لماذا غابت ثقافة الكتابة على الجدران في الهبة الحالية؟!

17.11.2015 04:17 PM

وطن – وفاء عاروري: الجدار أو الحائط أو  wall يعني شيئا واحد في كل  بلدان العالم الا فلسطين، وحدها تنفرد بمعنى خاص له فمرة يكون رمزا لأكثر مظاهر العنصرية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين، وتارة يكون معلما حضاريا قامت ثورة بأكملها لأجله هي ثورة حائط البراق عام 1929، ومرة يشكل أداة تعريفية للمراحل السياسية التي مر بها الوطن، من خلال ما كتب عليه من عبارات ثورية ووطنية متنوعة.

المختص في الشأن الثقافي، توفيق العيسى، ذكر خلال مقابلة له مع وطن، أن ظاهرة الكتابة على الجدران هي ظاهرة تاريخية تمتد أصولها إلى ما قبل عقود طويلة من الزمن، حيث كان الناس قديما في مصر "على سبيل المثال"، يكتبون عبارات ورموز وكلمات على جدران المعابد، كذلك انتشر في الدول الأوروبية فن الجرافيك أو الرسم على الجدران.

وأضاف: في فلسطين استمرت هذه الظاهرة فترة طويلة من الزمن، حيث كانت الفصائل خلال الانتفاضتين الأولى والثانية وقبلهما ترسل عناصرها لاعلام الناس بوجود فعالية معينة عن طريق كتابتها على الجدران، كذلك كانوا يستخدمونها من أجل خلق رأي عام حول قضية وطنية معينة.

ورغم أن ظاهرة الكتابة على الجدران انتشرت بقوة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، الا أن الهبة الشعبية الحالية تفتقد هذه الثقافة، الكاتبة ريما نزال عزت السبب في ذلك إلى انتشار عدد كبير من وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فلم تعد الفصائل بحاجة الى استخدام الجدران كوسيلة اعلامية.

تقول نزال: الان يوجد في فلسطين حوالي عشرة  فضائيات، ومئة اذاعة إضافة إلى عدد كبير من وسائل التواصل الاجتماعي، التي هي الاسرع والأيسر في ايصال المعلومات، بالتالي فإن استخدامها بات مجديا أكثر بكثير من غيرها.

ويبدو أن التقدم بالزمن، رافقه بشكل أو بآخر تقدما في طرق التعبير عن المشاعر، حيث نفذت مجموعة شبابية فعالية تحت شعار " لما الحيطان بتحكي"، وتضمنت عددا من الرسومات على الجدران، تجسد الحقيقة السابقة تجسديا فعليا.

الرسام علاء البابا أحد المشاركين في هذه الفعالية، أكد أن اختيار هذا التوقيت لتنفيذ الفعالية جاء متناسبا تماما مع الظروف والاحداث السياسية التي تمر بها البلد، حيث الفكرة الأساسية منها بث مجموعة من الرسائل الوطنية والانسانية من خلال الجدران، والـتأكيد على الهوية الوطنية للمكان، في ظل المحاولات الاحتلالية المستمرة لسلبها وانتهاكها.

جدير بالذكر أن الفعالية استمرت لمدة أسبوع كامل، انتهت بعدد كبير من الرسومات في كل مدن الضفة الغربية، وشارك فيها عدد من الفنانين والرسامين الأجانب، الى جانب الرسامين المحليين.

تصميم وتطوير