اهالي المضارب البدوية عبر وطن: السلطة تفتقد لأي استراتيجية واضحة في التعامل مع البدو والمطلوب مشاريع حقيقية لتعزيز الصمود

13.09.2020 12:57 PM

رام الله – وطن: طالب الشباب المشاركون في برنامج "شباب كافيه" الذي ينتجه ويبثه وطن، بتوفير متطلبات الحياة الكريمة لأهالي المضارب البدوية في فلسطين، والمتمثلة بالماء والكهرباء والمواصلات والتعليم والصحة، وفرص عمل للحفاظ على صمودهم بوجه عمليات التهويد الاحتلالية.

وقال الشاب خالد مليحات "لا نريد علب سردين، نريد مشاريع تعزز صمودنا على أرضنا، فالشباب والأطفال يقطعون مسافات طويلة على الأقدام في عز الحر للوصول الى المدارس والجامعات في المدن والبلدات المجاورة، ولا يوجد مساعدات أو منح للشباب، من أجل تعزيز رغبتهم باكمال دراستهم الجامعية".
وأضاف "لا يوجد مجالس شبابية ولا هيئات محلية تنقل معاناتنا ومشاكلنا وصوتنا لدوائر صنع القرار، ولا يوجد نوادي شبابية أو صالات رياضية".
وطالب مليحات نيابة عن الشباب المشاركين في الحلقة المسؤولين بزيارة المضارب البدوية للاطلاع على معاناتهم وتعزيز امكانات الصمود على الأرض، وتحويل تجمع عرب المليحات الى مجلس قروي، وتوجيه الشباب نحو التعليم المهني وتوفير فرص عمل لائقة.

أبو العسل: 30 منحة دراسية للشباب في الأغوار فقط !!
وفي السياق ذاته، طالب محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، بتوفير منح جامعية للشباب في مناطق المضارب البدوية والأغوار بشكل عام لتعزيز صمود الشباب بوجه كل عمليات التهويد الاسرائيلية.
وقال أبو العسل " لدينا 30 منحة دراسية فقط لكل الاغوار بما فيها محافظتي طوباس واريحا، وهذا للأسف قليل جدا ولا يكفي، لذا نطالب وزارة التربية والتعليم بتخصيص منح كافية، خصوصا واننا نتحدث عن تعزيز صمود الناس."
كما شدد أبو العسل على ضرورة توفير حافلات لنقل الطلبة بين التجمعات البدوية والمدن والبلدات، والعمل على تطوير الرعاية الصحية للمواطنين البدو.
وقال أبو العسل " يجب أن يكون هناك مستوصف في منطقة المضارب البدوية، وصلتنا مركبة إسعاف مؤخرا من الحكومة، ونعمل جاهدين على تنفيذ الوعودات الحكومية. "
وأكد أن المعيق الأساسي لجميع عمليات التنمية في المضارب البدوية هو الاحتلال، لكننا نعمل قدر المستطاع وبالامكانات المتاحة، مضيفا أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تتابع معاناة المواطنين جراء عمليات المصادرة والهدم والترحيل، وتوفر محامين مختصين في التعامل مع هكذا قضايا.

غياب استراتيجية واضحة للتعامل البدو!!
من جهته، قال الناشط المجتمعي والمحامي حسن مليحات إن "التجمعات البدوية تفتقد لكل مقومات التنمية والتطوير مثل البنية التحية والكهرباء والماء، فالبدو يعيشون على حياة من صفيح ملتهب، بين سندان الاحتلال ومطرقة التهميش".
وتابع " جزء كبير من المشكلة يتحملها الاحتلال واجراءاته التعسفية، ولكن هناك تقصير مؤسساتي واضح، لأن الشباب البدو محرومون من حقوقهم الاجتماعية كالحق في التعليم والصحة، فالخدمات الصحية منعدمه تماما، وسط غياب الحق في مستوى معيشة لائق، وانعدام مقومات الحياة الكريمة بكل المقاييس.
وشدد مليحات على أن السلطة الفلسطينية تفتقد الى اي خطة استراتيجية متكاملة للتعامل مع البدو، حيث قال في هذا الصدد " يوجد تمييز مؤسساتي تجاه البدو، المنطقة بحاجة الى تنمية وخطط".
وتابع "وزارة التربية والتعليم عندما أعلنت عن التعليم الالكتروني كانت مغيبة تماما عن معاناة التجمعات البدوية التي تفتقر الى الكهرباء والماء، فكيف سيكون هناك تعليم الكتروني"؟؟
وطالب مليحات بضرورة توعية مواطني المضارب البدوية وخصوصا الشباب، بالامور القانونية ومعرفة حقوقهم حسب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الانساني وغيرها، وكيفية التواصل مع المؤسسات المختصة في الدفاع عن قضاياهم.
وتابع قائلا " السلطة الفلسطينية عبر متحدثيها لطالما تحدثوا عن حقوق البدو، لكن نسمع وعودات ولكن دون أي تنفيذ ملموس على ارض الواقع، ومثال على ذلك مطالبتنا بكتب رسمية لترخيص مجلس قروي في منطقة عرب المليحات، لكن دون أي جدوى. "
وأوضح أن بقاء التجمعات البدوية مبعثرة بهذا الشكل دون مجالس قروية منظمة، يعطي ذريعة للاحتلال لترحيل المواطنين، مشيرا أن دور ووظيفة المجالس القروية سيكون سياسي أولا في الحفاظ على الوجود الفلسطيني، وخدماتي لتوفير وتعزيز مقومات الصمود والبقاء.
وتذمر مليحات من غياب تمثيل البدو في الأطر التشريعية كالمجلس التشريعي أو في دوائر منظمة التحرير، مضيفا: حتى اجتماع المجلس الوطني الاخير لم يتم توجيه اي دعوة للبدو، وكل ذلك تمييز سلبي بحق البدو في فلسطين.

تصميم وتطوير