ماركة (كرنز) معدات سينمائية متطورة صُنعَت في فلسطين

29.05.2014 06:09 PM

رام الله – وطن : الموهبة وحدها لا تكفي في كثيرٍ من الأحيان، لا بُد أن ترافقها روحٌ مُقاتلة لا تعرف الكلل أو الإنحناء أمام صعوبة الظروف، لتُشّعَ وتفتِن وهي تنمو بين أيادٍ مؤمنة ، نضال الكرنز من مخيم العروب أحد هؤلاء الموهوبين المُقاتلين بثنائية الفكرة والإبداع .
تعرّف نضال إلى نفسه مُنذ كان طالباً مدرسياً موهوباً ومشغولة بتصنيع الأدوات المختلفة ، إنه يجيد التعامل مع المواد بخصائصها المتنوعة ،كما يجيد النظر إلى ما يحتاج محيطه المجتمعي بعين المسؤولية التي لم يُلقها أحد على عاتقه، بل حملها راضياً ومؤمناً بقدرته على إحداث الفرق.
مرحلة بعد أخرى كان نضال يظهر شيئاً فشيئاً كمُصنّعٍ جيد ، حاصداً العديد من الجوائز العلمية على مستوى الوطن في هذا المجال ، لكنه لم يكن ليكتفي بهذه الجوائز لأنه يُريدُ إنجازاً فعلياً ومُختلفاً.
قبل عدة سنوات آمن الكرنز بأهمية الإعلام ووسائله المُختلفة في إظهار الصورة الحقيقية للمخيم والمجتمع الفلسطيني،لكنه حين أقدم على عملٍ سينمائي إكتشف إن هناك قُصوراً في المعدات المُستخدمة بالمجمل في هذه الصناعة ، إضافةً لكون المعدات الموجودة باهظة التكاليف ، وهي مشكلة تقود إلى "ظهور الكثير من الأعمال السينمائية الفلسطينية بصورة ضعيفة " ، يقول نضال.ومن هنا بدأت رحلته الجديدة في تصنيع معدات سينمائية تخدم صُنّاع الصورة السينمائية وتوفّر لهم ما يجعل أعمالهم أبهى وأجمل .
أدواتٌ كثيرة إستطاع نضال أن يُصنعها بمواصفات قياسية في ورشته الصغيرة والضيقه في مخيم العروب،وبجهدٍ ذاتي هائل ، بعضها أدوات معروفة ومهمة أحدث عليها بعض التغييرات ليجعلها أكثر مرونة في الحركة وأسهل في النقل وأخفّ وزناً مع الإحتفاظ بإمكانياتها العالية مثل " عربة الدوللي كام " وغيرها ، وبعضها من وحي خياله وإحتياجه قام بابتكارها وتقديمها للسوق .مثل جهاز " السنايبر كام " ذو الإمكانيات العالية والمتميزة.
نضال تخرج حديثا من قسم الإعلام في جامعة الخليل ، ويعمل كمصوّر وكمخرجٍ سينمائي ، إستطاع أن يُنجز عدة أفلامٍ وثائقية ركّز فيها على إظهار المخيم كما يراه، كما تظهر في أعماله جودة صور عالية وإمكانيات متميزة بفعل الأدوات التي يستعملها لا سيما في فيلمه
" عُدة العُقَد " .ولديه خطة الآن للعبور بالأدوات التي يُصنعها والموشومة بماركة " كرنز " وبعبارة " صُنعَ في فلسطين " نحو العالم ، مُعتبراً أن وصول هذه الأدوات إلى مصورين مُحترفين في العالَم بمثابة سفير فلسطيني متميّز نحو العالَم .
وعن مشروع نضال يقول والده السيد محمد شعبان الكرنز : ان نضال ابهرنا أكثر من مرة بما يقدمه وما يفعله ". كما اشار إلى كون ابنه دائم الإنشغال بمشروعه معتبراً أنه لم يعد من الممكن أن يتراجع عن فكرته حيث صرف الكثير من النقود والوقت على هذا المشروع وقطعَ ثلثي المسافة تقريباً إلى حُلمه .
أما الفنان رأفت لافي فيعتبر أن وجود نضال كان سبباً في عودته للعمل في المخيم بعد مغادرته لأحد عشر عاماً للعمل في مجال السينما والدراما ما بين عمان ورام الله ، مشيراً إلى أن نضال قام بالجهد الأصعب وجعل من موضوع انتاج الاعمال أسهل وأجمل .حيث يعملا معاً الآن على إنتاج سلسلة من الأعمال التي تقع في إطار الكوميديا السوداء والنقد الساخر .
وعن مد يد العون من قَبل المسؤولين الفلسطينيين يقول نضال أنه لم يتلق أي دعم فعلي وأن مشروعه بحاجة إلى تطوير ودعم ليحقق نتائج فعلية أكبر ، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى أن لديه خطة لتصدير معداته للخارج حيث قام فعليا بتصدير بعضها ،وبيع بعضها في السوق المحلي .
يُذكر أن برنامج قادة الغد الذي ينتجه (وطن ) بالتعاون مع مبادرة الشرق الأوسط (ميبي ) يهدف إلى تسليط الضوء على النماذج الشبابية المُبدعة التي تقدم الكثير بالرغم من الظروف الصعبة ، ليكونوا بذلك نماذج مُلهمة لغيرهم من الشباب .

تصميم وتطوير