مغربيون ويمينون: الأنظمة العربية تبيع الأوهام لشعوبها بـ"الرفاهية الاقتصادية" ولن تحصد من التطبيع إلا الفشل وزيادة العجز التجاري مع المحتل

"أصوات عربية حرة" لوطن: الدعوة لتشكيل مجموعات عمل مشتركة لكشف زيف التطبيع الذي يستهدف الأجيال الناشئة عبر الإعلام

04.08.2021 06:00 PM

 * السكوت عن التطبيع يعني فتح الباب للمحتلين ليصولوا ويجولوا في الدول العربية، ما يشكل مقدمة لاحتلالها وتفتيت قوتها

* يهود المغرب تحولوا إلى مستوطنين وقتلة ولن نقبل بعودتهم إلى المغرب ويجب محاكمتهم على جرائمهم

* لسنا قلقين على الشعوب التي إذا أتيحت لها الفرصة لتقول كلمتها فهي ترفض هذا النهج الاستسلامي

* هناك تحديات تلعب دورا لصالح المشروع التطبيعي منها الظلم والفقر وتقييد حرية الراي والتعبير


وطن: لكم كانت مشاهد استقبال "السياح الإسرائيليين" في مطار المغرب مؤلما، فهناك من رقص حاملا علم دولة الاحتلال، ولكم كان مؤلما أن لا تنسحب اللاعبة السعودية أمام لاعبة الاحتلال في اولمبياد طوكيو، كما فعل الأبطال الجزائريين والسودانيين.

لكن ما يخفف من تلك الوطأة، ردود الأفعال الشعبية العربية من المحيط إلى الخليج التي عبرت بكل قوة عن رفضها لتلك الحالة من الذل والاستسلام من أشخاص لا يمثلون الموقف الشعبي العربي الموحد تجاه التطبيع، وتجاه التعامل مع المحتلين في كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية.

لذا كان السؤال الدائم دوما حول المطلوب لدعم الجهود الشعبية العربية المناوئة للتطبيع.. وكيف يمكن أن نفند التبريرات التي يسوقها مروجي التطبيع؟.. وما هو الدور الذي تلعبه اللجان المحلية في الدول العربية لإظهار خطورة الانسياق وراء تلك الأكاذيب؟

 فقد أكد ضيفا برنامج "أصوات عربية حرة"  الذي تبثه شبكة وطن الاعلامية، أن الشعوب العربية ترفض التعامل مع "أوهام" التطبيع، وتعي ما يحاك ضدها، وترى في ذلك خدمة مجانية للرواية الاحتلالية الكاذبة لان تفرض نفسها، وتبرر جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، لكن الأخطر أن السكوت عن التطبيع يعني فتح الباب للمحتلين ليصولوا ويجولوا في الدول العربية، ما يشكل مقدمة لاحتلالها وتفتيت قوتها.  

الحلقة الجديدة من البرنامج الذي يقدمه الصحفي سامر خويرة، استضافت معاذ الجحري عضو الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، وأحمد المؤيد الأكاديمي والباحث السياسي اليمني، والذي يتواجد في بريطانيا.

وبدأ الجحري حديثه بالتعليق على مشهد استقبال السياح "الإسرائيليين" في مطار المغرب قائلا "إنه غزو سياحي، وهو وصمة عار على جبين النظام المغربي، والشعب المغربي بريء من هذا والقضية الفلسطينية تسكن في وجدانه"، وتابع "قمنا في الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع بحملة لمدة أسبوع على وسائل التواصل الاجتماعي تعرضنا فيها من طرف الذباب الالكتروني المروج للتطبيع للتعنيف وتهديد بالسجن والتعذيب والقتل... إلى آخره. لكن هذا لا يرعبنا. تحدثنا الى اصحاب الفنادق ومع من قد يتعاملون مع الغزاة، وطلبنا منهم عدم استقبالهم، وقد ابدوا تفهما لذلك". 

وشدد على أن النظام المغربي يبيع الوهم للمغاربة ولنفسه. "فهذه الاتفاقيات من الناحية الاقتصادية مجرد وهم، والمغرب لن يجني منها شيئا على صعيد التبادل التجاري، وستكون المغرب مجرد ساحة للترويج منتجاته، وتوسيع هوة العجز التجاري مع الاحتلال". 
وحول عائدات السياح الصهاينة نحو المغرب، قال "ستكون قليلة جدا ولا تقارن ولا قيمة أو أثر لها على اقتصادنا. ولو فرضا أنه جاء 400 ألف سائح صهيوني سنويا للمغرب، فهذا لا يمثل إلا 3% من عدد السياح الذين قدموا للمغرب عام 2019 وعددهم نحو 12 مليون سائح. فقط يراد بها التطبيع لأغراض سياسية بغطاء اقتصادي".

 وأشار إلى أنه "كان هناك قبل عام 1948 نحو 250 ألف مغربي يهودي، ويعيشون حياة مستقرة بالمغرب، ولكن تم تهجيرهم على يد النظام المغربي آنذاك بتنسيق مع السلطات الفرنسية التي منحتهم الجنسية الفرنسية وسهلت نقلهم إلى اسرائيل. كانت صفقة، حيث بعد وصولهم تحولوا إلى مستوطنين وجنود وارتكبوا جرائم حرب. لم يعودوا بالنسبة لنا مغاربة، بل مجرمون يجب محاكمتهم ومكانهم السجن".

وقال إن بوادر التطبيع مع المغرب تعود لعقود، وهي في مجالات كثيرة منها الزراعة والسياحة والاخطر هو التطبيع التربوي، والديني، وقد وصلت الى عمل مشترك في مجال الدراسات والبحوث. وأحدث أشكال التطبيع هو التطبيع التكنولوجي، وامداد المغرب بطائرات أف 16 التي يتم استيرادها من الكيان الصهيوني، وأحدث تلك الجرائم ما يعرف بتطبيق "بيغاسوس" الذي اقتنته بعض الأنظمة مثل الإمارات والمغرب، وهناك مؤسسات اعلامية محترمة تتهم المغرب بالتجسس على عشرات المواطنين ومن جنسيات اخرى، مثل صحفيين ومعارضين والزج بهم في السجون والتدخل في حياتهم الشخصية.

وقال إن حزب العدالة والتنمية هو الذي دعم اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، وهذا اثار غضبا كبيرا في الشارع المغربي.
وقال إن تأسيس الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع، كان له دورا كبيرا وملموسا على الأرض، حيث أحيت يوم الارض ونظمت فعاليات ومهرجان خاصة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، رغم ما تعرضنا له من قمع. نحن ماضون في طريقنا ولدينا خطة وبرنامج وسنطبقه في كل الأحوال.

التسرب إلى العقولأما الباحث المؤيد، فأكد أن الشعوب العربية ترفض أن تجعل غير الطبيعي وهو الاحتلال الذي ينتهك كل القوانين والأعراف ويحتل ارضا ويقتل شعبا، أمر طبيعيا، بقبول وجود "إسرائيل" في المنطقة. لست قلقا على الشعوب، فعندما أتيحت الفرصة للجزائري والسوداني واللبناني أن يعبروا عن مواقفهم قالوا كلمتهم، وهذا تماما ما جرى في المنافسات الرياضية الأخيرة، وهذا موقف مشرف، ويقدر لهم.

ولفت إلى ان التطبيع هو وسيلة ناعمة من وسائل الاختراق، ينتهجها العدو بمساعدة بعض الأنظمة العربية التي تبتغي البقاء على كراسيها من خلال موالاتهم للاستعمار، وبالتالي مساعدته على اختراق المجتمعات العربية من خلال الرياضة و السياحة والترويج الديني. 

 

ومن خلال المشاهدات لنا نقول بكل ثقة أن الأمة لا زالت بخير، وهي تواجه الأنظمة والذباب الالكتروني الذي يسيء للمجتمعات العربية، لكن اختراقها ليس سهلا، فهي تملك مقومات دينية وثقافية واجتماعية من الصعب المس بها لمجرد منشور هنا أو هناك.

وأوضح أنه لا يمكن التقليل من خطورة تسرب التطبيع ولو بشكل بطيء للمجتمعات العربية المحصنة منه، ولكن هناك تحديات تلعب دورا لصالح المشروع التطبيعي منها الظلم الذي نعيشه في الدول العربية والفقر وتقييد حرية الراي والتعبير.. ورغم هذا فأنا لست خائفا من ذلك، ولكن إن تطلب الأمر موقفا حاسما سترى ما يدلل على أصالة تلك الشعوب، وأكبر دليل ما جرى خلال معركة "سيف القدس"، يومها انزوى التيار المتصهين ومعه الذباب الالكتروني ولم نعد نسمع لها صوتا.

وحول المطلوب عربيا لمواجهة التيار المتصهين، قال يجب ان يكون هناك استهداف العقول والوعي، وهو يأتي اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكل اشكالها. لا بد من تشكيل مجموعة عمل من ناشطين من عدة دول يتداولون الأفكار التي تتسرب إلى الميديا لمواجهتها ووضع الخطط الكفيلة بدحض تلك الأكاذيب. استهداف الجيل الناشئ وتنويع المحتوى وربط الأمر بملف القيم والدين وكشف حقيقة الكيان الصهيوني أنه لن يرحم من يتعاطف ويطبع معه، مثل ما جرى عندما منع نتنياهو الإمارات من امتلاك طائرات اف 35، وكذلك وقوف اسرائيل ضد مصر في ملف سد النهضة.

تصميم وتطوير