيمات حل نفسها بحيث لن يكون هناك اي ممثل للاسرى، وستكون المواجهة مفتوحة."

ولفت دولة، الى أن كل إضرابات الاسرى السابقة التي نجحت كان من أهم أسباب نجاحها هو الحراك الجماهيري، وأهم إضراب كان في عام 1992  حيث لم يستمر سوى 20 يوما، لذلك فان الحراك الجماهيري مطلوب.

وتابع "الكل الفلسطيني كان يتغنى بعملية تحرر الاسرى، أصيب بنكسة بعد اعادة اعتقال الاسرى الستة، كما أن التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي كان كبير، المهم ان نبني على هذا الحراك وان يتحول الى حراك جماهيري في كل المناطق الفلسطينية، يجب ان نتحمل مسؤوليتنا كشعب وفصائل، التي لا يزال وجودها في فعاليات الاسرى ضعيف".

وعبر دولة  عن تخوفه من عنجهية الحكومة اليمينة المتطرفة في هجومها على الأسرى، مستدركا " نحن نؤمن بقدرة الاسرى وقوتهم على الصمود والانتصار"، موجها دعوة للشعب الفلسطيني "إياكم ان تخذلوا اسرانا في معركتهم القادمة".

من جانبه، قال مدير عام نادي الأسير عبد العال العناني، ان المنظومة الامنية الإسرائيلية تصدعت بعملية نفق الحرية، ودخل الاحتلال بكل أجهزته الامنية والعسكرية في حالة هستيرية، وتصرف بحالة من الارباك والتخبط الشديد مع هذا الحدث الذي كان له تداعيات في الشارع الاسرائيلي.
ولفت العناني الى ان سجن جلبوع يطلق عليه اسم "الخزنة" حيث تتغنى دولة الاحتلال بأمنه المحكم، ولكن نجاح عملية  تحرر الاسرى الستة وضعت الاحتلال في خانة سيئة امام شعبه، والتحرك إزاء ذلك كان فيه مبالغة.

وتابع العناني "أن أي نجاح للاسرائيلين لا يؤخذ على محمل الجد من قبل الشارع الاسرائيلي، انما هي عملية تضليل فقد وجدنا ان الاحتلال يشيع اخباراً كاذبة، وهذا كان ظاهرا من خلال نشر صور لشخص على أنه من بلّغ ووشى بالاسرى، وهذا غير صحيح فهذه معلومات أمينة استخباراتية تكون مغلقة بالعادة، ولكن شعبنا أوعى من ذلك ولم تنطلِ عليه تلك الشائعات ومحاولات التضليل الاعلامي المبرمجة من قبل اجهزة الشاباك."

وقال العناني، إن "زكريا الزبيدي كان عنوان لعملية الهروب مع احترامنا وتقديرنا لرفاقه الذين نجحوا جنباً الى جنب بالهروب، فقد تعرض لضرب مبرح بالامس، وفي المحكمة شاهدنا ما حاول الاحتلال اخفاءه من علامات ضربه، فهم لايريدون لهذا المشهد ان يُنقل على وسائل الاعلام".

وأكد العناني "أن خوض الاسرى لإضراب مفتوح عن الطعام ليس بالقرار السهل، ولا أعول على الاحتلال لإعادة الامور لما كانت عليه قبل عملية نفق الحرية،  لكن اسرانا شكلوا حالة وحدة عظيمة وبالتالي الموقف الذي خرج من الأسرى من كافة السجون مثل حالة وحدة منقطعة النظير."

وشدد العناني، على أن "الالتفاف الشعبي والجماهيري ومساندة الاسرى له دور كبير في تعزيز صمودهم خلال معركتهم القادمة للانتصار في زمن قياسي. "

وحمل العناني الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الاسرى وخاصة المعاد اعتقالهم، في ظل النزعة النزعة الانتقامية لدى سلطات الاحتلال، موضحا " لا نعرف مجريات التحقيق، فقد يكون هناك تعذيب عسكري، وانتزاع المعلومة يباح فيه استخدام كل أساليب التعذيب النفسي والجسدي، وحجب زيارة المحامي".

تصميم وتطوير