النائب الأردني قشوع لوطن: الملك اشتبك سياسيا ودبلوماسيا مع نتنياهو لإرجاء قرار الضم

26.07.2020 02:09 PM

وطن- وفاء عاروري: قال د. حازم قشوع النائب في مجلس النواب الأردني ووزير الشؤون البلدية الأردنية السابق والأمين العام لحزب الرسالة الأردني، لوطن حول تصريحات رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز الأخيرة، إن الموقف الأردني إزاء صفقة القرن وقرار دولة الاحتلال بضم الأغوار واضح، والتعاطف والأردني أيضا واضح.

وأضاف خلال برنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية وتقدمه ريم العمري، أن الملك اشتبك سياسيا ودبلوماسيا مع نتنياهو ودفع ثمنا كبيرا إزاء هذا الموقف الكبير والصارم، الذي التفت حوله الأردن شعبا وحكومة.

وتابع: وعندما صرح الملك عبد الثاني، لصحيفة شبيغل الألمانية، وعقب على هذا القرار بأنه هراء وانه إنهاء لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة، كان قد سبق ذلك حديث له في البرلمان الأوروبي بأن هذا القرار هو نسف لكل قرارات الشرعية الدولية، مبينا أنه أنه لا حل إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، كما ذكرتها وأقرتها قرارات الشرعية الدولية واهمها قرار 2334.

وبين قشوع أن الأردن قدمت ثلاثة رسائل واضحة ومعلنة بالدعم الكامل لفلسطين وشعبها، فعندما سحبت مصر مشروع القرار رقم 2334 بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والذي كانت قدمته في عهد الرئيس أوباما، الأردن أعادت هذا القرار وكان خيار أردني استراتيجي وعملت عليه الأردن كلوبي كبير وحققت إنجازا لمشروع هذا القرار.

وتابع: ومنذ ذلك الحين ونحن نتحدث بنص واضح وصريح بأننا لن نكون الا مع الشرعية الدولية بجانب الفلسطينيين الذين وقفوا موقف الصخرة إزاء كل ما تتعرض له القضية الفلسطينية.

وقال: الأردن اشتبك على ثلاثة محاور وأصعدة بعد خطة الضم، الأول بإيجاد نصرة لموقفه الرافض لخطة الضم والمؤيد لتحقيق دولة فلسطينية ضمن قرارات الشرعية الدولية، واستطاع من خلال قنواته ولقاءاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونانسي بيلوسي زعيمة الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، ولقاءاته العديدة والمتنوعة مع اقطاب الحزب الجمهوري، إلى جانب الموقف الكبير لبريطانيا على لسان رئيس وزرائها جونسون الذي قال بأنه كل ما تقوم فيه "إسرائيل" مرفوض جملة وتفصيلا.

وتابع: الأردن أيضا حاولت أن تستقطب جزءا آخر باتجاه لملمة الحال العربي، لأن فلسطين أصبحت ليست ضمن أولويات الحالة العربية، نتيجة مشاكل داخلية عربية كثيرة ساهمت بإبعاد فلسطين عن قائمة الأولويات، مبينا أن الأردن نجح بإعادتها الى هذا السلم.

وقال: الأردن ليس وحيدا في المواجهة مع الاحتلال، فالشعب الفلسطيني العظيم معه، وكل أنصار الحق في العالم معه، والمجتمع الدولي والشرعية الدولية أيضا معه، وهو مؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وأحقيتها.

وأضاف: ولكن كنا نتمنى أن يكون هناك دعما مادي ومعنوي أكبر لهذه القضية، رغم كل المشاكل الداخلية التي تواجهها الدول العربية.

وأكد قشوع أن الملك عبد الله والرئيس محمود عباس انتصرا من وجهة نظره، وهزما نتنياهو الذي أجبر على إرجاء هذا القرار حتى الثالث من تشرين ثاني المقبل، وبالتالي كسبنا كفلسطينيين وأردنيين المزيد من الوقت، للعمل أكثر وتثبيت هذا الحق.

وقال: هناك انتصار وانتصار عظيم، ولكني لا أرى أي مانع أن نتحدث مع الأمريكان، لأن المرونة أحيانا قد تكون أفضل من الثبات، من أجل تغير المعادلة السياسية باتجاه أفضل.

وحول إمكانية أن تحدث دولة الاحتلال نكبة فلسطينية ثالثة، قال: من تهجر من أرضه عام 1948 وعام 1967 لا يمكن أن يلدغ مرة أخرى بنكبة ثالثة، مشيرا إلى حجم المآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، ورغم ذلك لم يرحل عن أرضه.

وبين ان هناك تخبطا سياسيا من قبل نتنياهو، الذي لا يوجد لديه خطة واضحة، معتقدا أن كل هذه القرارات كانت لغايات انتخابية وليست لغايات استراتيجية بالمطلق، مؤكدا أن فلسطين والأردن سجلت انتصارا في هذا السياق ولن يستطيع تحقيق قراراته التي أعلن عنها.

وأشار إلى أن هذا الانتصار سببه وجود تنسيق كامل على مستوى أمني وسياسي ودبلوماسي بين الأردن وفلسطين ليس في هذه المحنة فقط بل على مدار السنوات الماضية، مؤكدا ان الملك عبد الثاني هو من كان يتحدث بلسان الفلسطينيين، بموافقة الرئيس أبو مازن، بالتالي هناك تناغم كبير بين القضية المركزية للامة التي حملها الأردن وهي قضية فلسطين.

وبين قشوع أن قرار فك الارتباط بين الأردن والضفة الغربية الذي أعلن في 31 يوليو 1988 وكان من بنوده استثناء السيطرة الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس لصالح المملكة، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًّا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، قائلا: هذا القرار لم يتم عرض على مجلس النواب الأردني للموافقة، وهو فك ارتباط اداري وليس سياسي او دستوري وهو في إطار التعليمات للوزارات ولم يأخذ كل القنوات الدستورية اللازمة.

وقال: القرار جاء بناء على رغبة الرئيس الراحل ياسر عرفات، بان تكون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وقد استجاب الملك حسين في حينها لهذا المطلب واتخذ قرارا صاغه مستشاره عدنان أبو عودة حينها.

وأضاف: معنى ذلك أن هناك علاقة وثيقة ومتصلة وعلاقة تمزج دم وحدة واحدة بين الأردن وفلسطين، مشيرا الى أن القدس بعد العهدة العمرية حررت مرتين المرة الاولى كان من عجلون، والثانية من الكرك، والثالثة ستأتي من البلقاء.

 

تصميم وتطوير