نقابة الأطباء لـوطن: التعايش مع كورونا خيارنا الوحيد.. وعلى الصحة التوجّه لإجراء الفحوصات فقط لمن تظهر عليهم أعراض الإصابة

21.07.2020 12:04 PM

وطن- وفاء عاروري: قال وكيل وزارة الصحة السابق، وخبير الصحة العامة، ورئيس لجنة الوبائيات في نقابة الأطباء د. أسعد الرملاوي إن نقابة الأطباء في اجتماعها الأخير تدارست الإجراءات الواجب اعتمادها صحيا في هذه المرحلة من الوباء، وارتأت أنّ الحل الأفضل اليوم هو التعايش مع الفيروس، مع اتباع أقصى درجات السلامة والوقاية.

وأوضح رملاوي خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري، أنه من المهم جدا في هذه المرحلة توعية المواطن، مشيرا إلى أن هذا لا يتم إلا عبر توعية الكوادر الطبية، وتوحيد المعلومات لدى كل من يعمل في السلك الطبي حول طرق الوقاية الصحيحة من هذا المرض.

وأضاف: كل مواطن يعرف شخصا يعمل في السلك الطبي ويثق به، عليه الرجوع إليه في الأمور الطبية، وإذا كانت المعلومات موحدة لكادرنا سننجح في الوقاية من هذا الفيروس، عبر توحيد الرسالة الطبية الموجهة للمواطنين.

وأشار إلى أنه من الأمور التي نحتاج إلى توعية فيها، كيفية الاستخدام الصحيح للكمامة والتخلّص منها، كي تكون وسيلة للوقاية وليست وسيلة لنقل العدوى.

وبين أن النقابة ارتأت أيضا أنه في المرحلة المقبلة، على وزارة الصحة التوجه لفحص من تظهر عليهم الأعراض فقط، لأن الوباء في هذه المرحلة أصبح مجتمعيا، وبالتالي الأعداد حاليا ستكون بالمئات وبالآلاف يوميا، وأصبح ليس مهماً فحص الناس عامةً، وفي نفس الوقت تُستنفذ طاقة الكوادر الطبية في فحص الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض بدلاً من التركيز على رعاية من يعانون من أعراض.

وأوضح أنه على الصحة أن تعلن أنه على كل من يعاني مِن أعراض كورونا التوجه لإجراء الفحص، والحصول على الرعاية الطبية اللازمة، بدلا من استغراق وقت أطول في فحص دوائر المخالطين.

وبيّن أن هذه المرحلة تتطلب أن يكون هناك نهج حقيقي، يحث على ارتداء الكمامة بالطريقة الصحيحة، من أجل حماية كبار السن وذوي الأمراض المزمنة والحوامل من الإصابة بهذا الفيروس.

واستعرض الرملاوي تجربتنا السابقة في التعايش مع فيروس انفلونزا الخنازير الذي ينتشر بشكل أسرع بكثير من انتشار فيروس كورونا.

وأوضح الرملاوي أنه كل عام يموت جراء الانفلونزا ما بين 500 إلى 700 ألف مواطن حول العالم، وحتى اليوم عدد الوفيات جراء كورونا لم تتجاوز 550 ألفا، بالتالي فالمرض يتشابه في انتشاره وأعداد الوفيات مع الإنفلونزا.

وبيّن أن الفيروس في البداية كان قويا، ولكنه حاليا أصبح ضعيفا مع الانتشار الواسع له، كما أن قدرتنا على المواجهة كمجتمع فتي كبيرة، فبالتالي المطلوب أن يكون لدينا مسؤولية اجتماعية وفردية بعدم نقل الفيروس إلى كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة، لأن قدرتهم ومناعتهم على مواجهة المرض تكون ضعيفة.

وأشار الرملاوي أنه مع بداية الجائحة، كان هناك احتواء حقيقي للمرض، والحكومة والأجهزة الأمنية، والمحافظين والجميع تدخل من أجل احتواء وتأخير الانتقال المجتمعي للفيروس، ولكن اليوم الحالات أصبحت بالآلاف، والفيروس ينتشر داخل المجتمع، ليس فقط في فلسطين، وحتى في دول أوروبا وأميركا، وبالتالي فقد أصبح الفيروس في هذه المرحلة مجتمعيا، وليس من السهل السيطرة عليه.

وأوضح الرملاوي أنه لم يعد بالإمكان احتواء الفيروس، فنحن نتكلم عن ملايين الإصابات في العالم ومئات الالاف من حالات الوفاة، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد المتاح أمامنا اليوم هو التعايش مع الفيروس في ظل اتباع أساليب الوقاية المختلفة، وتوعية المجتمع لها.

تصميم وتطوير