خلال برنامج "أصوات عربية حرة" عبر شبكة وطن الإعلامية
سياسيون من مصر والإمارات لـ"وطن": المقاومة الفلسطينية أعادت الاعتبار للقضية ولجمتْ المطبعين
• أحمد النعيمي: - الشعب الاماراتي مع المقاومة وحكومة أبو ظبي خسرت المليارات التي دفعتها للاحتلال
- آن للسلطة الفلسطينية أن تقف إلى جانب خيار الشعب وهو المقاومة
- توحيد الشارع الفلسطيني في غزة والضفة والداخل.. أهم مكسب للمعركة الأخيرة
• د. عبد الله الأشعل: - ما حدث قلب الطاولة من الناحية الاستراتيجية على خطّط الاحتلال
- القضية الفلسطينية فرضت نفسها على الأجندة العالمية مرّة أخرى
- بايدن متناقض ويخدع الشعوب عبر تواطئه مع الحكّام
رام الله - وطن: أكد ضيفا برنامج "أصوات عربية حرة" -الذي تبثه شبكة وطن الاعلامية- على أن المقاومة الفلسطينية استطاعت إلحاق هزيمة محققة بقوات الاحتلال الإسرائيلي التي شنت عدوانا موسعا على قطاع غزة استمر أحد عشر يوما، واستطاعت رغم قلة الامكانيات مقارعة العدو، وكشف عورته، وكسب شريحة واسعة من الرأي العام العالمي.
واطلقت شبكة وطن الاعلامية، برنامج "اصوات عربية حرة"، الذي يعد الاول من نوعه على صعيد الاعلام الفلسطيني، ويقدمه الصحفي سامر خويرة، بهدف اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في عمقها العربي والقومي، وتعزيزا للجبهة العربية الرافضة للتطبيع مع الكيان المحتل.
وقد استضافت الحلقة الأولى التي كانت بعنوان "الانتصار الفلسطيني صفعة في وجه المطبعين"، الأمين العام للرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع الكاتب أحمد الشيبة النعيمي من لندن، ومساعد وزير خارجية مصر سابقا د. عبدالله الأشعل من القاهرة.
وقد أكد النعيمي أن صمود الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في فلسطين التاريخية، وقدرة المقاومة على مقارعة العدو الاسرائيلي، كانت بمثابة صفعة في وجه المطبعين، وسدا منيعا في وجه موجة التطبيع، مؤكدين أن ذلك الانتصار والصمود كشف زيف الادعاءات التي ساقتها الدول المطبعة، التي بررت خطواتها الانهزامية بمنع ضم الضفة والاغوار وحماية القدس والمقدسات.
وقال النعيمي إن المطّبعين مع الاحتلال كانوا في صمت شديد أثناء الأحداث الأخيرة، وحاولوا أن يعبّروا عن موقفهم باستحياء، وإن تصريح إمارة أبو ظبي حول استعدادها للتوسُّط بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" يعتبر عجيبًا –بحسب وصفه- مبينًا أنّ هذه المبادرة تأتي بعد دعم حكومة أبوظبي بـ(11) مليار دولار كاسثتمارات في دولة الاحتلال، وأيضًا عبر السماح للبضائع الصهيونية بالدخول إلى الأسواق الإماراتية، معتبرًا أنّ الوسيط يجب أن يكون محايدًا.
وشدد على أن الشعوب العربية تخالف توجهات حاكمها، ومثال ذلك؛ النموذج الشعبي الإماراتي الذي رغم المحاولات لجعله مُطبّعًا، ومحاولة الآلة الإعلامية الإماراتية أن تروج لذلك، إلّا أنّه أثبت (الشعب الإماراتي) أنّه لا يمكن زعزعة قناعته تجاه القضية الفلسطينية، وأنّ فلسطين في الوجدان الشعبي العربي".
انتصارات متراكمة
وأضاف النعيمي أنّ ما جرى في غزة ليس موضوع نصر أو هزايمة، "فالمعركة حاليا لم تعد تحسب من الجوانب العسكرية والخسائر المادية فقط؛ وإنما على الخسارة المعنوية، وهذه أصابت الاحتلال في مقتل"، مردفًا "الربح يكون ربح القضية والخسارة تكون خسارة قضية. فقبل العدوان كانت الرواية الصهيونية هي الأقرب إلى الانتشار في العالم وتحظئ بتأييد حتّى أنّ دولًا عربيةً تبنتها؛ إلّا أنّ ما حصل أنّ الفلسطينيين فضحوا ممارسات الاحتلال، واستطاعوا نشر القضية بطريقة إبداعية واحترافية"، مضيفًا "المعركة؛ هي معركة وعي، ومن ينتصر؛ هو من يستطيع أن يغيّر الرواية ويجذب أحرار العالم"، مستتبعًا ذلك بعبارة: "الآن؛ كلُّنا فلسطينيّون".
واستكمل حديثه قائلًا: "عسكريًّا؛ المقاومة لأوّل مرّة هي من تبادر بالدفاع عن فلسطين، وأن تجبر الاحتلال على الاستسلام ووقف إطلاق النار. وما رأيناه في ساحات المسجد الأقصى وأروقته من صمود، وكذلك، حي الشيخ جرّاح؛ كان كبيرًا جدًّا، خصوصًا تحالف وتعاضد أهل القدس بالرغم من الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الناشطين إلى حي الشيخ جرّاح؛ إلّا أنّ هذا التحالف كان معجزةً"، وتابع "رغم امكانيات الاحتلال العسكرية والاعلامية، إلا أن الفلسطينيين والداعمين لهم كسبوا المعركة الاعلامية، بنقلهم للحقيقة".
وعن صمود أهل القدس، أوضح النعيمي "فلسطينيو الداخل زحفوا رغم المعيقات والحواجز إلى القدس، وهذا ما بيّن حجم تعاضد الفلسطينيين من شمالها إلى جنوبها". وفيما يخص العمق العربي؛ "فهو مهم، لكنّ الشعب الفلسطيني أثبت أنّ الحل عنده دون الركون إلى الحكومات العربية، وهي التي كانت متخاذلةً جدًا في الفترة الأخيرة، بل منذ توقيع اتفاقيات (إبراهام) انحازت بعض هذه الحكومات إلى الاحتلال، وبدا أنّ التطبيع قطار ستركب فيه جميع الدول العربية وتترك الشعب الفلسطيني لقدره".
الشارع مع المقاومة
وحول الوضع الفلسطيني الداخلي؛ بيّن النعيمي أنّ هناك اتجاهين في الساحة الفلسطينية، الأوّل؛ اتجاه (أوسلو) والمفاوضات، والثاني؛ اتجاه المقاومة، "فالتعاون الذي تمارسه السلطة الفلسطينية مع الاحتلال خطير جدًا، ولا يمكن أن يتقبّله الشعب الذي يقف مع خيار المقاومة، فالسلطة كانت تعتقل المتظاهرين وتمنع المظاهرات التضامنية مع القدس، لهذا؛ ندعوها أن تنضم إلى خيار الشعب الذي رسم خطه وأوضح أين اتجاهه، كما أنّ المقاومة والشعب تجاوزا معطيات أوسلو، فيما ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن مصلحتها بأنّ لا تكون حماس في الواجهة، وأنّ البديل الوحيد هي السلطة، لذلك؛ فهي مضطرة إلى التعامل معها، وهي اجترحت خطةً لإعادة تقويتها".
اتصالًا بما سبق؛ استكمل النعيمي حديثه: "الاحتلال أحرج المطبّعين الذين برّروا تطبيعهم معه بالوعود حول إيقاف الضم، والسلام، خصوصًا أنّ الاحتلال الذي وثقتم به (مخاطبًا الدول المطبّعة) لحمايتكم؛ لم يستطع حماية نفسه؛ لأنّه ضعيف".
قلب الطاولة
وفي السّياق ذاته؛ أكّد أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأمريكية- القاهرة الدكتور عبدالله الأشعل أنّ ما حدث في الأراضي الفلسطينية قلب الطاولة من الناحية الاستراتيجية على ما خطّط له الاحتلال منذ مئة عام، "فالمشروع الصهيوني يقوم على التدرّج في التنفيذ؛ وذلك للوصول في نهاية المطاف؛ إلى اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم؛ إلّا أنّ الأحداث الأخيرة قلبت الدّفة تمامًا"، مردفًا بأنّ المقاومة لا تنفصل عن الشعب الذي ترك وحده في مواجهة ميدانية مع الوحش الإسرائيلي –بحسب قوله-.
وأضاف الأشعل مستطردًا:" الشباب الفلسطيني (الجيل الجديد) وجد نفسه في مواجهة للدفاع عن بقائه، لذلك؛ لم يكن محتاجًا إلى قراءة تاريخ الصراع لكي يندفع في مواجهة مع الاحتلال، كما أنّ فلسطينيي الداخل الذين كانوا يتهمون بقبول الاحتلال الإسرائيلي والتعايش معه؛ أثبتوا بالدليل القاطع؛ أنّ الاحتلال هو الذي وفد عليهم، وأنّ فلسطين عربية منذ الأزل، يضاف إلى هذا؛ أنّ الاحتلال كان يخطّط لفصل المدن الفلسطينية عن بعضها، والإيقاع بين القوى الفلسطينية؛ إلّا أنّ القضية الفلسطينية فرضت نفسها على الأجندة العالمية مرّة أخرى".
وبحسب الأشعل؛ فإن الانقسام الفلسطيني الداخلي؛ هو خطة شاركت فيها بعض الدول العربية والاحتلال، مطالبًا السياسيين الفلسطينيين بأن ينظروا إلى المقاومة على أنّها ليست طرفًا سياسيًا؛ بل هي روح عامة، وهي الوسيلة الوحيدة لمواجهة الاحتلال، والطريق الوحيد للحفاظ على بقاء الفلسطيني، مبينًا أنّ الأحداث تجاوزت السلطة الفلسطينية، واصفًا السلطة بأنّها تلهث وراء الأحداث.
وقال الأشعل مستكملًا: "الرئيس عبّاس لا زال لديه بعض التحفظات على ما حصل مؤخرًا، وهو يريد أن يثّبت بعض الوقائع السياسية من خلال الرئيس الأمريكي بايدن، والأمريكيّون؛ كانوا يكرّرون رغبتهم بالتعاون مع المعتدلين؛ أي أنّ حماس ليست طرفًا في المعادلة، والمعتدل بالنسبة إليهم؛ هو من لا يؤيد المقاومة، وعلى الرئيس عبّاس أن يلحق قطارَ الشعب، وأي ردّة إلى الوراء؛ ستعيد الأمور إلى ما كانت عليه، خصوصًا أنّ الاحتلال لن يصمت؛ لكنّه يلتقط أنفاسه بعد المعركة الأخيرة، وهو سيُعيد الكرّة في القدس والشيخ الجرّاح".
وختم حديثه: "هنالك قوّتان تتحكمّان بمجريات الأحداث، الأولى؛ أمريكا وظلها إسرائيل؛ وهي تريد أن تطبّع كل الدول العربية مع الاحتلال، وهنا لا بدّ من القول؛ أنّ بايدن متناقض ويخدع الشعوب عبر تواطئه مع الحكّام، أمّا القوة الثانية؛ مكّونات الوضع الفلسطيني (السلطة- الشعب- المقاومة)، ومن المهم حدوث توافق بين هذه العناصر الثلاث؛ عبر تبنّى المقاومة بكافة أشكالها، والتماهي بين الشعب والسلطة التي يجب أن تتناسى أنّها ثمرة من ثمرات (أوسلو)، وأن توقف التنسيق الأمني، وترفع العقوبات عن غزّة، فيما أحذّر من أنّ الاحتلال قد ينقض على المقاومة، لكن في النهاية؛ نحن ندخل عصرًا جديًا، والمطلوب الآن من الفلسطينيين أنّ يدركوا ماهية المعركة مع الاحتلال ليست شروط تعايش بل معركة بقاء، وأنّ نتنياهو يتبنى نظرية يهودية فلسطين، وأن تهويدها لا يتم إلا بإبادة الشعب الفلسطيني".