التجمعات البدوية... رحلة شقاء بين التهجير وظروف معيشية قاسية

23.03.2024 04:12 PM

وطن- حنين قواريق: الحاج موسى كعابنة مختار عشيرته في تجمع جفنا البدوي، يقطن على أرض تعود ملكيتها لمواطن من جفنا، بعدما هُجر وعائلته من مسافر يطا.

لا يعرف موسى لأي وجهة يلتجأ، ضاقت به الأرض وما وسعت... حيث لا يمتلك منزلاً ولا أرضاً ليحتمي بها سوى خيمته المهترئة... في ظل ملاحقة الاحتلال لبدو التجمعات في جميع أنحاء الضفة الغربية.

يقول موسى لـوطن: "لطفاً من صاحب الأرض الذي نقطن بها نحن ما زلنا هنا، لكنني حقاً إن كنا سنرحل لا أعرف إلى أين... وفي مناطق ج نُمنع حتى من استنشاق هوائها" .

قرابة الـ٥٠ فرداً يعيشون مع بعضهم البعض بعدما تفرقوا عن بقية العائلة التي تهجرت إلى مكان آخر بالضفة، ويعانون من ظروف معيشية صعبة دون أن تلتفت لهم الجهات المعنية.

"الشعب الفلسطيني يدفع ثمن إجراءات الاحتلال التعسفية، لكن البدو بشكل خاص يدفعون ثمناً باهظاً حيث قلة المراعي لمواشينا التي نُطعمها دون مردود"، كما قال موسى لوطن.

وتابع: "وعدتنا وزارة الزراعة في أكتوبر المنصرم بتوفير دعم وطعام للمواشي، لكننا حتى اللحظة ننتظر هذه المساعدات" .

الطفلة نور حسين الحالمة بدراسة طب الأسنان تجد وأقرانَها مشقة يومية في الوصول إلى مدرستها وسط قرية جفنا بسبب بعد تجمعها عن مركز القرية.

تقول نور لوطن: "نخرج إلى المدرسة في تمام الساعة السابعة والنصف، نخاف كثيراً في طريقنا إلى المدرسة بسبب بعد المسافة، ونواجه أحياناً الكلاب الضالة" .

بدوره يقول المشرف على منظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات لوطن: تم تسجيل ما يقارب 500 اعتداء وانتهاك ضد التجمعات البدوية خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري، حيث يستهدفهم الاحتلال ومستوطنيه بشكل مباشر من أجل ترحيلهم، وسط غياب الدعم الرسمي لهم، فيتركون وحدهم في مواجهة مصير مجهول، مطالبا الجهات الرسمية بضرورة وضع قضية البدو على سلم أولوياتهم لأن البدو يحافظون على الأرض من السرقة. 

في التجمع البدوي يلهو الأطفال متناسين مر الحياة، وربما لم يدركونه بعد، فأمامهم سنوات شقاء طويلة من العذاب في هذا المكان الذي لا يرتقي للعيش الآدمي، إن لم يستجب أو يسمع لصوتهم أحد.

 

تصميم وتطوير