" الشعوب العربية ترفض التطبيع لانها تعي تماما خطورته على واقعها ومستقبلها "

"أصوات عربية حرة" ... التطبيع سرطان لن ينال من الجسد الفلسطيني وحده بل سيصيب الأمة العربية برمتها بالضعف والهزال

23.06.2021 02:01 PM

عضو الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع يحيى محمد لوطن : جهود حثيثة لدفع مجلس النواب التونسي لاقرار قانون "تجريم التطبيع"

الكاتبة السورية " سماهر الخطيب " لوطن : التطبيع مصطلح يوحي بتكيّف الأمور مع الاحتلال والاصل أن نطلق عليه "استسلام وخنوع"

الكاتبة السورية " سماهر الخطيب " لوطن :  كلما جربت الأمة خيار المقاومة ازدادت عزة وكرامة، وإذا جربت خيار التطبيع ازدادت مذلة ومهانة.

 

وطن: أكد ضيفا برنامج "أصوات عربية حرة" -الذي تبثه شبكة وطن الاعلامية- على أن الشعوب العربية قادرة على افشال كل الخطط التطبيعية، وهي تدرك تماما الخطورة المرتبة على ذلك على واقع الأمة العربية برمتها وعلى مستقبلها كذلك.

الحلقة الرابعة من البرنامج الذي يقدمه الصحفي سامر خويرة، استضاف الباحث السياسي يحيى محمد، عضو الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، والباحثة في العلاقات الدولية الكاتبة الصحفية سماهر الخطيب من سورية.

وأكدت الحلقة أنه رغم الحالة الشعبية العربية الرافضة لأي تقارب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وتطبيع العلاقات معها، خاصة في ظل استمرار ارتكابها للجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني وقتل العزل وهدم البيوت على رؤوس اصحابها وتدنيس المقدسات، رغم كل هذا يخرج البعض هنا أو هناك ليروج للتعايش وينفي صفة الاجرام عن هذا الاحتلال، وهؤلاء من الواجب التصدي لهم ولمزاعهم.

التصدي للمطبعين واجب

وشدد الباحث التونسي على أن التصدي لأمثال أولئك يعد واجبا على الصغير قبل الكبير، وهذا دور الشعوب العربية الحرة، بشخوصها ومؤسساتها ومراكزها وجمعياتها.

وتابع "الخطر داهم، وهذا السرطان لن ينال من الجسد الفلسطيني وحده، بل أن السكوت عنه سيصيب الأمة العربية برمتها بالضعف والهزال".

واستدرك "مهما مورس من سياسات لتبرير التطبيع، إلا أن الشباب العربي يملك إرادة قادرة على الصمود في مواجهة التطبيع. لأنه يدرك تماما أن الصراع معه صراع وجود وليس فقط صراع حدود".

"هذه الارض لنا، سواء كفلسطينيين يعيشون فوق ارض فلسطين أو حتى عرب يؤمنون ايمانا مطلقا بأحقية الشعب الفلسطيتني بالعيش بحرية وامان فوق ارضه"، يؤكد محمد.

وأوضح الباحث التونسي أن العلاقة التي تربط تونس بفلسطين تاريخية، وبرزت عام 1948 وما بعدها حتى يوم هذا، حيث زحفت أفواج من الشعب التونسي لنصرة الفلسطينيين في كل مواجهة مع الاحتلال، لانه يوقن أن الاحتلال سليل الاستعمار الامريكي والبريطاني والفرنسي، تلك الدول التي نفذت جرائم بحق الأمة العربية والاسلامية، وعديد الجرائم في العالم وضد الاحرار في كل مكان".

وقال "نحن نقف مع القضية لاننا نراها قضية كل العرب والمسلمين عموما، وقضية كل الاحرار في العالم".
ولفت إلى أن الشعب التونسي لديه العديد من المحطات التي ابرز فيها حضوره في دعم المقاومة وفي الساحة الاجتماعية والنضالية الداعمة للفلسطينيين.

وكشف عن جهود جبارة تبذل مع النواب التوانسة لاقرار قانون يجرم التطبيع، وهذا مستمد من وعي الشعب التونسي الذي هتف إبان الثورة لتحرير فلسطين، إلى جانب هتافاته الداعية الى العيش بحرية وكرامة ومواجهة الظلم والاستبداد، وهذا يؤكد انه رغم كل الانشغالات، لكن تبقى القضية الفلسطينية حية في نفوس الشعب التونسي".

وعن الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، لفت إلى أنها تضم ناشطين وأحزاب وطنية وجمعيات تعمل على ضرب منظومة التطبيع التي قد يُروج لها في تونس. التطبيع تقوم به بعض الجهات المتنفذة في الدولة، وتبدأ تدريجيا بالتسرب إلى المجتمع بمختلف مكوناته".

وتابع "نقوم بعدة فعاليات، ننسق مع نواب في مجلس النواب، لاقرار قانون يجرم التطبيع وبالتالي قد يخضع المطبع أو من يروج له للملاحقات القضائية".

وختم بقوله "كلما جربت الأمة خيار المقاومة ازدادت عزة وكرامة، وكلما جربت خيار التطبيع ازدات مذلة ومهانة".

استسلام وخنوع

من جهتها، قالت الكاتبة السورية سماهر الخطيب إن التطبيع مصطلح يوحي بتكيّف الأمور مع الاحتلال، لكن الشعوب العربية تعي تماما أنها لم ولن تتكيف مع وجود الاحتلال، لذلك يجب أن نطلق عليه "استسلام وخنوع".

وتابعت "نحن في سوريا والاردن وفلسطين ولبنان، شعب واحد منذ الأزل، ولم تفرقنا سوى الاتفافيات اللعينة مثل "سايكس بيكو"، وغيرها. كنّا امة ودولة واحدة. هذه حدود مفتعلة. نحن الشعوب لا نعترف بها".

وأشارت إلى أن الاستعمار زرع "إسرائيل" هذا الجسم الخبيث في جسد أمتنا، حتى ينالوا من وحدة الشعوب التي تملك من القوة ما يجعلها تغير مسيرة التاريخ. وأكبر مثال على ذلك المقاومة التي ابداها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال قديما وحديثا في غزة والضفة الغريية والقدس والداخل المحتل".

واكملت قائلة "هذا كيان غاصب سرطاني، يتطلب اعادة وحدتنا كشعوب إن لم نكن كدول حتى نتصدى له. الفلسطينيون مع الاردنيين والسوريين واللبنانيين نشكل قوة لا يستهان بها. هذا ايضا يستلزم ان تشمل الوحدة كل الشعوب العربية الحرة".

واشارت إلى أن علينا تفعيل المقاطعة ليس فقط مقاطعة بضائع الاحتلال، بل بضائع ومنتجات الدول الداعمة لذلك الاحتلال، وتصمت عن ممارساته العدوانية والاجرامية.

وقالت إن سوريا من الدول التي ترفض التطبيع وترفض توقيع اي معاهدة مع الاحتلال قبل نيل كامل حقوقه والحقوق العربية والفلسطينية قبل كل شيء. وبسبب موقفها هذا تتعرض الدولة السورية لحروب سياسية واقتصادية وعلى الارض، لكسر هذه الراية التي تحملها والمنادية بوحدة الاراضي العربية.

وتابعت "الشعب السوري ورغم كل ما يتعرض له وما يُمارس بحقه، إلا أنه متمسك بمواقفه المبدئية من دولة الاحتلال ويرفض الاعتراف بها. والاهم أن السوريين اكثر من يدعمون المقاومة بكل اشكالها وبكل اشكال الدعم".

وذكرت الخطيب بأن "أول نشيد تعلمناه في المدارس السورية "فلسطين داري ودرب انتصاري"، ما يعني غرس حب فلسطين في عقول وقلوب الأجيال الصغيرة التي تكبر معها".

تعرية المطبعين

وأكدت على ضرورة العمل على لتعرية فكرة التطبيع التي تظهر بأنه تعامل طبيعي مع المحتل، هذا يسمى استسلام وانهزام لعدو محتل.

وتساءلت "هل الدول العربية التي طبعت تقبل شعوبها لليوم هذا الأمر؟ طبعا لا. دولة الاحتلال تدرك تماما أن الجينات العربية ترفض وجود دولة الاحتلال وتنظر إليه على انه سرطان يجب استئصاله".

وتابعت "التقيت بأفراد من دول عربية طبعت، أكدوا لي رفضهم المطلق للوجود الاسرائيلي على اراضيهم وفتح باب للتعاملات التجارية والاقتصادية.. النسبة الاكبر ترفض وتعلم ماهية هذا الكيان واهدافه. واكبر خطر هو شعار دولة الاحتلال أن حدودها من النيل للفرات، وهذا يؤكد أن التطبيع معه سيسهل عليه تطبيق خططه والسيطرة على الدول العربية".

وحول مقولة أن فلسطين هي قضية الفلسطينيين وحدهم: قالت لا يمكن ان تزور الجغرافيا، ولو حاولت أن تزور التاريخ. لذلك حين ادافع عن فلسطين فانني ادافع عن ارضي السورية. نحن بلاد الشام وبلاد الخصيب، كنا ارضا واحدة، ودخول الاحتلال الى جزء منها يعني تسهيل سيطرته على بقية الدولة والاراضي.

وأضافت "حتى ايران عندما اعلنت عن يوم القدس، دليل عن ايمانها بحق الشعب الفلسطيني، رغم البعد الجغرافي الكبير بين ايران وفلسطين".

وحذرت من أن اتفاقيات الاستسلام ستمر من خلالها شراكات اقتصادية وثقافية وسحب خيرات هذه البلاد، لكن الشعوب تعي الاهداف الاستعمارية لكيان الاحتلال الطامع بخيرات بلادنا، وكذلك تدرك غايات الدعم الامريكي تحديدا للاحتلال لتبقى متفوقة عسكرية وأمنيا".

تصميم وتطوير