مكرهةٌ صحيةٌ وبيئيةٌ ...

مكب نفايات "بيرزيت ، عطارة" كابوسٌ حوّل حياة المواطنين الى جحيم

20.02.2021 10:14 AM

بلدية عطارة لوطن: مكب النفايات غير إنساني وغير حضاري وغير بيئي ونعمل على إيجادٍ حلٍ جذري لإنهاء معاناة المواطنين

بلدية بيرزيت لوطن: الاحتلال أمهلنا حتى نهاية شباط الجاري لإغلاق المكب و" 12 " هيئة محلية وافقت على تحويله الى "محطة ترحيل"

وطن: على شكل حروقٍ على الوجه ووجعٍ كبيرٍ يرافقه جراء الباعوض الناتج عن مكب نفايات "بيرزيت، عطارة" هذا هو حال الطفل "احمد" ابن عائلة فهيم في بلدة عطارة شمال رام الله.

التقينا بوالد الطفل "طلعت فهيم " الذي أكد لوطن أن العائلات التي تسكن في محيط مكب النفايات شرقي القرية باتت تعيش اليوم في كابوس نتيجة الروائح الكريهة والأمراض الناجمة عن حرق النفايات في المكب وإلقاء جثث الحيوانات الميتة فيه.

أما حنان فهيم والتي أيضا تعيش منذ سنواتٍ طويلة في منزلها تقول لوطن، أن هذا العام بالذات اصبح يظهر نوع جديد من " الذباب والباعوض " حيث تعرض الكثير من أبناء العائلة للدغات منها ما أدى الى وجود طفح جلدية على جسم الأطفال ما دفعنا الى تحويلهم للمستشفى في أكثر من مرة.

بدوره، أكد المهندس الزراعي محمود العطاري لوطن، أن مكب النفايات الواقع بين بلدتي بيرزيت وعطارة والذي أقيم منذ أكثر من ثلاثين عاما بات اليوم مكرهة صحية وبيئية، الى جانب تحوله لحاجزٍ أمام التوسع العمراني في المنطقة، الأمر الذي يتطلب تدخلا سريعا من الجهات ذات العلاقة.

وفي ذات السياق، أكد المهندس المختص في المساحات الخضراء عبد الله حمّاد لوطن، أن الأثر الصحي والبيئي والمنظر الذي بات يشوه الطبيعة قد زاد الأمر معاناة بخاصة وأننا جميعا لا نعرف لغاية الآن مصدر هذه النفايات.

كما أشار حماد الى ان البلدات المجاورة كانت في السابق تلقي بنفاياتها في هذا المكب، وكان هذا المكب يخدم بلدات " عطارة وبيرزيت " فقط اما اليوم ومع التوسع العمراني في القرى والبلدات المجاورة فقد بات هذا المكب يتلقى نفاياتها وهو الأمر الذي انعكس سلبا من ناحية الممارسات السلبية في طريقة حرق النفايات والتخلص منها، الى جانب التعدي على الاراضي الزراعية في محيط المكب.

كما حذر حماد من الآثار الصحية الناجمة ايضا عنا استخدام المكب لمخلفات البناء العشوائي والتي فعليا لا نستطيع معرفة هذه المصادر ولا نوعية هذه النفايات الصلبة او لماذا لا نستطيع إعادة تكريرها، مشيرا الى ان المكب كان في السابق له فوائد اما اليوم فمضاره اكثر من فوائده.

من جانبه، أكد رئيس بلدية عطارة نصر العطاري لوطن أن مكب النفايات في مدخل عطارة هو غير إنساني وغير حضاري وغير بيئي وغير مقبول أصلا من قبل البلدية والمواطنين على حدٍ سواء.

كما أشار رئيس البلدية انه ومنذ سنوات والبلدية تعمل على إزالة هذا المكب او ايجاد حلول له، ولكن لم يكن هناك حلول جذرية لهذا الموضوع ، مشيرا في الوقت ذاته الى انه منذ فترة  قصيرة تم مصادرة آليات بلدية بيرزيت التي تنقل النفايات للمكب من قبل الاحتلال بحجة أن المكب لم يعد ملائما استخدامه، ومن هنا نقول "رب ضارة نافعة"، حيث بدأنا كأطراف مختلفة في البحث عن حلول، والحديث هنا عن تحويل المكب الى محطة ترحيل، أي أن يتم استخدام المكب على شكل تجميع النفايات وترحيلها الى مكب زهرة الفنجان في جنين  وأن يتكفل الاحتلال بعملية جمع النفايات وترحيلها الى جنين لمدة عامين.

كما أشار الى أن مكب النفايات يخدم حاليا عدة هيئات محلية في شمال محافظة رام الله.

بدوره، أكد رئيس بلدية بيرزيت ابراهيم سعد لوطن، أن المكب هو مكب تاريخي وليس عشوائي كما يدعي البعض وهو مكب تم إنشاءه في ثمانينيات القرن الماضي على اراضي بيرزيت وليس على أراضي بلدة عطارة.

وأشار في الوقت ذاته الى أنه وللأسف الشديد مع التطور العمراني في المنطقة وإغلاق عدة مكبات عشوائية في البلدات والقرى المجاورة بات هذا المكب هو الوحيد الذي يصلح للاستخدام وهو الأمر الذي يعني خدمة نحو اربعين الف مواطن.

كما أكد رئيس بلدية بيرزيت ان البلدية قامت بشراء ثمانية دونمات بهدف توسيع المكب، نافيا في الوقت ذاته الاعتداء على أية أراضي خاصة، مؤكدا في ذات السياق أن ملف "مكب النفايات" فيه الكثير من التعقيدات.

كما دعا عبر وطن، الجهات المختصة الاستثمار في قطاع " النفايات " لأن ذلك يتعلق بالبيئة وبصحة المواطنين، ومن غير المنطق والمعقول ان تبقى المجالس القروية والبلديات تعمل وحدها مع ملف النفايات.

وفيما يتعلق بإجراءات الاحتلال اتجاه مكب النفايات، أشار رئيس البلدية الى ان قوات الاحتلال أغلقت المكب اكثر من مرة وقامت بمصادرة معدات البلدية الخاصة بالمكب وحجزتها لأكثر من اسبوعين، وبعد تدخل الارتباط المدني الفلسطيني تم الإفراج عن معدات البلدية وامهال البلدية حتى نهاية شهر شباط الجاري لاستخدام المكب، وخلال الفترة القادمة سيتم تحويل المكب الى "محطة ترحيل" وسيقوم الاحتلال بتمويل نقل النفايات على مدار عامين الى مكب "زهرة الفنجان".

وأكد أن " 12 " هيئة محلية اجتمعت مع الارتباط الفلسطيني وتم الموافقة على مقترح تحويل المكب الى "محطة ترحيل" للنفايات، مؤكدا أهمية أن يتم تحويل المساحة الكبيرة المقام عليها المكب الى ملاعب او أماكن يستفيد منها سكان المنطقة.

تصميم وتطوير