"أطلقت مبادرة اللبنات المستقلة لدعم التعليم في زمن كورونا"

جامعة بيرزيت لوطن: التعليم الالكتروني لا يقتصر على معلم وطلبة خلف الأجهزة.. وعلى وزارة التعليم أن تدرك أهمية البدء بإنشاء مدرسة افتراضية فلسطينية تقدم تعليما جيدا

23.03.2021 02:00 PM

وطن- وفاء عاروري: قال مروان ترزي، مدير مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت، لوطن إن مبادرة "اللبنات المستقلة" التي أطلقتها جامعة بير زيت لدعم التعليم في زمن كورونا، هي عبارة عن منصة تحتوي على أدوات تعليمية متعددة في مواضيع مختلفة، وحاليا المنصة التي أطلقتها الجامعة هي مخصصة فقط لمادتين هما الرياضيات والعلوم للطلبة من الصف السابع إلى العاشر، ولكن العمل يجري كي تشمل عدد أكبر من المواد الدراسية.

وخلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تقدمه ريم العمري، بين ترزي أن التعليم الالكتروني ليس عبارة عن معلم خلف شاشة الحاسوب او شاشة الجهاز الذكي ويدرس او يحاضر بالطلبة الذين هم أيضا خلف شاشات الحاسوب، مشيرا أن التعليم الالكتروني يجب ان يشمل أدوات أكثر تنوعا وجاذبية للطلبة.

وأكمل "من بين هذه الأدوات التي توفرها منصة اللبنات المستقلة، أن توجه المنصة الطالب لمشاهدة فيديو معين على اليوتيوب كمرحلة أولى، ثم في المرحلة الثانية تعلمه ان هناك جلسة نقاش في وقت محدد مع مجموعة من الطلبة حول الفيديو الذي تمت مشاهدته، ثم تقدم له المنصة تمارين عديدة وأدوات عديدة ومتنوعة تساعده على التعلم الذاتي المستقل".

وأكد ان التعلم الالكتروني الجيد يجب أن يكون بأدوات يحبها الطلبة، ويجب ان يستخدم الأدوات والوسائل التي يتواجد فيها الطلبة بشكل كبير مثل المجموعات التفاعلية على مواقع التواصل المختلفة، بحيث يكون الأستاذ او المعلم ميسر ومنسق متوفر الكترونيا وباستطاعته أن يساعد الطلبة ويوجههم كيف يتعلموا وماذا يفعلوا.

وقال: لكن الفكرة الأساسية أن يكون هناك حث على التعلم الذاتي أو التعلم النشط، ومهارات التعلم النشط كي يستطيع الطلبة إنتاج المعرفة، لأننا بحاجة ماسة لخلق جيل قادر على إنتاج المعرفة.

وبين ترزي أن تسمية المستقلة هي إشارة مهمة إلى الاستقلالية التي توفرها هذه المنصة فبإمكان أي شخص أن يدخل إلى اللبنة الافتراضية ويتعلم منها بنفسه من خلال الأدوات التي توفرها للتعلم.

وأشار ان الجامعة أطلقت هذه الفكرة منذ اكثر من 10 سنوات وتعمل على تطوير المحتوى فيها منذ ذلك الحين، وهي لم تنبع من حالة الطوارئ والحاجة الماسة للتعلم الالكتروني في ظل الجائحة، وإنما تولدت الفكرة من وجود مشكلة حقيقية في المنظومة التعليمية التقليدية، والتي تجعل الطالب يشعر بالملل.

وأوضح ان من قام بتطوير هذه اللبنات هم اخصائيون تربويون يعملون مع بعضهم البعض كمجموعات على تطوير فكرة اللبنة من خلال مجموعة كبيرة من المهارات الحياتية من البحث والتحليل، والتفكير الناقد، وعند انتهاء كل مجموعة من بناء لبنة تقوم بتجريبها على مجموعة أخرى من التربويين أنفسهم، ثم بعد ذلك يتم تجريبها على الطلاب.

واكد ترزي أنه إذا لم نفكر نحن أنفسنا بتطوير برامجنا التعليمية وبناء مدرسة افتراضية تحمل اجندتنا، فإنه خلال سنوات سنرى شركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وفيسبوك تطور مدارس افتراضية خاصة بها، وتحمل اجندتها وسنرى الكثير من طلبتنا يتوجهون لها سعيا منهم للحصول على تعليم أفضل.

وقال: وإذا لم تدرك وزارة التربية والتعليم ذلك، وأن التعليم يذهب حاليا باتجاه مختلف فإن هناك فجوة ستحدث وتحدثت حاليا بين تعليم الطلبة الفلسطينيين والتعليم حول العالم، وإذا لم نملأ نحن هذه الفجوة بمضمون جيد يتماشى مع ثقافتنا ومستقبلنا فسيملأها غيرنا.

وللاستفادة من المنصة التي أطلقتها جامعة بيرزيت؛ أشار ترزي انه بإمكان الطلبة الدخول الى صفحة التعليم المستمر على فيسبوك حيث سيجدون الرابط الذي يمكنهم من الوصول إلى المنصة.

وبين أنه حاليا يقوم المركز بتجريب المنصة على 500 طالب سيبدأون اليوم باستخدام المنصة وبناء على هذه التجربة يأخذ المركز تغذية راجعة حولها.

وعن الهدف قال: نسعى للوصول ‘إلى مدرسة افتراضية تغطي كل المواضيع، التي يحتاج إليها الطلبة من اجل متابعة تعليمهم.
وأكد ان العالم اليوم متجه إلى مرحلة خطرة خطر جدا وهي الثورة الصناعية الرابعة والتي ستدخل فيها الروبوتات الذكية إلى أجهزة الحاسوب، مشيرا أنه في المرحلة المقبلة سيكون باستطاعة هذه الحواسيب ان تقوم بالكثير من المهمات والوظائف ما سينهي فعليا وجود العديد من الوظائف في العالم خلال 30 عاما على الأكثر.

وقال: مثلا السيارات التي يجري حاليا تصنيعها لتكون بدون سائق، ويحل الروبوت مكان السائق، هي أحد الأمثلة على الوظائف التي قد لا تكون موجودة بعد سنوات.

وبين أن هذه المرحلة قادمة خلال مدة ليست بعيدة وهي ستخلق نوعين من الناس، الأول سيتفاعل مع المرحلة ويبدع وينتج معرفة، والثاني سيفقد عمله ولن يكون قادرا على الابداع والتفاعل.

وأشار انه ومنذ 15 عاما أنتجت الجامعة وحدة الابداع في التعلم، لأجل طبيعة المرحلة المقبلة ولان المنظومة التعليمية الحالية بمضمونها الحالي وبأدواتها ومنهاجيتها لن تكون قادرة على التفاعل مع المرحلة المقبلة.

وأردف "لذلك خطط المركز لتوفير تعلم جيد باستخدام الآلات والأدوات الالكترونية المتوفرة، وهي اللبنات المستقلة التي تقوم فكرتها على جذب اهتمام الطلبة وتحفيزهم للتعلم، وهذا يحصل من خلال ادماجهم بالعملية الإبداعية، وإنتاج المعرفة".

تصميم وتطوير